عالم الحيوان برنامج الكبار الذي نجح في جذب الصغار

عالم الحيوان لم يكن برنامجًا للأطفال ورغم ذلك نعتبره نحن جيل التسعينات من البرامج التي تندرج تحت نوستالجيا الطفولة وأيامها.

جذب البرنامج الكبار وهذا يعد نجاحًا بالتأكيد، ولكن من غير المتوقع أن يجذب البرنامج جيلًا كاملًا من الأطفال أيضًا.

سر نجاح عالم الحيوان

اختلف هذا البرنامج عن البرامج التي كتبنا عنها والتي  تذكرنا بطفولة جيل الثمانينات والتسعينات بأنه كسب الأطفال رغم طبيعته التي ناسبت الكبار، وبأنه لم يتميز بتتر يتمتع بأغنية سهلة يرتبط وجداننا بها كبقية برامج التلفزيون المصري التي جذبت الأطفال.

ورغم أن تتر البرنامج كان عبارة عن موسيقى تشويقية تتماشى مع لون الإثارة والغموض بعالم الحيوان، إلا أنها التصقت بوجداننا ولا يسمعها أحد من مواليد التسعينات إلا وتتذكرها وتتذكر أنها تخص البرنامج.

ومن أسباب نجاح البرنامج توقيت عرضه، حيث كان يعرض كل جمعة بعد الصلاة مباشرة، وهو يوم الإجازة الأسبوعية للكبار والصغار.

فتعود الناس على أداء صلاة الجمعة والعودة لبيتهم سريعًا لمشاهدة البرنامج كي يعرفوا أكثر عن هذا العالم المختلف من خلال برنامج يعتمد على لقطات حية من الحياة البرية بين الحيوانات.

العباقرة عندما لا يعتمد برنامج على الأونطة

أصبح الأطفال ينتظرون برنامجًا ثقافيًا بحتًا يعرض معلومات عن الحيوانات ومشاهد من بيئتها الحية.

يشاهدون جوانب أخرى من الحياة غير العرائس والكا رتون والفوازير، يعجبهم هذا العالم الذي به مشاهد لحيوانات مفترسة ومشاهد أخرى لحيوانات أليفة.

محمود سلطان مفتاح نجاح آخر

مذيع بالتلفزيون المصري كان يقدم  برنامجًا للأخبار ثم قدم هذا البرنامج لينقله من تخصصه الذي درسه لتقديم الأخبار عن طريق الصدفة.

فيحكي محمود سلطان لمنى الشاذلي بإحدى حلقات برنامجها العاشرة مساءً، أن الأستاذ إبراهيم عكاشة المخرج التلفزيوني و زميل محمود سلطان قد اقترح عليه تسجيل حلقات برنامج عالم الحيوان.

ووافق محمود سلطان بشكل مؤقت على تسجيل صوته على الحلقات دون مقابل على أمل أن يجدوا مذيعًا آخر ليقدم البرنامج، وكانت المفاجأة أن التلفزيون خصص له راتبًا على كل حلقة من البرنامج.

وقد اعترض بهذا الوقت على  تلقي راتبًا للبرنامج وكان يحب تقديم الأخبار إلى الدرجة التي جعلته يعرب عن اكتفائه في بداية تقديم البرنامج براتبه من تقديم الأخبار بالتلفزيون المصري.

إقرأ أيضا

إنجي أفلاطون .. أيقونة نسوية رسمت لوحاتها من داخل السجن

القهوة عالم وسامية الإتربي عالم لوحده

ورغم حبه لتقديم برامج الأخبار عن برنامج عن الحيوانات إلا أنه نجح بتعليقاته الصوتية الهادئة ولغته العربية السليمة  أن يجذبنا لمشاهدة هذا العالم الواسع وما يحدث فيه من غرائب.

وكان البرنامج من البرامج القليلة التي كانت تعرض بتعليق صوتي من بالغ باللغة العربية الفصحى تصاحبه موسيقى مختلفة عن موسيقى التتر تتماشى مع التعليقات والأحداث وكأنها موسيقى لاسكتش  قصير يعرض قصة قصيرة ولكنها مشوقة.

معلومات عن الأمراض، حياة الصيادين بالغابة، حياة الأطباء البيطريين، وحياة الحيوانات النادرة وكثير من المعلومات الجانبية التي كنا نحفظها عن ظهر قلب من تعليقات محمود سلطان حول عالم الحيوان.

ربما لذلك لا ننسى هذا البرنامج؛ لأنه فتح أعيننا على عالم كنا لا نعرفه سوى من صور بكتب المدرسة، ولكنه نقل لنا بصوته ما يحدث خلف الصورة الحقيقية.