“مارجريت شيليتج”.. قصة طفلة عمرها 53 عامًا أثارت الرعب في تلال أثينا
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
كانت مارجريت شيليتج طفلة صغيرة، عيناها تحمل الكثير من الأمل والتطلع للحياة، حتى ذلك اليوم الذي خرجت فيه مع والدها وذهبت إلى مكان عالي ومنعزل تمامًا، وأخبرها والدها أنها ستبقى في هذا المكان مع الكثير من السيدات، لأنها مريضة وسيقومون بمعالجتها، وظلت مارجريت تبكي وتطلب من والدها أن يصطحبها معه، ولكنه رفض وطلب منها أن تهدأ، وسوف يعود لها قريبًا، ولكنه لم يعد أبدًا، ولم تشفى هي من مرضها، فقد خاف أن يعود لمصحة المجانين، وفضل أن يترك ابنته تواجه مصيرها هناك وسط الأشباح والشياطين والأرواح الشريرة!.
ظهور المصحات
بعد الثورة الصناعية في أوروبا، ومع بداية ظهور الآلات وتعقد الحياة، حدث الكثير من الاضطرابات النفسية بين الناس، وحالات صرع، وتوحد، والكثير من الانتحار، ومن هنا كانت بداية ظهور المصحات النفسية، ومن ضمنهم مصحة أثينا التي ذهبت إليها مارجريت، تم إنشائها عام 1874م في مكان عالي ومنعزل، لذلك اطلقوا عليها مصحة التلال، وكان الهدف من المصحات في البداية هو علاج المرضى، ولكنها بعد ذلك تبنت علاج الجنود الذين تأثرت حالتهم النفسية إزاء الحرب الأهلية في أمريكا، وكان حجم المصحة الواحدة كبير للغاية، ولديها اكتفاء ذاتي تام، بها مزارع خاصة، وحظيرة حيوانات، ومعامل ألبان، ومخابز.
مصحة التلال
كان الداخل إلى مصحة التلال مفقود، لا يسأل عنه ذويه، ولا يزوره أحد، وبدأ الأطباء في استغلال ذلك، للقيام بتجارب نفسية على المرضى، بمعنى أدق جعلوا من المرضى النفسيين المحجوزين لديهم فئران تجارب!، وكان مبدأهم أنهم سوف يضحون بالقليل من المرضى في سبيل إنقاذ البشرية من الأمراض النفسية، ووصل عدد المرضى في المشفى ل 2000 حالة، ومات الكثيرون وتم دفنهم دون علم أحد، لدرجة أنه تم بناء مقبرة كاملة بجوار المصحة.
تعذيب المرضى
في البداية كان يعطونهم بعض الأدوية التي تسبب الصرع، وعدم تحكم في الحركة، سيلان اللعاب، وصداع مستمر، ثم زاد الأمر للصعق بالكهرباء، ثم الصعق بالكهرباء داخل مياه مثلجة، بها ينال المرضى وصلة ضرب مبرح لاختبار استقبالهم الحسي للألم، وطرق الدفاع.
اقرأ أيضًا
المصعد.. قصة رعب : الجزء الأول
ومن أصعب التجارب التي أجريت على المرضى، عملية فصل فص المخ الأمامي، التي اخترعها الدكتور “إيغاس مونيير”، ونال عليها جائزة نوبل، توصل إيغاس إلى أنه يوجد أعصاب معينة في المخ، إذا ما تم فصلها أو قطعها تمامًا، سيهدئ المريض تمامًا، وتختفي الاضطرابات، وكان يجري هذه العملية دون بنج أو أي مخدر، يتم ربط المرضى جيدًا، وإدخال أنبون معدني عن طريق العين، ويتم عمل فتحة صغيرة في الجمجمة يتم من خلالها قطع الأعصاب، سببت تلك العملية عذاب رهيب للمرضى، ومنهم من أصيب بتلف في المخ، وإعاقات، ومات الكثير بالطبع.
الكاتب
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال