رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
85   مشاهدة  

بيدرو والنقيب..عندما يتحول السجين إلى قاضي

بيدرو والنقيب
  • إسراء سيف كاتبة مصرية تخرجت في كلية الآداب، عملت كمحررة لتغطية مهرجانات مسرحية، وكصحفية بموقع المولد. ساهمت بموضوعات بمواقع صحفية مختلفة، وتساهم في كتابة الأفلام القصيرة. حصلت على الشهادة الوظيفية لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها من الجامعة الأمريكية وألفت كتابًا لتعليم اللغة العربية للأطفال بالدول الأوروبية.

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



في الواقع يتحمس الجمهور المصري دائما لأي عرض من رائحة فلسطين الحبيبة، ولكن زاد حماس الجمهور عندما شاهد عرض بيدور والنقيب لأنه من العروض الرائعة التي شاركت بمهرجان الاسكندرية المسرحي الدولي.

وكنا أمام عرض من عروض الديو دراما؛ العروض التي يمثلها ثناني من الممثلين أمام بعضهمها البعض، وأنا أخشى هذه العروض لأنها تحتاج لنصًا منضبطًا كي لا يصاب الجمهور بالملل.

فهي تحتاج معظم الوقت حوارًَا قويًا بين الممثلين كي يجذب الجمهور، أو استعراضًا يقطع شتاتهم لو كان النص ضعيفًا، ولكن لم يكن عرض بيدرو والنقيب من العروض التي يشتكى الجمهور  منها من ناحية الملل.

كان النص منضبطًا إلى حد كبير، فيوجد صراع ذاتي بين النقيب ونفسه كما يوجد صراع متصاعد بين السجين بيدرو والنقيب ذاته.

وقد حقق المخرج كبقية عروض المهرجان شرط وشعار المهرجان “مسرح بلا إنتاج” باستخدام كرسيًا وطاولة وصندوق وحاسب آلي صغير يعكس بعض الصور التي جذبت الجمهور في بداية العرض لمراقبة النقيب لهاتف بيدرو ورسائله ومواقع التواصل الاجتماعي الخاصة به.

استخدم بطلا العرض كل طاقتهما وجهدهما في هذا العرض؛  فكنا أمام مبارة حامية بينهما في الأداء المميز الذي مثل لنا معانِ كثيرة وصلت للجمهور من خلال الحوار ومن خلال الأداء التمثيلي.

الصمود الذي يتميز به شعب فلسطين، والكرامة، والصدق، والشجاعة؛ كلها صفات تميز بها بدر أو بيدرو.

ونقطة قوة هذا العرض كان مناقشة ما يدور بداخل النقيب الذي يسجن معتقلا بلا ذنب ويحاول إخراج من فهمه أي معلومة تزيد من شأنه بين المحققين.

النبش داخل هذه الروح المعذبة من حوار بيدرو معه عن شعوره وهو يتحول خارج منزله من أب حنون لوحش مفترس يأمر بتعذيب المعتقلين ويستخدم أساليبا غير إنسانية معهم.

بيدرو والنقيب
صورة من عرض بيدرو والنقيب من مهرجان الاسكندرية المسرحي الدولي

ورغم بساطة الديكور إلا أن المخرج استخدمه بشكل ممتاز، فاستخدم الحبال للتعبير عن السجن، ورأينا النقيب هو الآخر خلف هذه الحبال وكأنه إسقاط أنه هو الآخر سجين بشكل مختلف؛ سجين أفكاره وسلوكه المتوحش الذي يؤنب ضميره.

اقرأ أيضا…فاصل زمني…المشاكل الاجتماعية ومعاناة الإنسان عبر الأزمنة

كما استخدم مرايات مكبرة للصورة التي عكست صورة النقيب بشكل أكبر وهو يحقق مع بيدرو كي يظهر المخرج سيطرة النقيب على الوضع خلال أول العرض وسيطرته على المشهد ككل وفرضه لسلطته على بدر وهو معتقل.

إقرأ أيضا
بيت الروبي

نلاحظ نقاط مشتركة بين بدر والنقيب من خلال المشاهد التمثيلية، مما يكشف لنا جوانب إنسانية من شخصية النقيب ويجعلنا نشعر أن الإنسان معاناته واحدة وقصص حبه واحدة حتى لو كان جلادًا.

وينتهي العرض بمشهد رائع لاستسلام النقيب وانتصار بدر عليه بشكل مختلف بالموت!…ويتحول بدر وكأنه القاضي أو الجلاد الذي يكشف ضعف النقيب ويعريه نفسيا أمام روحه.

عرض بيدرو والنقيب إخراج إيهاب زاهدة وتمثيل رائد الشيوخي ومحمد الطيطي، وتنفيذ اقني همام عمرو، إدارة إنتاج محمد عيسى، والعرض عن نص الكاتب ماريو بينيديتي.

الكاتب

  • بيدرو والنقيب إسراء سيف

    إسراء سيف كاتبة مصرية تخرجت في كلية الآداب، عملت كمحررة لتغطية مهرجانات مسرحية، وكصحفية بموقع المولد. ساهمت بموضوعات بمواقع صحفية مختلفة، وتساهم في كتابة الأفلام القصيرة. حصلت على الشهادة الوظيفية لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها من الجامعة الأمريكية وألفت كتابًا لتعليم اللغة العربية للأطفال بالدول الأوروبية.

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان