1٬757 مشاهدة
“خالي من الملل مكتظ بالأخطاء” .. تقييم النصف الأول من حلقات مسلسل بطلوع الروح
تصاعدت وتيرة أحداث حلقات مسلسل بطلوع الروح من الحلقة الأولى حتى السابعة، حيث غاصت روح في وسط مجتمع داعش الإرهابي بالإدعاء حيث بدأت التعلم على إطلاق الرصاص وتنتظر أمل الخروج من الرقة بعدما تواصل معها أباها في نهاية الحلقة السادسة.
قاتلة أبوها .. هل في الأمر مبالغة
خلال مشهدٍ في الحلقة السابعة جمع بين قائدة لواء الخنساء (إلهام شاهين) وروح (منة شلبي) أوصت القيادية على وجود الكره في شخصية روح حتى تتمكن من قنص الهدف، وأخبرتها بأنها قتلت أباها لأنه مرتد، وقبل ذلك المشهد كان هناك حوار حول الحنين إلى مصر.
تلك التركيبة في الجمل الحوارية ربما تتهم المؤلف بالمبالغة، غير أنه على النحو الواقعي فإن المتطرف المصري هو أقبح المتطرفين في المطلق، وعن ذلك قال الحبيب علي الجفري «المصري عندما يتدين يتدين بشخصيته هو، التدين أن يوضع الدين في قالب الإنسان والمصري عندما أسلم صبغ تدينه بما أعطاه الله من الصفات كالمحبة، بالتالي أسوأ وأقبح متطرف هو المتطرف المصري، لأنه لا يعيش صراعًا مع مجتمعه فحسب وإنما يعيش صراع مع نفسه وطبيعته».
مزايا وعيوب أحداث حلقات مسلسل بطلوع الروح
كل حلقة من أحداث مسلسل بطلوع الروح تحمل قصة مترابطة في السياق، والختام يكون مشوقًا إلى حدٍ ما، وتلك ميزة كبيرة اتسمت بها الحلقات الخمسة الأولى.
لا يوجد ملل في الأحداث وتلك هي الميزة الثانية في حلقات مسلسل بطلوع الروح، خاصةً مع مشاهد الفلاش باك التي تأتي قبل تتر العمل، والتي تعطي خلفيةً لتاريخ أكرم قبل تطرفه، إلى جانب ذلك فإن الإشارة إلى البعد الإنساني في نفوس نساء داعش كان موجودًا خاصةً في شخصية لينا زوجة أبو أسامة، فضلاً عن حوار صاحبة محل الكوافير وكان ذلك شيئًا في غاية الدقة حيث نَحَّى بالمسلسل من فخ الوتيرة السريعة المباشرة.
المزايا الموجودة في مسلسل بطلوع الروح لم تكن في عددها مثل الأخطاء التي رصدها الباحث في شئون الجماعات التكفيرية هاني عمارة، فمن حيث الأزياء ارتدت نساء لواء الخنساء علم القاعدة وليس علم داعش، إلى جانب ذلك فالسبحة التي تمسكها إلهام شاهين لا معنى لها كون أنها مرفوضة بالنسبة للجماعات السلفية بمختلف أسماءها وتوجهاتها على حدٍ سواء.
استخدام إلهام شاهين لفظ “الرسالات السماوية” في خطبتها ليس ضمن فقه داعش التي تكفر من يقولون بسماوية الرسالات الأخرى، وحتى تحذيرها من “جهاد النكاح” الذي كان هزليا للغاية لأن ليس لدى داعش جهادا للنكاح وهي حكايات خيالية روج ت لها الصحافة العالمية.
اللغة كانت من علامات ضعف الممثلين المصريين الوحيدة في أداءهم، باستثناء أحمد السعدني، غير أنهم جميعًا – عدا السوريين منهم – نطقوا اسم الرقة خطأ (نطقوا حرف الراء بالكسر والصحيح هو الفتح)، إلى جانب جملة (آخرًا وليس أخيرًا) التي قالتها إلهام شاهين، والصحيح (أخيرًا وليس آخرًا)؛ كذلك مشهد تقبيل أبو عمر ليد أمر الرقة فيه عيب وذلك لأنه لا تقبيل لأيدي العلماء عند السلفية.
المصطلحات أيضًا فيها عيوب فداعش كان اسمها وقت زمن المسلسل «الدولة الإسلامية» ولم يكن اسمها «الدولة الإسلامية في العراق والشام».
الكاتب
ما هو انطباعك؟
