الدقة والتشويق عنوان الحلقة الأولى من مسلسل سره الباتع
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
تناولت الحلقة الأولى من مسلسل سره الباتع 3 مراحل زمنية، بدأت الأولى بمشهد من ريف مصر عام 1799م لمقتل عدد من جنود الحملة الفرنسية بجانب ضريح السلطان حامد، واستعداد المقاومين لجنود الحملة؛ فيما كانت المرحلة الثانية في عام 1981م إذ استعرضت اعتقاد الناس في بركات السلطان حامد ورغبة الطفل حامد في معرفة سره والذي كان طرف خيط الوصول له عام 2010م بالعثور على ورقة بشأن سره ومن هنا يبدأ عنصر التشويق.
ملحوظات الحلقة الأولى من مسلسل سره الباتع
ابتداءًا فإن مسلسل سره الباتع ليس عملاً تاريخيًا صِرْفًا، ومع ذلك فاحتكاكه بالتاريخ أرغمه على التماس مع أشياء تاريخية، وكانت الدقة هي العنوان الأبرز في هذا التلاقي.
الدقة في مشاهد البقالة والسمك .. 8 من 10 لهذه الأسباب
لعل من مواطن الدقة هو ظهور صوت الإذاعي القدير شحاتة العرابي في مشهد ذهاب الطفل حامد إلى دكان البقالة لشراء الشمع (الذي لم يشتريه)؛ وكان في ذلك دقة كون أن الطفل حامد من مواليد 1981م والطفل في الأحداث وصل إلى 9 أو 10 سنوات؛ وقد عمل الإذاعي شحاتة العرابي بإذاعة القرآن الكريم عام 1988م.
الأمر نفسه بشأن الدقة نجده في أسعار السمك سنة 1981م والتي ظهرت من خلال صوت البائع بـ 10 قروش، وكان ذلك هو سعر الجملة في سنتها والذي ارتفع إلى سعر البلطي منه إلى 175 قرش والبوري بـ 275 قرش عام 1984م.
تلك الدقة لم تكن متوفرة في مفتاح الكهرباء الذي ظهر في منزل المدرس الذي ذهب له الطفل حامد، إذ كان الأفضل الأفضل الاستعانة بالشكل القديم لمفتاح الكهرباء في الثمانينيات.
أيضًا فإن مفردات دكان البقالة كان به أشياء لم تكن معروفة في القرى في منتصف ثمانينيات القرن الماضي مثل أكياس الإندومي وجبنة عبور لاند.
شكل الهتافات والرؤية التاريخية
دق الوَشْم وقص صباعك
إحنا يا حامد من أتباعك
كان ذلك هو صوت الممثلين في المشهد والذي أظهر أهالي شطانوف وهم يهتفون للنضال ضد الفرنسيين؛ ولعل السجع الموجود في الهتاف هو ما أضفى عليه طبع الأصالة والمعاصرة، فقديمًا كان هتاف أهل القاهرة في استقبال الحملة الفرنسية «يا خفي الألطاف .. نجنا مما نخاف»؛ وكذلك حتى بعد رحيل الحملة الفرنسية في تظاهرات المصريين ضد البرديسي باشا عندما قالوا «إيش تاخد من تفليسي يا برديسي».
قلعة في الريف سنة 1799م والقراءة التاريخية
من الأشياء التاريخية التي ظهرت شكل القلعة التي خرج منها قادة الحملة الفرنسية، ولم يحدد المخرج مكانها، فقط اكتفى بأنها من ريف مصر عام 1799م.
ذلك أمر يستحق التقدير أيضًا من حيث الدقة، إذ كان من عادة الفرنسيين في البلاد التي يحتلونها في الأرياف هو إنشاء القلاع والطوابي لتحصين المدن، ويظهر ذلك جليًا أن نابليون بونابرت أصدر أمرًا للجنرال كافريللي بإنشاء القلاع والطوابي والقشلاقات اللازمة في الصالحية بمدينة المنصورة.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
تسلم إيدك يا وسيم ❤ شكلها بداية مبشرة بموسم مقبول