بابا نويل قديسًا .. هكذا تحتفي مصر بيوم وفاة سانتا كلوز
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
يُعْرف بابا نويل بشكله الكلاسيكي التقليدي بالبالطو الأحمر وقبعته الأشد احمرارًا مع حقيبته المعبئة بالهدايا ولحيته البيضاء وابتسامته التي يستهل بها لقاءه مع الأطفال الذين ينتظرونه.
اقرأ أيضًا
تمثال هيباتيا في العاصمة الإدارية “لماذا تأخر تبرئة الكنيسة المصرية من قتل الفيلسوفة”
لكن تاريخيًا فإن شخصية سانتا كلوز المأخوذة من القديس نيقولاس احتوت على أبعادٍ أخرى في عصور الاستشهاد المسيحي.
من هو القديس نيقولاس ؟
القديس نيقولاوس من مواليد سنة 270 م، لأسرة متدينة وغنية في بلدة ميرا القديمة في منطقة ليقيا في الأناضول، كان والده أبيفانيوس وأمه تونة لا ينجبان ولما ولدا نيقولاوس كانا قد بلغا من الكبر عتيا فقررا تربيته بإشراف من الكنيسة.
ترهبن القديس نيقولاوس في دير بن عمه ثم رحل والديه تاركين له أموالًا وثروة، فقرر أن يكرّس ميراثه في أعمال الرحمة.
الجذور وراء طباع بابا نويل
اتسم بابا نويل بالشكل المعروف بسبب الشاعر الأمريكي كليمنت كلارك مور الذي كتب عنها عام 1823، في قصيدة الليلة السابقة لعيد الميلاد ووصف بابا نويل بأنه دمية على شكل رجل عجوز، وسمين جداً، يتحلى بابتسامة مشرقة دائماً، مع قسمات وجهه التي تتسم بالطيبة والعطاء، يرتدي بدلة حمراء، وتغطي وجهه لحية ناصعة البياض، يتميز بكيس الهدايا المليء بكل ما هو جميل ومميز، ليحمل الفرحة والسعادة للأطفال في عيد الميلاد بمختلف أنحاء العالم.
جذور هذه القصة حقيقية ويحكيها تاريخ الأنبا تكلا حيث أن أحد رجال باتارا فقد كل أمواله لدرجة أنه لم يجد ما يقتات به، وكان عليه أن يزوج بناته الثلاث، إلا أنه لم يستطع ذلك بسبب فقره، فنوى الرجل البائس أن يسلمهن لأعمال الدعارة، وحين سمع القديس نيقولا بهذا الأمر أخذ مائة دينار وجعلها في كيس وتحت ستار الظلام ألقاه من شباك منزل الرجل، الذي لما انتبه من نومه ووجد الكيس فرح كثيرًا وزوَّج بهذا المال ابنته الكبرى، ثم كرر القديس نيقولاوس (نيقولا) نفس الأمر مع الابنة الثانية، ولما جاء دور الابنة الثالثة كان الأب يسهر ليراقب ويتعرَّف على شخصية هذا المحسن الكريم لبث ساهرًا في المرة الأخيرة وعندما شعر بسقوط الكيس وسط منزله لم يأخذه بل أسرع إلى خارج البيت ليرى من الذي ألقاه فعرف أنه القديس نيقولاوس، فخرَّ عند قدميه وشكره كثيرًا لأنه أنقذ فتياته من فقر المال وما كن يتعرضن له من الضياع.
اضطهاد بابا نويل في التاريخ
جاء الملك دقلديانوس وقرر إجبار الناس على عبادة الأوثان فتم قبض على القديس نيقولاوس ، والذي لم ينقطع عن محبيه فكتب لهم هو في السجن ويشجعهم ويثبتهم على الإيمان دون عبادة الأوثان، وظل هكذا حتى مات دقلديانوس، وجاء بعده الملك الإمبراطور قسطنطين وأطلق سراح المسجونين ومن بينهم القديس نيقولاوس الذي عاد إلى كرسيه في ميرا وظل فيها موجودا حتى مات في 6 ديسمبر سنة 343 م ودفن في كاتدرائيتها، وكانت أيام حياته تقترب من الثمانين سنة، منها حوالي أربعين سنة أسقفًا؛ وتحتفي الكنيسة القبطية بعيد نياحته في العاشر من كيهك من خلال نشر سيرته.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال