رسائل لم تصل..اول اصدار لرابطة المتحدثين بالفصحى

ثروة لغوية، وذخيرة أدبية، وقطع من الجمال

يبتلعك الوقت في غفلة من الزمن بين سطور كتاب “رسائل لم تصل” الصادر عن رابطة المتحدثين بالفصحى.

تقضي ساعات في رحلة ممتعة عبر صفحاته المائة واحد وثمانون وبين اقلامه المتعددة المبدعة، أقلام يسيل حبرها عشقا وغزلا ورثاء وحرية كأحلام لم تبهت الوانها.

رابطة المتحدثين بالفصحى هي مجموعة بموقع الفيس بوك، بدأت كساحة إبداعات أدبية بلسانٍ عربيٍ فصيح، وكرابطة ثقافية لا سياسية ولا دينية، تهتم بالتوعية الأدبية وتعليم فن كتابة (الرواية. القصة القصيرة. الأقصوصة. المقال. الشعر. النثر. الخواطر والنقد الأدبي)، ثم اطلقت اول اصدار لها بعنوان : “رسائل لم تصل” عن دار اللوتس للنشر والتوزيع.

تستفز الرابطة العقل لتحرر اجمل ما به من كلمات عبر مسابقات ينظمها المسئولون، ويتبارى المشاركون فيها لنيل المراكز الاولى، فتنفرط احرفهم وتتجمع لتصير مفرادتهم كلغز من الغاز حروف الهجاء، ويعزفون باقلامهم نصوص فيصبح سردهم كعزف أوتار قيثارة من السماء.

بين ضفتي كتاب “رسائل لم تصل” تحتفي بك الحروف والكلمات، تتلهف للقصة القادمة او للابيات الآتية ولتلك الكوميديا السوداء وهذه الخاطرة، تلهث وانت تنتقل بين العبارات الجزلة والجمل الرشيقة والتشبيهات البليغة والالفاظ الرصينة والوصف البارع، تتوطد علاقتك مع كل كاتب وكأنك تحتمي بكلماته، تتورط فيها حد الظمأ للمزيد من السحر والعذوبة.

تضحك وتغضب، تثور وتهدأ، تعبس بوجهك مئات المرات ثم تبتسم مئات اخرى، تتنتقل من صحراء قاحلة جرداء لكواكب عجيبة وغريبة، تتجول بين المجاذيب وتشاهد مولد مراد المهدي، تبحر بين ذكرياتك في الماضي السحيق وانت تتسائل : هل سأشتاق يوما إلى هذا العالم؟ هل سأحدث أبنائي عنه؟ هل سأعقد مقارنةً بين زمانِهم وزماني؟! ترتحل إلى اسوان وتتأمل تموجات الزجاج المهشم في القطار مع صابر، وتشاهد ماسح الاحذية الذي ربما يشعر ان عمله لا يختلف كثيرا عن المدير والمهندس والطبيب، ثم وفجأة تنفجر جميع القطارات !!

(غربة واغتراب -لا انتمي إلى هنا – الصدمة – جميلة – عيد ميلاد اخير – من يعيش مع بولا – طقوس خارج المعتاد – المجذوب ينورهالك –الأيام الخوالي – كوكب زمرد الانثوي – الهاربة – تيه – وكأني قبل العشق – في انتظار العيد – قهوة عربية – بلقيس – ياللاسف – قفزة – رحيل فارس – ليتك تعود ) وغيرها الكثير والكثير من الابداعات بداخل ذلك الاصدار العملاق الغني العميق العاصف، بسرده الفني المدهش والجذاب، واسلوبه العال وقرائحه السيالة، والذي يُمتع الحس الفني للقارئ ويغني عقله المعرفي ويشبع حسه الادبي.

كتاب يستحق الغوص في معانيه ومتعة اللهاث عبر سطوره.