تصحيح مصطلح الجهاد في الإسلام عند التكفيريين بعد ظهوره في الإختيار 2 والقاهرة كابول
-
محمد سعد
خريج كلية الحقوق .. كاتب تقارير نوعية ومتخصص في ملفات التراث الديني والإسلام السياسي
كاتب نجم جديد
بعد ظهور مصطلح الجهاد في مسلسل الإختيار 2 والقاهرة كابول على ألسنة جماعات الخوارج نلقى الضوء في هذا المقال على مفهوم الجهاد الصحيح في الإسلام والذي هو بخلاف مفهومه عند هذه الجماعات المتطرفة.
يدعي الخوارج على مر العصور بأنهم هم المجاهدون في سبيل الله وأن بقية المسلمين حكامًا ومحكومين فرّطوا في فريضة فرضها الله في قرآنية وهي ذروة سنام الإسلام كما وصفها رسول الله.
مصطلح الجهاد وفرضيته
لا شك أن الجهاد من الفروض التي فرضها الله على المسلمين ولولا هذا الجهاد ما أستطاع المسلمين أن يصدوا أعداء الدين والوطن عن بلادهم وأوطانهم ففريضة الجهاد هي التي شحنت النفوس لطرد الصليبين من القدس وطرد التتار من بلاد المسلمين وطرد الفرس من بلاد العرب وطرد الرومان من مصر بعد ما أذلوا أهلها وأذاقوهم لباس الجوع والفقر .. وفي عصرنا الحديث طرد اليهود من أرض سيناء الحبيبة.
الفريضة الغائبة والتضليل في تعريف مصطلح الجهاد
أما دعوى الخوارج أنهم هم المجاهدون فهذا كذب وتدليس وتلبيس في دين الله لأنهم قد جهلوا مفهوم الجهاد الصحيح وتبنوا مفاهيم مختلة للجهاد لأن للجهاد شروط يجهلها هؤلاء ومنها أن يكون هذا الجهاد تحت راية واضحة وبأمر من ولي الأمر والذي هو في زماننا رئيس الدولة وقائد الجيوش وقد نهانا رسول الله أن نخرج للقتال تحت راية عمية أو عصبية التي تدمر ولا تعمر فليس لآحاد الناس أن يرفع راية الجهاد قال النبي صلى الله عليه وسلم” من خرج من الطاعة وفارق الجماعة ثم مات : مات ميتة جاهلية ، ومن قتل تحت راية عمية يغضب للعصبية للعصبة : فليس من أمتى ومن خرج من أمتى على أمتى يضرب برها وفاجرها لا يتحاش من مؤمنها ولا يفي بذي عهدها فليس مني “.
اقرأ أيضًا
أبرز 4 كتب في مسلسلات رمضان 2021 .. هل ظهورهم خدم الأحداث ؟
أما هؤلاء الخوارج فقد خالفوا كلام رسول الله وانطلقوا تحت راية عمية يسفكون الدماء ويزهقون الأرواح ولا يفون بعهود أمان لإحد والغريب أن هؤلاء الخوارج قد وصف رسول الله جهادهم هذا في حديث بأنهم يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الكفر المعتدين ، وانظر كيف يرى محمد عبدالسلام فرج مؤسس جماعة التكفير والهجرة والتي قتلت الشيخ الذهبي أن خروج الجنود المصريين للجهاد ضد إسرائيل التي أحتلت بلادهم وقتلت أطفالهم ، يرى أن المسلم من أبناء المصريين لا يخرج في هذا الجهاد إلا مكرها وإن خرج مكرها فلا يقاتل ! وكأن حديث رسول الله في وصف الخوارج ينطبق على هذا المجرم فهو لا يحب أن يقاتل المسلمين العدو الإسرائيلي .
ويبرر الإرهابيين هذا بأن الدماء التي ستنزف وتحقق النصر سوف تحققه لصالح الحكم الكافر يقصد نظام السادات ويقول أن القتال لابد أن يكون تحت راية مسلمة وقيادة مسلمة.
والغريب أن الكتاب الذي ذكر فيه هذه التخاريف اسمه “الجهاد الفريضة الغائبة” فبدلاً من أن يدعونا الكتاب للجهاد ضد العدو المحتل الغاصب نجده يدعونا للإحجام عن جهاد العدو الإسرائيلي حتى نقتل الحكام الكفرة _ في رأيه الفاسد _ ونتمكن من إقامة الخلافة الإسلامية وحتى ذلك الحين : يريدنا محمد عبدالسلام أن يقاتل بعضنا بعض ويسفك بعضنا دم بعض ونترك العدو الإسرائيلي يعبث في مقدراتنا وثرواتنا !
لا شك عند كل ذي عاقل أن هؤلاء المجرمون كانوا صنيعة أعداء الإسلام وأعداء الأوطان العربية إستغلوا جهلهم فأرشدوهم لكل هذة الأفكار التي تهدم الدين والوطن .
الكاتب
-
محمد سعد
خريج كلية الحقوق .. كاتب تقارير نوعية ومتخصص في ملفات التراث الديني والإسلام السياسي
كاتب نجم جديد