الوقف الفاطمي للتعليم والظلم التاريخي له (1-3) لماذا نُهِبت أموال الأزهر أيام الأيوبيين ؟
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
بقي الوقف الفاطمي للتعليم أحد الجوانب المجهولة في تاريخ الدولة الفاطمية بمصر خاصةً من حيث التعليم الذي اخْتُزِل في معلومة أن الفاطميين أسسوا الأزهر الشريف لضرب المذهب السني.
اقرأ أيضًا
عندما ساهم الأزهر في تعليم الصنايع لدول أوروبا “حدث بالفعل من 273 سنة”
هذا الإخفاء لتفاصيل الوقف الفاطمي يرجع لأسباب عقائدية مذهبية، فالتاريخ الفاطمي غلبت عليه الطائفية المذهبية فأخذ مؤرخي أهل السنة سلبيات وأظهروها على حساب الإيجابيات.
الأزهر وشكل الوقف الفاطمي للتعليم
لم يكن الأزهر مجرد مبنى فقط أيام الفاطميين بل صرفوا عليه بعد انتهاء التشييد وأوقفوا عليه الأوقاف ويؤكد على ذلك بن كثير في كتاب البداية والنهاية حيث قال “تكاثرت الأوقاف والتجديدات المتوالية على هذا الجامع”.
أما السيوطي الذي اشتهر بعداءه للفاطميين قال في كتاب حسن المحاضرة “ثم جدده الحاكم بأمر الله، ووقف عليه أوقافًاثم إن المستنصر جدد هذا الجامع أيضا وجدده الحافظ، وأنشأ فيه مقصورة لطيفة بجوار الباب الغربي الذي في مقدم الجامع: ثم جدد في أيام الظاهر بيبرس”.
اقرأ أيضًا
قصة فرقة موسيقية من علماء وطلاب الأزهر “أوركسترا كادت أن تدخل الأوبرا”
احتاجت أموال الوقف الفاطمي للتنظيم الإداري فأسس الفاطميون دواوينَ فيها يعمل بها يحفظون الأوقافَ ويصرفون ريعها، وقد ذكر ابن حجر في كتاب رفع الإصر عن ولاة مصر ترجمة لـ عبد العزيز بن محمد الذي تولى القضاء قال فيها “وأمره الحاكم بالنظر فِي المساجد وتفقد أوقافها، وجمع الرّيْع وصرفه فِي وجوهه ففعل ذَلِكَ وبالغ فِيهِ، وأفرد لذلك شاهدين يضبطانه”.
نهب أموال الوقف الفاطمي للأزهر
خصص الفاطميون للأزهر أموالاً طائلة الأحباس أوقاف للإنفاق على فرشه وإنارته وتنظيفه وإمداده بالماء، ورواتب الخطباءوالمشرفين والأئمة والمدرسين والطلاب، إلى أن جاء صلاح الدين وتولى الحكم وأسس الدولة الأيوبية وقرر منع إقامة صلاة الجمعة به وأدى هذا القرار إلى تعرض الوقف الأزهري للنهب طوال العصر الأيوبي وحتى بدايات عصر المماليك.
اقرأ أيضًا
“أصلك بفعلك تواصل فعله ويواصلك” حكاية ترزي صار معيدًا في جامعة الأزهر
تطرق تقي الدين المقريزي في كتاب السلوك لمعرفة دول الملوك إلى أموال الوقف الفاطمي للأزهر قائلاً “وفي يوم الجمعة.. أقيمت الجمعة بالجامع الأزهر من القاهرة، وكانت قد بطلت منه منذ ولي قضاء مصر صدر الدين عبد الملك بن درباس، عن السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب، وقد ظل كذلك إلى أن سكن الأمير عز الدين أيدمر الحلي بجواره، فانتزع كثيرا من أوقاف الجامع كانت مغصوبه بيد جماعة، وتبرع له بمال جزيل، واستطلق له من السلطان مالا، وعمل الأمير بدر الدين بيليك الخازندار بالجامع مقصورة، ورتب فيها مدرسا وجماعة من الفقهاء على مذهب الشافعي، ورتب محدثا يسمع بالحديث النبوي والرقائق، ورتب سبعة لقراءة القرآن العظيم، وعمل على ذلك أوقافًا تكفيه”.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال