تزوج “أم جميل” سرًا وقتلته مطربة انتقامًا منه.. أسرار في حياة سيد درويش
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
لفترة طويلة كان التلحين والغناء مثقلين بتقاليد بالية، حتى جاء الملهم سيد درويش وأدخل عليهما عنصري الحياة والبساطة، فناسب بين الألفاظ والألحان، وناسب بين الألحان والحالات النفسية التي تعبّر عنها، ويعتبر بشهادة خبراء الموسيقى هو مجدد وباعث النهضة الموسيقية في مصر والوطن العربي.
ظهر شغفه بالموسيقى والغناء مبكرًا منذ أن كان صغيرًا، واتضحت موهبته من خلال مدرسته وحصة الموسيقى، حيث كان يقوم بحفظ الأناشيد، وبدأ ينشد مع زملائه ألحان الشيخ سلامة حجازي، والشيخ حسن الأزهري، وبدأ رحلته مع الغناء في المقاهي وعدد من الفرق الموسيقية، حتى عام 1914م حيث تمكن من إتقان العزف على العود وكتابة النوتة الموسيقية، وكانت أول ألحانه بعنوان ” يا قلبي ليه بتعشق”، ولما ذاع صيته انتقل إلى القاهرة عام 1917م، حتى قامت ثورة عام 1919م، فغنّى لها “قوم يا مصري”، واستمر نجمه في الصعود كفنان شعبي أصيل.
فشل أول حفلة جماهيرية
استطاع سيد درويش بإحساسه الوطني أن يمثل الشعب بجميع فئاته وشرائحه، حيث استخدم موسيقاه في مساندة حركات الإصلاح الاجتماعي والجهاد الوطني، وكانت أول حفلة له في مقهى الكونكورديا وحضر هذه الحفلة أغلب فناني القاهرة منهم الممثلون والمطربون وكان على رأسهم الياس نشاطي وإبراهيم سهالون الكمانجي وجميل عويس حتى وصل عدد الفنانين المستمعين أكثر من عدد الجمهور المستمع، وفي هذه الحفلة قدم سيد دوره الخالد الذي أعده خصيصًا لهذه الحفلة “الحبيب للهجر مايل” وفيه خرج عن الطريقة القديمة المألوفة في تلحين الأدوار من ناحية الآهات التي ترددها الفرقة وكانت غريبة على السمع المألوف، ولذا انسحب أكثر الحاضرين لأنهم اعتقدوا أن هذه الموسيقى كافرة وأجنبية وان خطر الفن الجديد أخذ يهدد الفن العربي الأصيل، وفشلت أول حفلة جماهيرية له.
“أم جميل” مُلهمة سيد درويش
” حياة صبري ” هي إحدى تلميذاته ولكنها حنقت على الوسط الفني بأسره بعدما تركوها على حالتها البائسة إثر استشهاد ابنها جميل في أحد الحروب، فعاشت بعد وفاته في مقابر الإمام واشتهرت باسم ” أم جميل “، وعلى الرغم من نفيها الدائم لوجود أية علاقة بينها وبين الشيخ سيد، إلا أن المؤكد هو زواجهما عُرفيًا حتى وفاة درويش.
إقرأ أيضًا..“في 2020” هؤلاء حصلوا على لقب حاج مع إيقاف التنفيذ
أحبها سيد درويش لدرجة كبيرة منذ أن رآها تغني في فرقة عكاشة، حتى أنها أصبحت ملهمته الأولى والأخيرة واستوحى منها معظم ألحانه المميزة بل واختار لها الاسم الفني ” حياة صبري” بدلًا من اسمها الحقيقي عائشة عبدالعال.
وفاة سيد درويش مسمومًا
هكذا أكدت زوجته حياة، حيث ذكرت سابقًا أنه كان له صديق يعشق مطربة درجة تالتة، وطلب منه صديقه أن يُمرن تلك المطربة على الغناء، ولكن درويش رأى أن صوتها سيء للغاية ولا تصلح للغناء، فغضبت هي بشدة وذهبت على الفور إلى عشيقها تخبره أن درويش خانه وقام بمغازلتها، فاغتاظ الرجل كثيرًا وقرر الانتقام من صديقه، ودعاه الصديق إلى العشاء ثم قدم له كأس خمر به مورفين، وبالمصادفة كان درويش قد استنشق جرعة الكوكايين التي اعتاد عليها قبل ذهابه، فُأصيب بالتسمم، وعاد إلى منزله منهكًا وقال: سموني، وحينما همّت حياة بإحضار الطبيب رفض قائلًا: “لا.. عليه العوض ومنه العوض”، ثم أخذ يدندن بأغنية “أنا هويت وانتهيت وليه بقى لوم العزول”.
بلغ إنتاجه في حياته القصيرة أربعين موشحًا ومائة طقطوقة و 30 رواية مسرحية وأوبريت، فضلاً عن قيامه بأهم الأغنيات التي رسمت تاريخ مصر في ثورة 1919 م التي رحل بعدها بأعوام، وتُعد الكثير من أغاني سيد درويش من التراث الموسيقي المصري الذي جعل الموسيقى فنًا يتغنى به العمال والفلاحون وأصحاب الصنائع ومن أشهر أعماله “بلادي بلادي” وهي النشيد القومي المصري.
الكاتب
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال