“فيديو وصور” رمضان في غزة.. عندما تزين نفحات الشهر الكريم خيمات النازحين
منهم من يمسك الفوانيس الصغيرة في يده، وآخر منعته الظروف الاقتصادية من شراء الجديد ليلجأون إلى استخدام الورق لإنشاء الفوانيس والزينة، لم تمنعهم ظروف الحرب من استقبال نفحات الشهر الكريم، فرغم أهوال الحرب التي استمرت أكثر من 150 يومًا إلا أنهم صامدين يبثون رسائل كبيرة في هيئة مواقف صغيرة بأنهم باقون في أرضهم لن يهربوا ولن يتسلموا ولن يبحوثوا عن أوطان بديلة، فالصيام أمر هين لهم في ظل حرب التوجيع التي تتبعها قوات الاحتلال في حربها على قطاع غزة.
فبعد أن نزحوا من ديارهم متجهين إلى مقصد جديد يبنون فيه خيامهم قرروا أن يجلبوا الفرحة إلى خيامهم بأبسط الأمور، معلقين بعض الزينة عليها مستمعين إلى أغاني رمضان في محاولة لتخفيف وطأة الحرب على صغارهم، موفرين لهم أبسط أنواع الحياة.
فقط تسببت تلك الحرب وفقًا للتقديرات الأولية الصادرة عن المكتب المركزي للإحصاء الفلسطيني، في انخفاض إجمالي الناتج المحلي في غزة بأكثر من 80% – من حوالي 670 مليون دولار في الربع الثالث إلى 90 مليونا فقط في الربع الأخير.
هذا التراجع الفصلي بنسبة 80% يمثل انخفاضًا سنويًا بنسبة 24 %، ووفقًا للبنك الدولي فإن “المستوى المسجل لأضرار الأصول الثابتة وتدميرها كارثي”، مؤكدًا إلى أن “كل فرد في غزة تقريبا سيعيش في فقر مدقع خلال على المدى المنظور على الأقل”
في مخيمات النازحين بمنطقة خان يونس، تقف ملك برفقة شقيقها وأبناء عمومتها يمسكون الورق في أيديهم ويقومون بتقطعيه على شكل هلال ونجمة لتزين خيمهم لاستقبال الشهر الكريم.
تقول “ملك” لـ “الميزان“، إنها تسعى هى وأشقائها بالقيام بزينة لرمضان في ظل الحرب ونظرًا إلى عدم امتلاكهم أموال لشراء الزينة والفوانيس لجأوا إلى استخدام البديل من الورق.
تتمنى صاحبة الـ 15 عامًا، أن تنتهى تلك الحرب وأن يعودوا إلى ديارهم بعدما نزحوا منها نتيجة القصف المستمر من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي ليعقدوا بنائها مرة أخرى.
الأوضاع في خان يونس لا تختلف كثيرًا عن الأوضاع في منطقة دير البحر، إذ يحاول سكان المنطقة الأخيرة تهيئة منازلهم البسيطة استعدادًا لاستقبال نفحات الشهر كريم.
يقول “علي” صاحبة الثلاثين عامًا لـ “الميزان“إنهم يحاولون كسر الخوف من الحرب التي دخلت شهرها السادس، من خلال تشغيل بعض الأغاني الخاصة بالشهر الكريم وتوزيع الفوانيس والزينة على الأطفال لتخفيف وطأة الحرب عليهم.
أما زينب صاحبة الـ 40 عامًا فتقول لـ “الميزان“:”الوضع صعب، صعب جدًا ومؤلم للأسف بس احنا بالرغم من الألم وبالرغم من أنه الحرب لازم نحتفل بشهر رمضان وبقدومه ربنا يعيده علينا إن شاء الله بأفضل حال وبأحسن حال وربنا يزيح هالغمة اللي احنا عايشين فيها بتمنى راجعة كل انسان لبيته وهادي أمنية الكل للأطفال الكبار”
إقرأ أيضًا.. لهيب الأسعار يطفىء إنارة فوانيس رمضان