عن المسرح الأوروبي والكنيسة.. لم يقبلوا النساء لسنوات لأنهم خطر يجب تجنبهُ!
-
نيرفانا سامي
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
المسرح هذه المنصة الخشبية التي تلهم من يقف فوقها، وكأن قدميه لمست البساط السحري لعلاء الدين، فينقله إلى عالم مختلف هو فقط بطله، يسعد بالتصفيق ولكنه لا يرى المشاهدين هو لا يشعر سوى بالإضاءات التي تسلط عليه وكانه يقف على قمة العالم، ولكن رغم هذا الشعور الذي يشعر به الممثلين والممثلات الآن، لم تكن النساء في البداية يستطعن حتى الوقوف في الساحات ليؤدون أدوار مثل الرجال، فعلاقة النساء بالمسرح كانت بدايتها ظالمة للغاية.
المرأة خطر لا يمكن أن تشارك في المسرح
تعود أصول المسرح الغربي إلى اليونان القديمة وروما، ولكن أول تأريخ لعرض مسرحي كان في عام 532 قبل الميلاد على يد الإغريق، حيث بدأت ممارستهم المسرحية بمسرحيات مأساوية، كانت المشكلة أن الثقافة اليونانية تضع المرأة في مكانة أدنى من الرجل، لذلك كان دور المرأة في المجتمع مقيدًا للغاية من نواح كثيرة، ولهذا السبب لم يُسمح للنساء بالوقوف على خشبة المسرح لأنه كان المجتمع يعتبره أمر خطر للغاية.
ولذلك لعب الرجال شخصيات من الذكور وكذلك الشخصيات النسائي، وذلا لأن اليونانيون كانوا يعتقدون أن السماح للمرأة بالأداء علنًا سيكون أمرًا خطيرًا للغاية وأن تصوير الرجال لهن يبطل الخطر، أما الرومان كان لدىهم نظرة مماثلة للمرأة، مما جعل من المستحيل عليهم أن يصعدوا إلى المسرح لكن بمرور الوقت بدأت المسرحيات الرومانية في أن يكون لها عدد قليل من الممثلات، كان مسرح العصور الوسطى كان لا يزال هناك تصور في المجتمع بأنه شيء الأنسب للرجال وليس النساء.
من حكاوي السينما.. الرقابة تمنع عرض فيلم عام 1928 بسبب المشاهد الخليعة
ولكن أحد الاستثناءات المثيرة للاهتمام كانت الكاتبة الألمانية هروثسفيثا التي يعتبرها البعض أول شخصية منذ العصور القديمة تقوم بتأليف المسرحيات الدرامية في الغرب اللاتيني، فقد كتبت عدة مسرحيات وكانت وتميل مسرحياتها إلى تقديم النساء على أنهن أقوياء، ورغم تناقض هذا مع الصورة النمطية للنساء التي كانت لدى معظم الناس في مجتمعها، والتي كانو يظهروها دائمًا ضعيفة الشخصية.
ليأتي الحدث الأهم في القرن السابع عشر وهو (الأوبرا) هذا النوع من المسرح الموسيقي الذي فتح مساحة كبيرة للمطربات للظهور، أن لكن هذا لم يرضي الكنيسة المسيحية الصارمة في اوروبا في ذلك الوقت، حيث كان اعتقادهم أنه من غير النظيف وغير اللائق أن تكون النساء على المسرح، لذلك كان هؤلاء الرجال ذوو النبرة العالية خيارًا بديلاً للنساء، لكن هذا لم يمنع النساء تمامًا من أن يصبحن مغنيات الأوبرا.
عن يوسف شعبان ورحلته في عالم الفن.. محسن ممتاز الضاهرة التي حيرتني
وفي القرن السابع عشر، حدثت خطوة كبيرة إلى الأمام بالنسبة للنساء وهي ظهور أفرا بن التي تجرأت على مخالفة الأعراف الثقافية لتصبح أول كاتبة مسرحية محترفة حتى ذلك الحين، لم يكن معروفًا أن تكسب المرأة عيشها من كتابة المسرحيات! أما بالنسبة للممثلات، فقد لعبن أحيانًا شخصيات ذكورية، على الرغم من أن العكس قد حدث في الماضي: “قد يتوقع المرء أن يكون قبول النساء على المسرح مرتبطًا بمطالبة المزيد من الواقعية ، ولكن النتيجة الفعلية لم تكن فقط الرجال على المرأة أن تلعب أدوارًا مناسبة لجنسها، لكن انتحال هوية الجنس الآخر يمكن أن يذهب في كلا الاتجاهين.
النساء والمسرح من التهميش إلى النجومية
مع مرور السنين كانت النساء في المسرح تتقدم ببطء ولكن بثبات، على الرغم من الاتجاهات والتقاليد التي كانت تقول لا للنساء، وحدث هذا أيضًا في المسرح الأمريكي المبكر، حيث كان هناك مسرحيات إناث وتمثيل إناث، ومسرحيات أعطت الشخصيات النسائية دورًا بارزًا، وكذلك العديد من الإناث بين الجمهور، وساعدت النساء في تغيير ديناميكية المسرح في النصف الثاني من القرن التاسع عشر وكانوا مسؤولين بشكل مباشر عن زيادة شعبيته، بينما كان الرجال لا يزالون يتمتعون بحضور أكبر في عالم المسرح، قامت الإناث ببعض الأشياء المثيرة للاهتمام، وخلال القرن التاسع عشر في كل من إنجلترا وأمريكا كانت هذه العروض المبهرجة والمثيرة والمضحكة عبارة عن محاكاة ساخرة للقصص الكلاسيكية.
ومع مرور الوقت ظهر المزيد والمزيد من أنواع االقصص والروايات المقدمة، ومع توسع الاتجاهات مختلفة ازدادت أهمية المرأة في المسرح أيضًا، ولا شك في أن النساء يشكلن جزءًا رئيسيًا من المسرح اليوم ويشاركن في جميع أنواع الطرق، لكن لم يكن هناك طريق سهل أدى إلى هذه النقطة.
من المؤسف أن المسرح تاريخيًا كان غير عادل للمرأة، ومع ذلك كان هناك الكثير من النساء اللواتي شعرن بالحاجة إلى تحدي التوقعات الثقافية والانضمام على أي حال.
الكاتب
-
نيرفانا سامي
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال