رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
55   مشاهدة  

دلالة قراءة التوراة في مسجد مُقْتَحَم

قراءة التوراة
  • - شاعر وكاتب ولغوي - أصدر ثلاثة عشر كتابا إبداعيا - حصد جائزة شعر العامية من اتحاد الكتاب المصريين في ٢٠١٥ - كرمته وزارة الثقافة في مؤتمر أدباء مصر ٢٠١٦ - له أكثر من ٥٠٠ مقالة منشورة بصحف ومواقع معتبرة

    كاتب نجم جديد



بالأمس القريب اقتحم الجنود الإسرائيليون مسجدًا في غزة، وهذا خبر عادي بالرغم من كونه انتهاكًا صارخًا لمقدسات المسلمين، عادي لأنه معتاد من هؤلاء القساة المجانين الذين لا يراعون حرمة شيء، أما الذي لم يكن عاديًا في الخبر فهو قراءة التوراة بصوت عال، في المسجد المقتحم.. أحدهم صعد المنبر، والآخرون انتشروا في المسجد، وبدأ الجميع يقرؤون نصوصا توراتية في ميكروفون المسجد!!

دلالة قراءة التوراة واضحة وخطيرة للغاية:

– هذه الحرب دينية (إضفاء قداسة على المعركة)

– نقيم معبدنا اليهودي على أطلال المسجد (نعلي بناءنا ونقوض البناء الآخر)

– نستبدل التوراة بالقرآن (نصوصنا مباركة ونصوص غيرنا ليست كذلك)

– نمحو الإسلام باليهودية (ننصر ديننا الحق على دين نراه وأهله الباطل)

قراءة التوراة
قراءة التوراة في مسجد بجنين

هكذا طبعًا، وبالرغم من كل ما يقوله المسلمون الواعون منا، تخفيفا لحدة الصراع، من أن الحرب ليست دينية مقدار ما هي حرب على الأرض والحدود، مهما كانت الحالة الدينية لها صاخبة، إلا أن المقاتلين الإسرائيليين يثبتون، في كل خطوة يخطونها، أنهم حاخامات متشددون يرتدون ملابس عسكرية، أعني متطرفين دينيًا إلى أقصى درجة، وأن قضيتهم أبعد تمامًا من أرض تجمع شتاتهم، وأعمق جدًا من حدود تعين ما لهم وما ليس لهم..

حربهم حرب إبادة وتطهير عرقي بالفعل؛ وقد ظهر هذا واضحًا من خلال توسعهم في القتل والتدمير فلا أحد معصوم من رصاصهم وطائراتهم ودباباتهم ومدافعهم، ولا مكان يدخل في دائرة استثناء: المستشفيات والمدارس والمخابز كالأهداف الحربية!!

حتى اللحظة الراهنة فشلت إسرائيل فشلاً ذريعًا في تحقيق أهدافها المعلنة من وراء الحرب على غزة:

– الإفراج عن كامل الأسرى والمختطفين.

– القضاء على حركة حماس.

جنود صهاينة يقرأون التوراة في جنين
جنود صهاينة يقرأون التوراة في جنين

ارتكبت جرائم حرب شنيعة بحق المدنيين الفلسطينيين، بعد أن داست القانون الدولي الإنساني بقدمها، بل قتلت أسراها بأيديها حتى أنها ألبت المواطنين الإسرائيليين على حكومتهم فصاروا يتظاهرون ضدها في الوقت الذي كان يجب أن يكونوا فيه معها قلبا وقالبا ضد من تتخذهم عدوا مبينا لها ولمواطنيها على حد سواء.

إقرأ أيضا
الأطفال في فلسطين

اقرأ أيضًا 
قصص مواجهات مصر لعمليات تحريف القرآن من إسرائيل “بدأت من 50 سنة”

خسرت إسرائيل عسكريًا فآلياتها الثقيلة تائهة في شوارع غزة بالفعل، وخسرت سياسيًا فقد انكشف غباءها وتخبطها وإصرارها على المضي قدما فيما يرسم نهايتها لا تحررها، وخسرت اقتصاديًا فقد قوطعت عربيًا إلى حد كبير وفقدت خزائنها كثيرًا من الثروة التي هي سبب جوهري من أسباب تفوقها، وأما سمعتها السيئة فقد ازدادت سوءًا بحجم العالم، وبدا للقاصي والداني، بالمعنى والمبنى، أنها شريرة خالصة، وكاذبة ومفتعلة، ومصابة بالعمى والصمم؛ فلا ترى سوى نفسها ولا تسمع إلا صوتها، أكثر من هذا كله أنها أحيت الثأر الفلسطيني وأججته تأجيجًا؛ فقضت، برعونتها المتصاعدة بإيقاع عال لاهب مجنون، على مستقبل أجيالها في أمان تدعي دوما أنها تنشده!!

هذه حرب أرادها الإسرائيليون للتغطية على فضيحتهم الأمنية في السابع من أكتوبر “طوفان الأقصى” ففضحتهم فضيحة لا مثيل لها، ولو كانت اجتمعت الدنيا عليهم ما كانت نالت منهم مثلما نالوا من أنفسهم!!

الكاتب

  • قراءة التوراة عبد الرحيم طايع

    - شاعر وكاتب ولغوي - أصدر ثلاثة عشر كتابا إبداعيا - حصد جائزة شعر العامية من اتحاد الكتاب المصريين في ٢٠١٥ - كرمته وزارة الثقافة في مؤتمر أدباء مصر ٢٠١٦ - له أكثر من ٥٠٠ مقالة منشورة بصحف ومواقع معتبرة

    كاتب نجم جديد






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان