فلسفة تأسيس المدن الجديدة في مصر

اختلف تعداد المدن الجديدة في مصر قبل عام 2014م وبعده؛ فقبل ذلك العام وصل عددها إلى 22 مدينة، وفي الفترة من 2014م حتى سنة 2022م تم تنفيذ 30 مدينة جديدة مع تخطيط 9 مدن أخرى.

اقرأ أيضًا 
محافظات الحدود الغربية لمصر “حكاية أكبر مشروع تنموي متعدد”

وقد أدت مشروعات المدن الجديدة في مصر إلى خلق 200 ألف فرصة عمل دائمة، فضلاً عن فرص عمل أخرى متزايدة غير مباشرة، وكان الهدف الأساسي هو تفريغ تفريغ القاهرة وسحب جزء من التكدس السكاني بالقاهرة الكبرى لأطراف المدينة بمدن كالشروق وبدر و6 أكتوبر والعبور وغيرها من المدن الجديدة التي تم بناؤها خلال ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، إلا أنها لم تنجح بالقدر الكافي في تقليل الكثافة السكانية بالمحافظات الحضرية.

فلسفة تأسيس المدن الجديدة في مصر .. على أي أُطُر قامت ؟

قامت فلسفة بناء المدن الجديدة في مصر على مجموعة من الأُطُر كان أولها منع المزيد من البناء العشوائي، من خلال تأسيس مشروعات إسكان متنوعة بين الإجتماعي والمتوسط والفاخر والسياحي من خلال التمويل الميسر الذي يتناسب مع كل الفئات خصوصًا محدودي الدخل.

أما ثاني الأطر التي تقوم عليها تأسيس المدن الجديدة بمصر هي أن تكون مدن مستدامة ومتكاملة، بها مناطق خدمية وترفيهية تتلاصق مع المناطق السكنية، فضلاً عن تأسيس شبكة طريق وكباري ومواصلات لربط المدن الجديدة بالمدن المحيطة لها.

وجاءت ثالث الأطر متمثلةً في القضاء على أزمة التكدس السكاني، ليجيء الإطار الرابع وهو تغيير فكرة العيش حول الدلتا والوادي، فيما جاء الإطار الخامس ليستهدف الاستغلال الأمثل لموارد مصر الطبيعية والتأقلم مع نظام البناء الحديثة.

ولأجل هذه الأُطُر الخمسة قامت الدولة بتأسيس مدن لتكون الوسيلة المثالية لوضع حلول جذرية لأزمات الإسكان والعشوائيات والزحام؛ فتم تأسيس مجموعة من المدن في كل ربوع مصر أبرزها «المنصورة الجديدة، العلمين الجديدة، العاصمة الإدارية الجديدة، مدينة حدائق العاصمة، مدينة سلام – شرق بورسعيد،  امتداد مدينة الشيخ زايد، مدينة ناصر غرب أسيوط،  مدينة غرب قنا،  مدينة توشكى الجديدة، مدينة أسوان الجديدة، مدينة 6 أكتوبر الجديدة، حدائق أكتوبر، العبور الجديدة، ملوي الجديدة، الفشن الجديدة، رشيد الجديدة، غرب كارفور، سفنكس الجديدة».

وتمثل المدن الجديدة بمصر، جزء من مخطط التنمية العمرانية لمصر في 2052م والذي يستهدف تأسيس مدن مستدامة وذكية من الجيل الرابع؛ فضلاً عن استهداف التنمية العمرانية للساحل الشمالي الغربي؛ وخلق مجموعة من الأنشطة الاقتصادية المميزة والمتميزة لتوفير فرص عمل كالذي في مدينة العلمين والجرجوب والنجيلة ورأس الحكمة وكانت المدينة الأخيرة هدفًا رئيسًا لجعلها على خريطة سياحة العالم خلال السنوات الخمسة القادمة؛ وتقوم مصر بإنهاء مخطط تنمية رأس الحكمة ويتم التفاوض مع عدد من الشركات وصنادق الاستثمار العالمية للوصول لاتفاق ينفذ تنمية مدينة رأس الحكمة

لتحميل كتاب المخطط الاستراتيجي القومي للتنمية العمرانية مصر 2052 م هـــــنـــــــــا

التوسع في بناء مدن جديدة أعطى قوة دافعة للتنمية الشاملة في مصر؛ فمثلاً هناك 80 % من فرص العمل التي أوجدتها المدن؛ وقد ساهمت محافظتي القاهرة والإسكندرية بأكثر من 40٪ من الناتج المحلي الإجمالي لمصر، ونجحت تلك المدن في جذب الشركات والاستثمارات، مع إمكانيات مستقبلية أكبر؛ ويمكن أن تساعد الروابط القوية بين المدن كمراكز اقتصادية والمناطق الريفية في ضمان استفادة الجميع من ثمار التوسع الحضري.