همتك نعدل الكفة
104   مشاهدة  

حرب أكتوبر .. ذكريات تستعصي على النسيان (8–9) يوم 12-13 أكتوبر “وداع ولقاء”

13 أكتوبر
  • بطل من أبطال الدفاع الجوي في حرب أكتوبر المجيدة .. لواء أركان حرب سابق بالقوات المسلحة المصرية



يواصل موقع الميزان نشر يوميات حرب أكتوبر .. ذكريات تستعصي على النسيان  
وهي مذكرات اللواء مصطفى بدر ضابط توجيه الكتيبة 431 التابعة للواء 98 صواريخ دفاع جوى، أثناء حرب أكتوبر.

كانت الكتيبة 431 هي أولى كتائب الدفاع الجوي التي عبرت قناة السويس استعدادًا لحرب أكتوبر، وكان ذلك يوم السابع عشر من أغسطس 1972م، حيث عبرنا إلى بورفؤاد في وثبة واحدة وباستخدام معديتين من معديات هيئة قناة السويس، واستطعنا بالكاد أن نعبر في ليلة واحدة ونجهز قبل أول ضوء، فهل تستطيع معدية واحدة تنفيذ هذه المهمة؟.

اقرأ أيضًا 
حرب أكتوبر .. ذكريات تستعصي على النسيان (1–9) قبل العبور بساعات

لن أدخل معكم في حسابات لا أود ذكرها الآن ولكن لن نستطيع التنفيذ إلا إذا بدأ الإداري بالتحرك من الآن وهذا أيضًا لايمكن الجزم به لأنهم يحتاجون وقتًا للتجهيز وللتحرك من جهتي.

اقرأ أيضًا 
حرب أكتوبر .. ذكريات تستعصي على النسيان (2–9) يوم العبور

بدأت في تجهيز الكابينتين للتحرك وإزاحة ساتر الشكاير بعد صلاة العصر وكنا على الطريق بعد صلاة المغرب وانتشرنا في أحد الشوارع المؤدية إلى المعدية، وتقابلنا جميعًا في المدرسة والتي أصبحت خالية من أي تجهيزات بعد تحميلها وعبورها إلى الغرب، وانتظرت طوىلا حتى أعبر إلى الغرب باخر معدة من معدات سرية الرادار وقضيت هذا الوقت متجولاً في الشوارع للتتميم على المعدات والرجال وسؤالهم إن كانوا بحاجة لشيء، وأثر فيّ كثيرًا ضابط ال ب١٢ والتي قررت القيادة بقاؤه واستمراره في الموقع.

اقرأ أيضًا 
حرب أكتوبر .. ذكريات تستعصي على النسيان (3–9) يوم 7 أكتوبر “بطولة مراد”

وبعد الانتهاء من التحميل على المعدية فوجئنا بطائرتين قادمتين من الجنوب ودانات المدفعية المضادة تتابعهم، واختفوا في اتجاه الشمال، وبدأت المعدية في التحرك وفي نصف المسافة عادت الطائرتان وأسقطت كل منهم قنبلة على مسافة ليست بالبعيدة وسبب انفجارهما، أمواج عالية وعدم ثبات للمعدية، ولكن الله سلم، ولم يرد أن تكون نهايتنا في قاع القناة، وانضممنا على باقي القول والذي فضل منير أن يسير على دفعات كل من خمس عربات الفاصل بينها ربع ساعة، على أن تكون وقفتنا الأولى بعد عزبة البرج، وأثناء مروري على الطيق حاولت أن أستكشف موقع الكتيبة 463، فلم أجد سوى دخان، وتيقنت أن الكتيبة 418 التي احتلت حديثًا تستخدم الدخان، وفوجئت بطيران صاروخ منها ودعوت لهم بالتوفيق، لم يكن تركنا لبورسعيد سهلاً على النفس، ولم يكن مستساغًا أن نعود قبل أن تضع الحرب أوزارها ولكنها مشيئة الله.

يوم 12 أكتوبر 1973م

13 أكتوبر

كان الشعور الغالب لدى الرجال وأنا منهم هو الكسوف المشوب بالحزن، وعلى قدر ما كان التوجه إلى دمياط هو السعادة بعينها لأننا متوجهين أجازة وسنرى ذوينا وأحبابنا كان توجهنا هذه المرة كئيبًا، الرجال تقاتل شرقًا ونحن نتجه غربًا، هل سيفهم المدنيين ما نحن فيه وإلى أين نحن متجهين، واقتربنا من عزبة البرج وإذا بعشرات النساء تزغرد والرجال والأطفال يهللون ويكبرون، الرجالة اللي وقعوا الطيارات أهمن وكان هتافهم هو من انتشلنا من بئر الحيرة الذي كنا فيه، وهتفوا لمصر، لم يكن هناك وقتها هتاف لجيش مصر فمعظمنا نقول تحيا مصر، فمعناها المستقر في الوجدان هو شعب مصر وجيش مصر وأرض مصر، النصر لمصر.

اقرأ أيضًا
حرب أكتوبر .. ذكريات تستعصي على النسيان (4–9) 8 أكتوبر “يوم القتال الأكبر”

وعلى طول الطريق من دمياط إلى المنصورة هتف الناس وكبروا في كل قرية مررنا بها على الطريق، وعندما توقفت بضع عربات لشراء سجاير رفض الفلاح الفقير أخذ ثمنها ولكن الجنود أصروا وراضوه بأن أخذوا بعض التوفي والأرواخ بدلاً من السجايرالوجوه كانت غير الوجوه ..الإشراق سمة كل الوجوه رجالاً ونساءًا وأطفالاً، السعادة موجودة أوجدها رجال قدموا أنفسهم وأرواحهم ودمائهم فداءًا لبلدهم ولاستعادة كرامة سلبت دون حرب 67، ولاحظت أن أعصابي متوترة فوق الحدود، وأعصابي مشدودة للغاية.

اقرأ أيضًا 
حرب أكتوبر .. ذكريات تستعصي على النسيان (5–9) يوم 9 أكتوبر “خوذة أنقذتني”

إقرأ أيضا
مصر والصومال

لم ينعكس هذا على تصرفاتي وتعاملاتي بل انعكس على تحركاتي، أى صوت عالي يؤثر في وكأنك تقرع طبول بجوار أذني، إذا غفوت عيني للحظات وضرب السائق كلاكس فإني أقوم واقفًا في العربة، وكنا على مشارف القاهرة في الخامسة عصرًا.

يوم 13 أكتوبر 1973م

نجل اللواء مصطفى
نجل اللواء مصطفى

وجدته على سرير جده .. وجده يلاعبه … ولدي الصغير على ابن العشرة شهور … بتدور عليّ ولا عليه؟ أنا كنت لسه بقوله مش حتتربى يتيم … جاي بدرى ليه … لسه ولاد الكلب ماسلموش … وأمسكت بيده الكريمة وقبلتها دموعي قبل شفتاي …كم أحس بالفخر لانتمائي لهذا الرجل الذي لم يتوقف لحظة عن حب مصر ..وهو الوفدي الأصيل والمدافع الدائم عن عبدالناصر حتى في عز ظلام النكسة … هوه الراجل لما ينضرب عصاية شديدة ينخ .. مصر عمرها ما نخت لحد … وكانت ثقته دائمة أن مصر ستحرر أراضيها… وفي يوم 6 أكتوبر أرسل أخي الأكبر إلي القاهرة وأحضر زوجتي وولدي ليكونا بجواره مطمأنين آمنين… ما أجمل الأسرة … ولن أتحدث عن لقاء والدتي وأخي وأولاد أخي فهي لحظات تستعصي على النسيان .. وكيف جعلوني أضاعف الإحساس بإني قدمت شيء.

اقرأ أيضًا 
حرب أكتوبر .. ذكريات تستعصي على النسيان (6–9) يوم 10 أكتوبر “هدوء ما قبل العاصفة”

وكم كانت دموع والدتي حارة وكثيرة وكم كان حضنها مُخَلِّصًا لكثير من التوتر، وكانت الفرحة في عين زوجتي تستحق أن أخوض الحرب بكل ما فيها ثانية، ولقد كان عليّ السفر إلى القاهرة في نفس اليوم .. العمل في إصلاح المعدات سيبدأ من الغد.

الكاتب

  • 13 أكتوبر مصطفى بدر

    بطل من أبطال الدفاع الجوي في حرب أكتوبر المجيدة .. لواء أركان حرب سابق بالقوات المسلحة المصرية






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان