روبرت ديلوناي وسونيا تيرك..شريكان في الحب والفن معًا
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
روبرت ديلناوي هو صاحب الشخصية الأكثر تأثيرا في عالم الفن بالقرن العشرين. ولم يترك علامة على الرسم الحديث فحسب، بل أضاف مفهوم اللون إلى المدرسة التكعيبية.
وقد ولد روبرت ديلناوي في 12 إبريل عام 1885 في باريس، لعائلة ثرية من الطبقة العليا ومع ذلك انفصل والداه وهو لا يزال صغيرا، وهكذا تولى تنشئته كم من خاله وخالته “تشارلز وماري دامور” وفي وضع مماثل نشأت سونيا تيرك حب روبرت ديلناوي الوحيد.
فقد نشأت على يد خال وعم ثريين في سانت بطرسبرج، وأصبحا أصدقاء حتى تزوجا بعد وقوعهما في الحب.
وهما من رواد الحركة المسماة بالأورفيسم.
ويدأت قصة تعارف روبرت ديلناوي بسونيا تيرك عندما كانت متزوجة في ذلك الوقت الناقد الألماني ومالك أحد أهم قاعات العرض “فيلهلم أودي”
اقرأ أيضا…تحليل لوحة العشاء الأخير
جاءت سونيا من روسيا للانتظام في دراستها بباريس، وسرعان ما أصبحت شخصية رئيسية في الطليعة الباريسية.
بالنسبة لسونيا فقد تكفل زواجها من أودي ببقائها في فرنسا، بينما كان زواج أودي منها تمويها مثاليا لمثليته الجنسية.
كان ديلناوي يحرص باستمرار على زيارة قاعة عرض أودي لذلك كان لقاؤه بسونيا أمرا لا مقر منه، وسرعان ما أصبح روبرت وسونيا حبيبين وتزوجا في نوفمبر 1910 بعد موافقة أودي على تطليقها.
بعد فترة وجيزة من زواجهما انتقلا إلى باري، حيث طور روبرت أسلوبه المميز مستخدما الألوان الجريئة لإبراز عمق ونبرة اللوحات، كما حاول روبرت رسم لوحة فنية تجريدية غير موضوعية من أجل نقل شعور البساطة باستخدام أشكال هندسية.
أسس روبرت ديلناوي وزوجته سونيا حركة Orphism
وهذه الحركة هي فرع من فروع المدرسة التكعيبية مع بعض مكونات الوحشية.
وشمل خصائص هذه الحركة الأعمال ذات الألوان الزاهية والتركيبات ذات الأوجه المتعددة، وتباين الألوان والنهج التجريدي للموضوع,
كان ديلناوي مهتما بشكل خاص بتصوير الأشياء من خلال اللون والحركة والعمق والنغمة والتعبير وإيقاع اللوحة.
وفي بداية الحرب العالمية الأولى عام 1914 انتقل روربت ديلوناي وسونيا ديلناوي إلى إسبانيا ومن هناك ذهبا إلى البرتغال، وأثناء إقامتهما هناك طورا صداقات مع الرسام المكسيكي ديجو ريفيرا والملحن الروسي إيجوز سترافنسكي.
وواصل ديلناوي الجمع بين عناصر الفن التصويرية والتجريدية، واستكشاف الترتيب الديناميكي للألوان حتى أنه اعتمد تقنية جديدة عن طريق خلط الزيت بالشمع للحفاظ على لمعان اللون.
كانت إقامة ديلناوي في البرتقال واحدة من أكثر الفترات إنتاجية والغنية باللون في حياته المهنية.
عاد الزوجان إلى باريس حيث استمرا في إنشاء فن تجريدي بأشكال وتصمميات هندسية ملونة نابضة بالحياة، وبعد تجربة أنماط مختلفة من لوحات اللمسات التنقيطية إلى سلسلة برج إيفل بدأ روبرت دمج الدوائر والخواتم والأقراص الملونة المنحنية في أعماله.
تشير المصادر أن المعرض الدولي لعام 1937 كان تجربة رائعة للزوجين المشهورين، حيث تم تكليفهما بإنشاء جداريات كبيرة لتزيين قاعة النحت في salon de tuileries
بحلول عام 1941 تم تشخيص إصابة ديلناوي بالسرطان وتوفى في أكتوبر عام 1941 في مونبلييه بفرنسا.
لأكثر من ثلاثين عاما كان روبرت ديولناي وسونيا تيرك شريكين في الحياة والفن وأصبحا أبرز الأزواج الفنيين في تاريخ الفن الحديث.
بعد وفاة ديلوناي كرست سونيا نفسها بالكامل للحفاظ على إرث زوجها وتعزيزه، ولحسن الحظ أنها عاشت 38 عاما أخرى واستمرت في تنظيم المعارض لأجل زوجها.
المصدر
كتاب هؤلاء والتجريد لدكتور محمد عبد السلام
الكاتب
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال