تزامنًا مع عيدهم في مصر .. من أين جاء أصل كلمة الشرطة داخل بلاد العرب ؟ “
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
كلمات كثيرة لها جذور وحكايات ولعل أصل كلمة الشرطة لغويًا دليل على ذلك، فلكل تطور لغوي بها في التاريخ العربي قصة وحكاية داخل بطون الكتب.
رحلة أصل كلمة الشرطة عند العرب
يحكي القضاعي في كتاب الحلة السيراء أن لفظ الشرطة مشتق من الشَرَط وهي العلامة، لأنهم يجعلون لأنفسهم علامات يعرفون بها، ومنها أشراط الساعة أي علاماتها.
يوثق ما حكاه القضاعي قصة يزيد بن أبي مسلم والي الدولة الأموية على إفريقية زمن يزيد بن عبدالملك، فيذكر تاريخ بن الأثير أن يزيد بن أبي مسلم أراد أن يخضع حرسه إلى تنظيمات دقيقة تجعل له كيانه وشخصيته وهيبته، وذلك باتباع التقليد البيزنطي الذي كان يميز قوات الحرس بكتابة اسم الرجل بالوشم في راحة يديه اليمنى وصفته مثل: (حرسي) وفي راحة يده اليسرى، حتى يعرفهم الناس فيه فيسرعون إلى تنفيذ أوامر الوالي، مما أثار حفيظة البتر من البربر الذين رفضوا الخضوع لهذا التنظيم واعتبروه نوعاً من التفرقة التي لا تتفق مع مبادئ الإسلام، مما حدا البتر إلى قتله.
ظهرت وظيفة صاحب الشرطة في عهد الدولة الأموية على يد الخليفة معاوية بن أبي سفيان لتقوم على حراسته وقت الصلاة، أو أنها تكون أداة في يد عماله لتنفيذ سياسته، ويشير بن حيان في كتاب المقتبس من أنباء الأندلس أن لفظ كلمة الشرطة اقتصر استعماله في العصر العباسي على عامل خاص كان مسؤولاً عن النظام والأمن العام، إذ تتفق المصادر التاريخية على أن لفظة الشرطة تعني في عصورها المختلفة رجل الأمن أو ضابط الأمن الذي كان مسؤولاً عن حماية أمن البلد، وقد منح لقب صاحب الشرطة وأصبح حاكم الولاية أو المدينة التي كان موكلاً في جميع الأمور الدنيوية والدينية.
اقرأ أيضًا
عن يهود الأندلس .. لماذا أحبوا المسلمين لدرجة خدمتهم أكثر من القوط ؟
الدكتور حسين مؤنس في كتاب فجر الأندلس له رأي في أصل كلمة الشرطة عند العرب حيث قال “هناك من يرى أن العرب أخذوا نظام الشرطة ولفظها في المشرق من البيزنطيين (Securities) ثم حملوا الوظيفة بلفظها إلى الأندلس، ويوجد موظف مكلف بالأمن في المدينة يعرف باسم الشرطة (Praetor urbanos) فحل محله “صاحب الشرطة”، وقد انتقل هذا اللفظ إلى أهل الأندلس في صور مختلفة، مثل: Sacbascorta, seorta, sahba ثم دخلت هذه الوظيفة إلى النظام الإسلامي.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال