الصلاة الفائتة من سنوات كيف يتم قضاءها من وجهة نظر الفقه
-
منتهى أحمد الشريف
منتهى أحمد الشريف، باحثة شابة في العلوم الإسلامية، تخرجت من كلية أصول الدين جامعة الأزهر الشريف
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
أعطى الفقه الإسلامي اهتمامًا بقضاء الصلاة الفائتة وذلك لأن الصلاة هي ركن من أركان الإسلام الخمسة، وهي عماد الدين وقال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم “من أقامها فقد أقام الدين ومن هدمها فقد هدم الدين”، والأدلة على فرضيتها من القرآن والسنة كثيرة ومتعددة والتحذير من الاستهانة بها كثير.
قضاء الصلاة الفائتة كيف يتم
اختلف فقهاء المذاهب الأربعة في حكم ترتيب صلاة الفائتة مع الصلاة الحاضرة على عدة وجوه، فالأحناف يروا وجوب الترتيب بين الفوائت إذا لم تبلغ ستا غير الوت، فمن كانت عليه فوائت أقل من من ست صلوات وأراد قضاءها يلزمه أن يقضيها مرتبة فلو صلى الظهر قبل الصبح مثلا فسدت صلاة الظهر ووجب عليه إعادتها بعد قضاء صلاة الصبح.
اقرأ أيضًا
حين يؤدي النفاق إلى الخشوع “أزمة من بدأ الالتزام في الصلاة فما حلها ؟”
والترتيب عند الأحناف يسقط بـ 3 أمور أولها أن تصير الفوائت ستا غير الوتر، والثانية ضيق الوقت عن أن يسع الوقتية والفائتة، نسيان الفائتة وقت أداء الحاضرة.
أما فقهاء المالكية فيروا وجوب يجب ترتيب صلاة الفائتة في نفسها سواء كانت قليلة أو كثيرة بشرطين الأول أن يكون متذكر للسابقة، والثاني أن يكون المصلي قادرا على الترتيب، كما يجب ترتيب الفوائت اليسيرة ومقدارها خمس صلوات فأقل مع الصلاة الحاضرة فلو خالف وقدم الحاضرة عمدا صحت صلاته مع الإثم، أما قدم الحاضرة سهوا فلا إثم، ويندب له فى الحالتين إعادة الحاضرة بعد قضاء الفائتة.
أما فقهاء الشافعية فيروا أن ترتيب صلاة الفائتة في نفسها سنة سواء كانت قليلة أو كثيرة، فلو قدم بعضها على بعض صح ذلك، وترتيب الصلاة مع الحاضرة سنة أيضا بشرطين أولهما ألا يخشى فوات الحاضرة، وثانيهما أن يكون متذكرًا للفائتة قبل الشروع فى الحاضرة.
أما الحنابلة فذهبوا إلى أن ترتيب الفوائت فى نفسها واجب سواء كانت قليلة أو كثيرة، فإن خالف الترتيب بأن صلى العصر قبل الظهر مثلا لم تصح المقدمة على محلها إلا إذا كان ناسيا حتى فرغ من الصلاة، فتصح الصلاة بالنسبة للثانية، أى المقدمة كما يجب تقديمها على الفوائت، وإذا قدم الحاضرة على الفوائت ناسيا صحت صلاته.
أيسر آراء الفقه حول الصلاة الفائتة
اعتبر الشيخ جاد الحق علي جاد الحق أن أيسر الآراء هو رأي الشافعية وفي أسباب ذلك قال “جعل الترتيب سنة سواء بين الفوائت أو مع الحاضرة، وتركه لا يمنع صحة القضاء، ولما كان السائل قد كثرت عليه فوائت الصلاة بحيث لا يعرف عددها، وقد زادت فوائته عن ستة فروض على ما هو واضح من سؤاله يكون الترتيب فى القضاء ساقطا عنه، وأنصحه بقضاء ما يستطيع فى وقت كل فرض، فيصلى مع الصبح مما فاته من هذا الفرض، ومع الظهر كذلك وهكذا بقية الفرائض، وما دام قضاء الفوائت قد اقترن بالتوبة والندم فإن الله يقبل التوبة عن عباده وهو الغفور الرحيم”.
الكاتب
-
منتهى أحمد الشريف
منتهى أحمد الشريف، باحثة شابة في العلوم الإسلامية، تخرجت من كلية أصول الدين جامعة الأزهر الشريف
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال