همتك نعدل الكفة
826   مشاهدة  

عندما انجذب رئيس الاتحاد السوفيتي إلى القرآن في مصر بحضور جمال عبدالناصر

جمال عبدالناصر
  • باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



يجهل كثيرون اللحظات الأولى من حفل أول مراحل بدء بناء السد العالي في عصر جمال عبدالناصر وتحويل مجرى نهر النيل، فالغالبية اهتم بالتوثيق السينمائي ورصد الكرنفالات الغنائية، لكن مسألة استفتاح الحفل بتلاوة من آيات الذكر الحكيم غير معروفة للناس.

اقرأ أيضًا 
شائعات عن جمال عبدالناصر والأزهر “حين تؤدي ويكيبيديا إلى الكذب”

أقامت مصر احتفالاً كبيرًا لافتتاح المرحلة الأولى للسد العالي وحضر ذلك الاحتفال رئيس الاتحاد السوفيتي و الصحفيين الأجانب والعديد من العمال والفنانين وهذا المتوقع ولكن الغير متوقع بالنسبة للشيخ “مصطفى إسماعيل أنْ يأخذ مكانه على المنصة ليتلو آيات الذكر الحكيم في الافتتاح.

من هو قارئ حفل تحويل مجرى النهر

الشيخ مصطفى إسماعيل
الشيخ مصطفى إسماعيل

لم يكن الشيخ مصطفي اسماعيل يتوقع حين أخذ مكانه في المنصة ليتلوا آيات الذكر الحكيم في بدء افتتاح المرحلة للسد العالي، وجذب أنتباه أكثر من 400 صحفي أجنبي من دول مختلفة، لقد كان الشيخ مصطفي إسماعيل هو الوحيد الذي يرتدي الجبة والقفطان والعمامة ويجلس في الصف الأول، وأدهش الأجانب من ظهوره بهذا الزي الذي لم يرونه من قبل، وأخذوا يتساءلون عنه من هو؟ إنه القارئ الأول للقرآن الكريم، وماذا سيفعل هنا؟ ثم جاء الجواب عندما بدأ في التلاوة بصوته العذب الذي أخذ في ترديد آيات الذكر الحكيم، وقتها أنقطع الهمس، واختفت علامات الاستفهام، وسادت لحظات صمت رهيب، وبدأ الترتيل يسيطر على القلوب، وجلس الجميع خاشعين، ينصتون إلى قول القائل “وجعلنا من الماء كل شيء حي”.

خورتشوف - عبدالناصر في حفل مجرى النيل
خورتشوف – عبدالناصر في حفل مجرى النيل

عبر الشيخ مصطفى إسماعيل عن شعوره في تلك اللحظة لجريدة أخبار اليوم في عددها يوم 23 مايو 1964 م قائلًا: “لقد أحسست حين رتلت القرآن الكريم في هذا الحفل، بأنني أسعد إنسان بل أنا أسعد قارئ لكتاب الله ، بل وما أظن أنْ هناك شرفًا يفتخر به خادم القرآن الكريم أعظم من ترديد آيات الله في البيت الحرام، أول بيت وضع للناس، ومن ترديده لآيات الله في افتتاح أعظم معجزة عربية في القرن العشرين، معجزة من بعض آثارها توزيع الخير على المزارعين وتوفير حاجات المحتاجين ولقد دأبت الدولة على جعل آيات الله المباركة أساسًا لكل عمل صالح تعمله ونورًا لكل مشروع جليل، فلا عجب إذا ظهر بارك الله في كل ما تعمل ورعى كل ما تبني، فإن كتاب الله هو الأساس والله يقول “وهكذا الكتاب أنزلناه مباركًا” إن الشعور الدافق بالجلال غمرني وأنا أتهيأ للقراءة في تلك المناسبة الضخمة وتملكتني نشوة الفرح بالنصر فوفق الله لساني وأجرى الأداء من حنجرتي كما أريد وأكثر مما أريد”.

اقرأ أيضًا 
“فيروس التلاوة الخليجية للقرآن” كيف يمكن انتشال دولة القراء المصرية من الهاوية ؟

إقرأ أيضا
تاريخ الأولمبياد

وجه الصحفي محمد عبدالسميع سؤالاً للشيخ مصطفى إسماعيل قال فيه “هل هذه أول مرة يسمعك فيها الأجانب ؟”، فأجاب الشيخ مصطفى إسماعيل قائلاً “هذه أول مرة يسمعني فيها هذا العدد مجتمعًا من الأجانب، ولكني أرتل في الإذاعة وينقل الأثير صوتي إلى سائر بلاد الله، وكثير من الأجانب يراسلوني ويطلبون مني ملئ تسجيلات بصوتي لهم وأنا حين قرأت في لبنان في إحدى السنوات كان يأتي إلى السرادق الذي أقرأ فيه كثيرون من الأجانب، وكذلك في الأردن وغيرها من الدول التي دعتني للقراءة فيها ولذا لا أعتبر نفسي غريبًا من أحد، ولا أبعد قومًا من الأجانب عني، فأنا صاحب رسالة لا تنتهي وهي ترديد كلام الله بالنغم، ومهمتي إدخال آيات الخالق في قلوب الناس جميعًا، الأجانب منهم قبل المواطنين والقارئ الذي يقرأ كتاب الله يجب أن يكون له صوتًا حلوًا وفنيًا عاليًا، ومن إعجاز القرآن أنه نزل عربيًا ليؤمن به غير العرب”.

الكاتب

  • جمال عبدالناصر وسيم عفيفي

    باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
4
أحزنني
0
أعجبني
2
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
1


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان