حركة أبو هارون .. قصة ثورة الهوارة ضد الفاطميين في ليبيا
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
كان الظهور الأول للفاطميين، عقب احتلال عبيد الله المهدي لطرابلس في ليبيا، حيث قام بتعيين ماكنون بن ضبارة اللحياني الكتامي والياً عليها، ونتيجة لفساد الحكم الفاطمي قاد أبو هارون الهواري ثورة الهوارة ضد الحكم الفاطمي، وأعلنت قبائل البربر الانضمام لتلك الثورة.
زاد خطر الثورة على الفاطميين بعد أن انضمت قبائل زناتة ولماية وتوجهوا إلى طرابلس لحصارها ونجحوا في ذلك وأدى ذلك إلى هروب ماكنون بن ضبارة لأدغال طرابلس والاحتمال بها.
كان الفشل هو مصير حركة أبو هارون، بعد أن نجحت جيوش الفاطميين في ضربهم، بعد أن قاد تمام بن معارك جيوش الفاطميين، وهو بن شقيق ماكنون وإلى طرابلس.
سبب هذا الفشل كان سياسياً أكثر منه عسكرياً، حيث أن تمام بن معارك أوهم قادة الثورة بأنه سيجتاح طرابلس لإزاحة ماكون بن ضبارة فخالت عليهم الحيلة وفشلت ثورتهم، ألهمت ثورة أبو هارون الهواري العقل الطرابلسي، فخاضت الهوارة معارك وثورات ضد الفاطميين، خاصة بعد تردي وضع طرابلس.
وفق ما يؤرخه الصلابي، فإن أهل طرابلس بقيادة أبو إسحاق الهواري ثاروا على الفاطميين، وأغلقوا أسوار المدينة فأرسل عبيد الله المهدي أسطولاً بحريًا ونجحت الهوارة في حرقه وقتل من فيه .
فكرر عبيد الله المهدي الهجوم براً وجرت مناوشات بين الفاطميين و الهوارة أدى إلى هزيمة ساحقة للهوارة، بعد أن ضرب عبيدالله المهدي حصارًاً على طرابلس عليها، أفنى ما بقى من أقوات الناس في المدينة حتى أكلوا الميتة ولم يستطع ابن إسحاق أن يواصل المقاومة وتفاوض أعيان طرابلس مع أبي القاسم الشيعي وطلبوا منه الأمان فأمنهم بشرط أن يسلموا محمد بن إسحاق ومحمد بن نصر ورجلاً آخر يقال له “الحوححة” فقبلوا ذلك وسلموهم إليه ودخل طرابلس وأرهق أهلها بغرامة مالية قدرها ثلاثمائة ألف دينار وتخلص أبو القاسم الشيعي من الأغالبة الذين كانوا في المدينة مدعيًا أنهم هم الذين حرضوا على الفتنة.
يتضح من هذا ثورة حركة مبكرة ضد العبيديين أن أهل طرابلس غير راغبين في الحكم العبيدي إلا أنهم خضعوا له بقوة السلاح.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال