عن الرجل الذي تمنى الإسكندر الأكبر أن يكون مثله “عاش حياته في برميل”
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
تأثر عدد كبير من قادة العصور الوسطى وبداية العهود الحديثة بشخصية الإسكندر الأكبر، إذ كان بمثابة نموذج مثالي يحتذى به لكل من لديه مشروع توسعي مثل نابليون بونابرت ومحمد علي باشا وحتى زعماء الحرب العالمية الثانية، لكن هناك شخصية تمنى الإسكندر أن يكونها لو لم يكن الإسكندر الأكبر؟
الفيلسوف الذي تأثر به الإسكندر الأكبر
تأثر الإسكندر المقدوني بشخصية الفيلسوف “ديوجانس” لدرجة أنه تمنى أن يكون مثله، ذكر المفكر “جورج طرابيشي في كتاب معجم الفلاسفة: أن الإسكندر الأكبر بعد لقائه بـ ديوجانس قال جملته “لو لم أكن الإسكندر، لوددت أن أكون ديوجانس”.
يرجع ولع الإسكندر بالفلسفة والتمازج الثقافي، بسبب نشأته التي تلقى فيها دروس الإلياذة رغم حداثة سنه على يد أستاذه أرسطو الفيلسوف، ليس ذلك فقط بل كان يتمتع بحكمة الفلاسفة، وكل ذلك كان عاملًا قويا ومحفزًا لمقابلة الفيلسوف ديوجين، وبالفعل قابل ديوجانس وعند لقائه لديوجانس وجده يستريح في ضوء الشمس، فعرف الإسكندر عن نفسه وبعدها سأل لديوجانس إذا كان هناك شيء يستطيع أن يفعله له، قال له ديوجانس نعم ابتعد عن ضوء الشمس، فأعُجب الإسكندر بجمال روحه، وقال جملته “لو لم أكن الإسكندر، لوددت أن أكون ديوجانس”، ورد عليه ديوجانس “لو لم أكن ديوجانس، كنت أود أن أكون ديوجانس”.
من هو الفليسوف ديوجانس
دايوجين هو فيلسوف يوناني، من القرن الثالث الميلادي، واسمه ديوجانس الكلبي، مؤسس المدرسة الكلبية، والاسم مأخوذ من الكلب وذلك لحبهم الشديد للكلاب، ولد في سينوب بتركيا ودرس في أثينا على يد انتيستنيس.
عاش ديوجانس على قارعة الطريق بداخل بَرميل قرب السوق الأثيني، كانت حياته مثيره للجدل ومحط أنظار الناس، فانقسموا فيه إلى فريقين، فريق يرى أنه رجل تمتع بالشجاعة الكفاية لعيش حياته بما يتفق مع قناعاته، يرون فيه الشخصية الزاهية الحافلة بالأعمال الفنية والأدبية القديم منها والحديث، وفريق آخر يرى أنه رجل متسول رث الثياب، مذهبه يدعو إلى التقاعس واحتقار الحياة.
اقرأ أيضًا
ألغاز حول الإسكندر الأكبر .. بين طريقة الموت وصلته بذي القرنين
وديوجانس كان يرى أن أفضل ما يكون في العمل نظريًا هو الفضيلة، لذا فقد اعتمد على انتقاده للقيم والأعراف على الأسلوب البسيط الذي كان يعيش به في حياته ليواجه أي عُرْف مجتمعي يعتبره سيئًا أو فاسدًا.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال