همتك نعدل الكفة
701   مشاهدة  

حقيقة اللون الأزرق

شيرين


صباح الخير شيرين
فتحت عيني علي انتظارك، الوقت يأكلني وأنا بعيدة عن كل ما يدفئ روحي.
الليل كان باردًا بما لا يليق بيونيه ولا يليق بكل أيام القيظ والشوب السابقة، بل للدقة بما لا يليق بي.
بحثت عن يدك أُدفئني بها، لكنك كنت مستيقظة بعيدًا، تلملمين بقاياي.
أرغب في سب بعض الأشخاص، يقولون ان لجنة الدراما أصدرت قرارًا لتُعاقب بالغرامة أي شخصية درامية تقوم بالسب، ليست مزحة، فلقد صدر القرار فعلًا، لكنني  فقط أُفكر في حيل درامية للتنفيث عن الغضب، ماذا بطعنات فى الجسد، الغضب مختلطًا بالوجع يصنع ألمًا ناتج صراخ وليس سباب.
لكنني أُريد أن أسب بعض الأشخاص، ألعنهم، أُمزقهم في قلبي، أُخرجهم من تفاصيلي، ثم أذهب لتناول المأكولات البحرية فى مطعم فاخر علي النيل.
ماذا يفعل هؤلاء الذين لا يعرفون كيف يسبون، ماذا يفعلون في غضبهم، أية أمراض تُصيبهم؟ ونحن بلاد يأتي السُباب فيه دلالة قرب وأحيانا سخرية، وكثيرًا فى الضيق والغضب، فهل تنتهي الأزمة حين يسب كل منا الآخر؟؟
أحتاج شخصية البطل الضد أسكنها، أُزيد من بذور الشر لتكبر في، كرهت طاقتي الإيجابية، وكل ما له علاقة بالخير، أصطدم بكائنات كريهة، فأبتسم، يُفاجئني البعض بوقحاتهم، فأتحلي بالمجاملة وأُنقب بدواخلهم عن الجمال، أرسم صورًا مليئة بالتيوليب، وأُعطر لحظاتهم بعطور باهظة الثمن، ثم يصفعونني بوقحاتهم، فأبتسم وأكتب لك.
تغضبين لي، لا تعجبني الأدوار التي نلعبها، أعود فى كل مرة لأبكي وأنت تخرجين إلي الشرفة تصرخين فى الشخصيات المبتذلة التي آلمتني، ثم تربتين علي كتفي، علاقة أمومية جدًا، ذلك أننا فى جزء منا نحتاج إلي أم تربت علينا، وتخرج إلي الشرفة لتُبعد هؤلاء الذين يؤذوننا، أو تجلس تربت علي أكتافنا وتدعوا بالسوء علي من يظلمنا أو يؤذينا، إننا ضُعفاء حتي فى السند والدعم.

السماء كاذبة، ليس لها لون، والأزرق لون يليق بالخديعة فلا البحر أزرق ولا السماء نستخدم إذن الفلاتر لاضفاء الأزرق كصفة مميزة للوجع، أليس لون الكدمات أزرق؟
الانتظار يقتلني، وفروق الوقت تخيط جروحي علي الألم.
لست شُجاعة بما يكفي لأسب، ولست حادة بما يكفي لأقطع حبل المشيمة وأُحرر أطفالي السيئين، ولست قادرة أيضًا علي الاستمرار.
دعينا إذن نذهب للرومانسية، واللحظات الممتلئة بكادرات ضيقة للمسة يد، او نظرة شاردة، وخصلات تطير، وقمر يغرق فى مسطح مائي، الرومانسية مملة، والغلاء ينهش فى احتمالات اجازة، والحب بات لا يأتي مفردًا بعد طوفان المواقع الاباحية بينما الكثيرون لا يفرقون بين حرفي الدال والضاد.
الحب لدي الكثيرين يأتي منتحلًا صفة قبلة، أو لقاء جنسي مفرغ من الدفء، متعرق دون عطور تُلطف من الروائح الكريهة.
لست بحاجة إلي الحب، ولا المشاهد الرومانسية ولا حتي أرغب فى السباب، سأحفر بداخلي بئرًا أسقط به، إما أرتطم وأصرخ من الوجع، أو أغرق.

مسجونون في بيوتنا إثر فيروس عبثي، حالة لم نكن نتخيلها، كنا نُشاهد أفلام نهاية العالم ونضحك، والآن ونحن خائفون، مرعوبون من عناق، مبتعدين عن لمسة يد، صرنا حكايات متعددة للوحدة والملل.

يا شيرين
احكي لي عن الحلم الذي تمرين به الآن؟ أو منذ قليل؟
لماذا أزورك بهالة مزهرة، ردائي التركوازي تتمة للوجع، والفساتين تكشف وزني الزائد، وعيوب الجسد، وبضع ندبات باقية من ابنتي وامي وروحي التي تركتها فى القبر منذ زمن.

صباح الخير يا شيرين
أُعد إفطارًا يكفي لأربعة أشخاص، وريتا ذهبت إلي المدرسة فصرنا ثلاثة، وأنت تحجزك عني الحدود الجغرافية فبتنا اثنين، وحازم شب على الوحدة، يخزن أحلامه وضحكاته فى سرير صغير، سوف أوزع الافطار علي الجيران وحين تمرين بعيني سأعد افطارًا جديدًا
أترك الانتظار يتجول فى روحي، أبحث عن عيني لأراك عندما تستقيظين.
شيرين
لا تعنيني غرامة لجنة الدراما، وأنا لست شخصية درامية، وليذهب كل الحقراء وكل من يؤذوننا إلي الجحيم
لا لا إنه سُباب علي طريقة ترجمة أنيس عبيد، للأسف نحن مهذبون أكثر مما ينبغي
ليكن
حتي تستيقظي سأقوم ببعض من التدريبات الرياضية علّها تُخلصني من الملل/ الضيق/ الغضب/ والطاقة السلبية المتراكمة من فرط الوحدة.

 

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
2
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان