حجاب العقل ومعركة صافي ناز كاظم والحركة النسوية
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
في العام 1993، نُشرت سلسلة من الكتب تحمل عنوان “المواجهة”، وذلك عن طريق دار الروضة للنشر والتوزيع، وفيها يغلق “القفص” على شخصية مثيرة للجدل ويرد على تلك الشخصية كل الأقلام التب تحمل فكرًا مضادًا، وكانت تلك الشخصية هي الدكتورة والكاتبة والأديبة نوال السعداوي، وهنا كانت العديد من المقالات التي تناقش أو بمعنى أصح “تهاجم” أفكار الدكتورة نوال في العديد من القضايا كالحجاب والجنس والختان، وفي قضية الحجاب كانت الكاتبة صافي ناز كاظم والتي وصفها الكتاب بـ “الكاتبة الإسلامية” .. كانت هي من تولّت الرد على كتابات الدكتورة نوال السعداوي عن إنها “ضد كل ما يحجب العقل” .. وبناء على ذلك كان مقالًا للكاتبة صافي ناز كاظم .
قالت الكاتبة الإسلامية صافيناز كاظم عن الحجاب : إنه توجيه رباني وفريضة واجبة على جميع المسلمات .. وليست مسأة شخصية تترك لاختيار المرأة .. وعلى هذا فالحجاب فريضة إسلامية، بمعنى أنه لا يجوز للمرأة المسلمة أن تكشف سوى الوجة والكفين، كما ورد في حديث الرسول الكريم، وأن كشف المرأة لما زاد عن الوجه والكفين هو السفور المنهى عنه شرعًا .
هذا الكلام الذي يقال عن الحجاب ليس وليد الساعة، إنما المعركة ضد الحجاب، والتي استهدفت نشر السفور في ديار الإسلام، بدأت مع بداية هذا القرن، ولم تكن تلك المعركة شريفة .. فقد استخدمت فيها شعارات زائفة كتحرير المرأة، لتكون ستارًا مضللًا وخادعًا لصرف المرأة المسلمة عن تعاليم دينها وحجابها، ولسلخ المجتمع المسلم من هويته الإسلامية .
إن حركة السفور بدأت – في وقت واحد في نصر وإيران وتركيا- وكأن الأصابع التي خططت ضد الحجاب المرأة المسلمة ضغطت على زر خاص، ليبدأ عملاء الغزو الفكري الغربي، عملهم ضد الإسلام في وقت واحد. ففي مصر قامت هدى شعراوي بخلع الحجاب، ووضعه تحت أقدامها أمام جمهور من النساء في مشهد تمثيلي، بعد عودتها مباشرة من مؤتمر للمرأة عُقد بروما الإيطالية، وفي تركيا .. قام كمال أتاتورك بإجبار النساء التركيات على خلع الحجاب، وأعلن الحرب على اللغة العربية لغة القرآن الكريم، واضطهد علماء الإسلام في تركيا.
وفي إيران .. قام الإنجليز بتعيين حاكمًا لإيران، أعطى أوامر للبوليس الإيراني بإجبار النساء الإيرانيات على خلع الحجاب في الشوارع والطرقات . هذه الرياح التي حملت السفور قسرًا وقهرًا لديار الإسلام –في منتصف العشرينات، من هذا القرن – لم تكن مصادفة، وإنما كانت مصادفة، إنما كانت تستهدف ليس ضرب الحجاب الإسلامي، ولكنها كانت تستهدف شيئًا أكبر وأخطر.
إن التحليل السليم والمتأني للأحداث التي وقعت عام 1944، يؤكد أن الهدف من ضرب الحجاب الإسلامي هو هدف أولى ومرحلي: ففي هذا العام .. عقد البهائيون مؤتمرهم في إحدى المدن الإيرانية .. ووقت امرأة بهائية تؤكد نسخ الشرعية الإسلام، وإحلال البهائية مكانها، وقامت امرأة بهائية تؤكد نسخ الشرعية الإسلامية، وإحلال البهائية مكانها، وقامت تلك المرأة وتدعي “قرة عين” بخلع حجابها كأول دلالة على نسخ شرعية الإسلام، وطالبت بالحرية الجنسية للمرأة، والمتتبع لتاريخ البهائية .. والبابية .. يجد أنهما من إنتاج أعداء الإسلام الذين سعوا بكل الطرق الطرق والوسائل، لزرع أنهما من إنتاج أعداء الإسلام الذين سعوا بكل الطرق والوسائل، لزرع أفكارهم في كثير من عواصمنا والتي تدعوا صراحة لتحريم الحجاب الإسلامي والدعوة الصريحة للسفور وإطلاق العلاقات الكاملة بين الرجال والنساءـ دون ضوابط أو قيود من الدين.
والمرأة المسلمة بحجابها وزيها الإسلامي تعمل في كل مجال فهي كاتبة وقارئة ومفكرة ومستنبطى ومستوعبة لأمور دينها، وأحوالها مجتمعها، ونوال السعداوي حين تقول إنها ضد كل ما يحجب العقل .. فهذه كلمات مطاطة لا معنى لها .. فالقرآن الكريم أولًا يخاطبنا ذكورًا وإناثًا بنداء “يا أيها الناس” و”يا بني آدم” و”يا أيها الذين آمنوا” تكريمًا بنا فوق جزئية الاختلاف الجنسي .. والقرآن يدعونا إلى الإدراك والتفتّح والفهم والتدبر والتعقل “أي إعمال العقل في الإدراك والفهم” .. فما دخل “حجاب العقل” أي منع الفهم في سياق مناقشة “حجاب المرأة” ؟
إن المرأة حين تغطي جسمها وشعرها تحجب صفتها كأنثى في مواضع لا يجب أن يبرز فيها منها إلا صفتها “كإنسان”، و”بني آدم” ، و”مؤمنة” و”مسلمة” في جملة “الذين آمنوا” .. والحجاب لله الحمد .. أصبح ظاهرة متنامية وحدًا لا يمكن تجاهلة بأي حال من الأحوال.
الكاتب
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال