حقيقة قصة عمر بن الخطاب في الهجرة “مناهج الدراسة تخدعنا أحيانًا”
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
منذ أن وصلت مرحلة الابتدائية تترامى إلى مسامعي قصة عمر بن الخطاب في الهجرة ضمن ما يقص عليّ من أحداث الهجرة وملابساتها.
قصة عمر بن الخطاب المشهورة
تقول قصة عمر بن الخطاب في الهجرة، عن عبد الله بن عباس قال : قال لي علي بن أبي طالب “ما علمت أن أحداً من المهاجرين هاجر إلا مختفياً، إلا عمر بن الخطاب، فإنه لما هم بالهجرة تقلد سيفه و تنكب قوسه وانتضى في يده أسهماً واختصر عَنزته، ومضى قبل الكعبة، والملأ من قريش بفنائها، فطاف بالبيت سبعاً متمكناً، ثم أتى المقام فصلى متمكناً ، ثم وقف على الحلق واحدة واحدة وقال لهم : شاهت الوجوه ، لا يرغم الله إلا هذه المعاطس” الأنوف”، من أراد أن تثكله أمه و يوتم ولده و يرمل زوجته ، فليلقني وراء هذا الوادي ، قال علي : فما تبعه أحد إلا قوم من المستضعفين ، علمهم وأرشدهم ومضى لوجهه”.
الصحيح في قصة عمر بن الخطاب والهجرة
الرواية الثابتة الصحيحة من كتاب السيرة النبوية لـ بن هشام نقلاً عن سيرة بن إسحاق تسرد القصة بشكل مختلف تمامًا عنها، حيث ذكر ابن هشام في كتابه قصة هجرة عمر بن الهطاب وعياش معه حين قدم المدينة.
اقرأ أيضًا
قصة وصية الرسول التي منع عمر بن الخطاب أن يكتبها أحد
قال ابن إسحاق “خرج عمر بن الخطاب وعياش بن أبي ربيعة المخزومي، حتى قدما المدينة فحدثني نافع مولى عبد الله بن عمر، عن عبد الله بن عمر ، عن أبيه عمر بن الخطاب، قال: لما أردنا الهجرة إلى المدينة ، أنا وعياش بن أبي ربيعة، وهشام بن العاصي بن وائل السهمي التناضب من أضاة بني غفار ، فوق سرف، وقلنا : أينا لم يصبح عندها فقد حبس فليمض صاحباه، قال : فأصبحت أنا وعياش بن أبي ربيعة عند التناضب ، وحبس عنا هشام ، وفتن فافتتن.
اقرأ أيضًا
هروب عمر بن الخطاب من معركة أحد “خطأ إبراهيم عيسى على نجوم F.M”
تلك الرواية تثبت عكس ما تقدم إن سيدنا عمر بن الخطاب لم يهاجر جهرًا بل سرًا وإن عمر بن الخطاب فعل كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة من الهجرة سرًا، وتعرض أيضًا للأذى النفسي حين اجتمعت قريش في داره من كل صوب لقتله، ذكر الشيخ محمد أبو شهبة في كتابة السيرة النبوية في ضوء القران والسنة.
إجارة العاص بن وائل السهمي له
عزّ على قريش أن يجاهرها عمر بالإسلام، ويغشى نواديهم متحديا، فاجتمعوا إلى داره من كل صوب يريدون قتله، حتى أجاره العاص بن وائل السهمي، روى البخاري في صحيحه بسنده عن عبد الله بن عمر، قال: “بينما هو- أي عمر- في الدار خائف، إذ جاءه العاص بن وائل السهمي أبو عمرو، وعليه حلة حبر، وقميص مكفوف بالحرير، وهو من بني سهم، وهم حلفاؤنا في الجاهلية، فقال: ما بالك؟ قال: زعم قومك أنهم سيقتلونني أن أسلمت!! قال: لا سبيل إليك، بعد أن أمنت، فخرج العاص فلقي الناس قد سال بهم الوادي، فقال: أين تريدون؟! قالوا: نريد هذا ابن الخطاب الذي صبأ، قال: لا سبيل إليه، فكرّ الناس- وفي رواية أخرى- قال: فأنا له جار، فرأيت الناس تصدّعوا عنه، فقلت من هذا؟ قالوا العاص بن وائل السهمي، فعجبت من عزته”.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال