همتك نعدل الكفة
1٬860   مشاهدة  

حكاية أول محافظ للإسكندرية زمن الحملة الفرنسية بعد إعدام زعيمها محمد كُريَّم

أول محافظ للإسكندرية
  • باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



يُعْرَف أن أول محافظ للإسكندرية زمن الحملة الفرنسية بعد إعدام محمد كُريَّم هو محمد الشوربجي الغرياني، لكن هناك شخصية أخرى تولت المنصب ولم تلقى اهتمامًا في التوثيق التاريخي وهو الشيخ محمد المسيري.

هاني المسيري - محافظ الإسكندرية
هاني المسيري – محافظ الإسكندرية

إشارة وحيدة جاء فيها ذِكْر اسم الشيخ محمد المسيري باعتباره أول محافظ للإسكندرية زمن الحملة الفرنسية كانت على لسان حفيده الدكتور هاني المسيري «محافظ الإسكندرية الأسبق» حين قال في يونيو 2015 «إحنا أساس البلد»، وذلك أثناء رده على مدير متحف ميناء الإسكندرية.

ما قبل الشيخ المسيري .. سيرة محمد كُريَّم

محمد المسيري - محمد كُريَّم
محمد المسيري – محمد كُريَّم

كان محمد كُريَّم هو محافظ الإسكندرية قبل قدوم الحملة الفرنسية وقابلها بمقاومة ثم حوكم بتهمة التخابر مع المماليك ضد الحملة الفرنسية، وفي محاكمة صورية ثبتت عليه التهمة وأمر نابليون بإعدامه في القاهرة، أو دفع الفدية له، أثرياء مصر رفضوا دفع الفدية، حيث أرسل إلى المشايخ وإلى السيد أحمد المحروقي فحضر إليه بعضهم فترجاهم وتداخل عليهم واستغاث وصار يقول لهم اشتروني يا مسلمون وليس بيدهم ما يفتدونه به، وبالتالي تم إعدامه.

حقيقة قصة التوسل في نهاية محمد كُريَّم

إعدام الزعيم محمد كُرَيَّم
إعدام الزعيم محمد كُرَيَّم

قصة التوسل المشهورة بجملة «اشتروني يا مسلمين» رواها الجبرتي وعبدالله الشرقاوي في تاريخهما، والذي خالف الرجلين كان المسيو بوريين الذي شهد المحاكمة، حيث قال إن المستشرق الفرنسي فانتور الذي تولى الترجمة نصحه أن يفتدي نفسه فما كان من الرجل إلا أن قال مقولته الخالدة «إذا كان مقدرا لي الموت فلن يعصمني من الموت أن أدفع هذا المبلغ، وإذا كانت مقدرة لي الحياة فعلام أدفع ؟»، وتم إعدامه في 6 سبتمبر سنة 1798 م.

من هو الشيخ محمد المسيري ؟

الشيخ محمد المسيري
الشيخ محمد المسيري

الشيخ محمد المسيري ينتمي إلى عائلة تونسية مغربية جاءت إلى الإسكندرية في أوائل القرن الثامن عشر وعملت في تجارة الأقمشة منذ أن أسس الشيخ محمود وكالة المسيري في منطقة خط الميدان القديم بالإسكندرية.

الجبرتي
الجبرتي

لا يوجد تاريخ محدد لميلاد الشيخ محمد علي المسيري، لكن المعروف عنه أنه أحد علماء وفقهاء الإسكندرية، وأجمع كل مؤرخي الحملة الفرنسية على فضله، فالمؤرخ عبدالرحمن الجبرتي خلال كتابه «مظهر التقديس بزوال دولة الفرنسيس» قال عنه «أَجَل مذكور بالثغر، معروف عنه الاستقامة والعدل»، أما نقولا الترك في كتابه «أخبار المشيخة الفرنساوية في الديار المصرية» قال عنه «الأستاذ الفاضل والحاذق العاقل الشيخ محمد المسيري العالم العلَّامة والمشهور بالفضل والمكرمة».

اقرأ أيضًا 
الأقباط والحملة الفرنسية “جوانب تاريخية مجهولة غير قصة المعلم يعقوب”

تقول الدكتورة سحر محمد القطري في دراستها لوثائق وقفية محمد المسيري أن الأخير كان له مكانة دينية واجتماعية داخل المجتمع السكندري أهلته لأن يكون ممن تولوا زمام الأمور والأحكام فى الإسكندرية بعد دخول بونابرت حيث دعا بونابرت علماء المدينة ومشايخها وأعيانها لمقابلته وكانت نتيجة هذه المقابلة أن كتبت وثيقة عهود أخذها الفريقان كلاهما على الأخر وهذا الاتفاق مؤرخ 20 محرم عام 1213 هـ الموافق 4 يوليه 1798 م وكان الشيخ المسيرى أحد الموقعين على هذا الاتفاق الذي نص على إقامة العدل وصلاح البلاد.

اقرأ أيضًا 
حكاية “مقصوفة الرقبة المصرية” أحبها “نابليون” وكرهها “الأزهر”

إقرأ أيضا
الشاعر إبراهيم ناجي

تولى الشيخ محمد المسيري رئاسة ديوان الإسكندرية الذي أقامه كليبر بأمر من نابليون ديوان القاهرة وذلك في 21 أغسطس 1798م، بعد إعدام الزعيم محمد كُريَّم تولى الشيخ محمد المسيري محافظ الثغر ورئاسة الديوان واهتم المؤرخ عبدالرحمن الرافعي في الجزء الأول من كتابه «تاريخ الحركة القومية» ص 240 بآراء قادة الحملة الفرنسية في شخصية محمد المسيري حيث قال «جاء في يوميات الجنرال كليبر أنه أوصى أعضاء الديوان الذي أسسه بالنزاهة في عملهم والابتعاد عن الطمع في أموال الناس، فأجاب الشيخ المسيري محتجًا بأنه إذا لاحظ على أيٍ من أعضاء الديوان أنه يبسط يده في أموال الناس فهو يعتزل لفوره من رئاسة الديوان، فطلب منه كليبر أن يكتفي بتبليغه الأمر دون أن يعتزل حتى لا يحرم قومه ولا يحرم الإفرنج من عمله».

في عصر الباشا

محمد علي باشا
محمد علي باشا

تزعم الشيخ محمد المسيري الحركة الوطنية السكندرية ضد حملة فريزر لكنه كذلك كان معارضًا شرسًا لحكم محمد علي باشا، وذلك لاعتقاد عند زعماء الثغر السكندري أن عساكر الباشا سيسيطرون على النشاط التجاري والحركة التجارية بها، وقد ترتب على جلاء الإنجليز وتمكن محمد علي من الإسكندرية أن غادرها الشيخ محمد المسيري وسافر إلى بلاد الشام ولا يُعْرَف تاريخ وفاته.

الكاتب

  • أول محافظ للإسكندرية وسيم عفيفي

    باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
2
أحزنني
0
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان