الكرسي الرسولي في مصر “قصة مراحل النقل من عام 61 حتى عام 2019”

هناك معنىً كنسي لمصطلح الكرسي الرسولي قلما يتم تداوله في الأوساط الإعلامية حيث أن المشهور هو كرسي مارمرقس في الكنيسة القبطية، وعلة تسميته بالرسولي أن المعنى هو الخلافة الرسولية للقديس مارمرقس الرسول.

قصة المرحلة الأولى من نقل الكرسي الرسولي في مصر

المحطة الأولى في كرسي مارمرقس مع ظهور أول مبشر بالمسيحية فى مصر، القديس مارمرقس الرسول، الذى جاء إلى الإسكندرية عام 61، وكانت الشرارة الأولى لبدء الكرازة، حسب تاريخ الكنيسة، وبينما كان يمشى ذات يوم على البحر مفكراً ومتأملاً من أين يبدأ الكرازة في هذه المدينة العظمى صاحبة الأكاديمية العلمية الشهيرة والمكتبة الكبرى، تهرأ حذاؤه من كثرة المشى.

اقرأ أيضًا 
تاريخ 29 كيهك “قنبلة فكرية مزمنة كل يوم 7 يناير”

ذهب إلى إسكافى يدعى أنيانوس لكى يصلحه، وفجأة دخل المخراز فى يده فصرخ الإسكافى بطريقة لا شعورية من شدة الألم يا الإله الواحد فانتهز القديس مرقس الرسول الفرصة وسأله هل تريد أن تعرف الإله الواحد، فلما أجاب بالإيجاب بدأ يشرح له قواعد الإيمان المسيحى حتى آمن هو وأهله أجمعون، واتخذ من منزله مركزاً للتبشير بالديانة المسيحية ولما ازداد عدد المؤمنين رسم القديس مرقس الرسول أنيانوس كأول أسقف لمدينة الإسكندرية، وبعد استشهاد القديس مرقس الرسول نحو عام 68م، دُفن جسده بكنيسة تدعى بوكاليا، ومقرها الحالى هو الكنيسة المرقسية بمحطة الرمل، وأصبحت هى المقر الرسمى للآباء البطاركة.

الفاطميين والمرحلة الثانية

جاءت المحطة الثانية حين نُقل الكرسى المرقسى، مع بداية الحكم الفاطمى فى مصر، وتأسيس مدينة القاهرة عام 969م، على يد البابا خريستوذولوس البطريرك 66، إلى كنيسة السيدة العذراء الشهيرة بـالمعلقة بمصر القديمة، واستمرت الكنيسة المعلقة هى المقر الرسمى للكرسى البابوى، حتى عهد البابا يؤانس الثامن، البطريرك 80، باستثناء فترات قصيرة كان بعض البابوات يلجأون فيها إلى كنيسة أبى سيفين بمصر القديمة ويتخذونها استراحة بديلة.

مراحل يؤانس ومتاؤس ومرقس .. كيف تم النقل ؟

فى عصر البابا يؤانس الثامن، البطريرك 80، جرى نقل الكرسى البابوى من كنيسة السيدة العذراء المعلقة إلى كنيسة السيدة العذراء بحارة زويلة التى تأسست عام 350م.

وفى عصر البابا متاؤس الرابع البطريرك 102، نُقل الكرسى البابوى إلى كنيسة السيدة العذراء بحارة الروم، وهى كنيسة أثرية تقع فى منطقة الغورية بالدرب الأحمر، ثم نقل البابا مرقس الثامن، الكرسى البابوى من حارة الروم إلى الكنيسة المرقسية الكبرى بالدرب الواسع.

زمن جمال عبدالناصر

وفى عصر البابا كيرلس السادس، وبالتحديد فى 24 يوليو 1965، جرى وضع حجر الأساس للكاتدرائية المرقسية الجديدة بأرض الأنبا رويس بالعباسية فى حضور الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وجرى افتتاحها رسمياً للصلاة فى 25 يونيو 1968، فى حفل حضره الرئيس عبدالناصر والإمبراطور هيلاسلاسى إمبراطور إثيوبيا الراحل.

إقرأ أيضا

بـ “1500 فَرْخ” .. هكذا بدأت قصة طوابع البريد في مصر

الكرسي الرسولي في العاصمة الإدارية الجديدة

افتتحت في العام الماضي كاتدرائية عيد الميلاد المجيد 2019 م وأضيف كرسي مارمرقس إلى قائمة المراحل التاريخية التي انتقل لها الكرسي الرسولي في مصر.

يبلغ ارتفاع كرسي مارمرقس داخل كاتدرائية ميلاد المسيح 2 متر، بينما عرضه لا يزيد عن المتر الواحد، وهو مصنوع من خشب الأبنوس، ويحتوي صوراً خشبية محفورة على مسند الرأس، للسيدة مريم العذراء والسيد المسيح والقديس مارمرقس الرسول، ومكتوب عليه جزء من آية إنجيل يوحنا ” أنا هو الراعي الصالح، والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف”.