همتك نعدل الكفة
1٬175   مشاهدة  

سميرة أحمد .. كيف زورت ويكيبيديا مشوار “ممثلة العاهات”

سميرة أحمد
  • كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



قادمة من أسيوط، أقصى طموح أبيها أن تكمل دراستها الابتدائية ومن بعدها الثانوية العامة لتصبح من حاملات الشهادات، ولم يكن حلم السينما سوى طيف يأتيها للحظات يومية لا تصل لدقائق نظرًا لصعوبته البالغة، مهنيًا من جانب، وظروف أسرية وبالأخص أفكار الوالد من جانب آخر .. لم تكن تحلم بأن تكون “سميرة أحمد” ، الاسم الكبير الذي تحتفظ برونقه أمام الكاميرا وفي أذهان جمهورها .. الفنانة الكبيرة صاحبة الروائع الثابنة كأركان رئيسية في السينما والدارما المصرية “قنديل أم هاشم، ريا وسكينة، أم العروسة”  .. حتى أطلقت الصحافة المصرية عليها في وقت من الأوقات لقب ممثلة العاهات” ، لأنها قدمت أدوار المرأة المصابة بإعاقة جسدية ما، مثل دور “فاطمة” العمياء في فيلم “قنديل أم هاشم” .

 

تقول الموسوعة المعلومات العالمية ويكبيديا معلومة – تناقلتها أيضًا بعض المواقع – عن بدايات مشوار سميرة أحمد بأن ماحدث معها كان التالي:  أصيب والدها بمرض الماء البيضاء على العين، فانهارت أحوال الأسرة ماديًا ، فقررت شقيقتها الكبرى “نوال ” العمل بمحلات صيدناوي، ولكنها كانت صغيرة في السن هي وشقيقتها خيرية أحمد التي أصبحت فنانة أيضًا فيما بعد، فقادتهما الصدفة البحتة إلى مكتب أحد الريجيسيرات وقررا العمل ككومبارس مقابل خمسين قرشًا في اليوم وارتدت سميرة الفستان والكعب بدلًا من المريلة لتبدو أكبر سنًا ، ونجحت خطتها وبدأ المخرجون يطلبونها في أدوار صغيرة .

 

ولكن الحقيقة أن معلومات غير ذلك تمامًا كتبتها الفنانة سميرة أحمد في مقالًا بعنوان “السينما .. حلم كله متاعب” ونشرته مجلة الكواكب الفنية في عدد 2094 تحكي فيه عن صعوبات البدايات والخطوات الأولى في مشوارها نحو اعتلاء عرش النجومية  .. وقالت فيه : إن أجمل الذكريات التي لا يمكن أن تموحها الأيام هي ذكريات طريق البدايات .. وطريق البدايات فيه الكثير من المتاعب والأيام والدموع .. والمفاجآت .

وكان العمل بالسينما يطوف بذهني كلما جلست أفكر في مستقبلي، وكانت أمنية والدي بعد أن انتهيت من دراستي الابتدائية أن يلحقني بالثانوية لأكمل تعليمي، ثم ألتحق بكلية الحقوق ولكن حب الظهور على الشاشة قد استولى على تفكيري وإن كنت لم أجرؤ أن أفاتح أحد بهذه الأمنية، فقد كان مجرد التفكير جريكمة لا تغتفر وذات يوم زارتني صديقة من صديقات الدراسة، وكانت تربطها صلة قرابة بأحد المشتغلين بالسينما فوجدت على منضدة صغيرة كراسة من كراسات المدرسة تحتوي على مجموعة من صور نجوم السينما وكواكبها وسألتني الصديقة فجأة : ” أنتِ عايزة تشتغلي في السينما؟” أنا لي قريب لي في الاستديو يمكنه مساعدتك . وسرحت بخاطري أفكّر في الأمر، ماذا سيكون موقف أبي حين يعلّم بذهابي إلى العمل بالسينما .. وماذا سيكون مصيري إذا أقدمت على هذه الخطوة الجريئة  ؟

 

وانتهى تفكيري إلى موعد مع هذه الزميلة وقدمتني إلى قريبها، كان قريبها هذا موظفًا متواضعًا في أحد الاستديوهات، ولكنه كان كثير الكلام عن نفسه ويستطيع أن يضفي على وظيفته شيئًا من الأهمية . ونظر إليّ مليًا ثم وضع نظارته على عينه وعاد ينظر إلىّ ويتفحّصني حتى كاد يغمى عليَّ وأنا في لهفة لأسمع رأيه وأخيرًا قال بغطرسة : “مش بطّالة .. بس لازم تخسس نفسها كتير .. وكمان تشوف أفلام أجنبية عشان تتعلم تمثيل!” وتلقيت هذه الكلمات وبدأت أعدّ نفسي لأكون ممثلة، امتنعت تمامًا عن تناول أي شئ من الطعام وكنت أذهب إلى السينما كل يوم وأنا أتلوى من الجوع حتى أصبت بهزال شديد ، وجلس والدي معي ذات يوم يسألني عن سبب امتناعي عن الطعام، وقررت أن أصارحه بالأمر وتوقعت أن تكون نهاية حياتي بعد هذا التصريح ولكني فوجئت بأبي يبتسم ويهرش في رأسه وهذه علامة اهتمامه بالأمر وسألني :

إقرأ أيضا
كرة القدم والسياسة
  • هل تثقين بنفسك ونجاحك كممثة؟
  • نعم وكل وما ينقصني هو موافقتك .

ولم يحاول والدي أن يخفي عني حقيقة شعوره عندما قال :

  • أناموافق !

 

الكاتب

  • سميرة أحمد محمد فهمي سلامة

    كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
3
أحزنني
0
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
2


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (1)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان