رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
29   مشاهدة  

قصة أول صورة في التاريخ والرجل المبتكر وراءها

صورة
  • ريم الشاذلي طالبة في كلية حقوق القسم الإنجليزي بجامعة عين شمس ومهتمة بحقوق المرأة والحركة النسوية المصرية والعالمية.

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



اليوم، يمتلك معظمنا كاميرا قوية جدًا في جيوبنا. لا نتردد في التقاط صور لعالمنا، من حيواناتنا الأليفة إلى المناظر الطبيعية الجميلة إلى عائلاتنا وأصدقائنا. لقد قطعنا شوطًا طويلًا منذ التقاط أول صورة على الإطلاق.

تبدو هذه الصورة المبكرة كرسمة بالفحم أو ربما نوع من اختبار رورشاخ الغريب. لكنها في الواقع شيء أكثر أهمية: خطوة أولى، غير مؤكدة، في مجال التصوير الفوتوغرافي.

صورة
أول صورة في التاريخ.

التقط الفرنسي جوزيف نيسيفور نيبس هذه الصورة في عام 1826 أو 1827، والتي تُعرف باسم “منظر من النافذة في لو جراس”، وكانت هذه الصورة بداية التصوير الفوتوغرافي كما نعرفه. مع ذلك، تطلب الأمر من نيبس تجارب كبيرة لإنتاج صورته الضبابية، وسرعان ما تطورت التكنولوجيا بعد وفاته في عام 1833.

جوزيف نيسيفور نيبس..رائد التصوير الفوتوغرافي

صورة
جوزيف نيسيفور نيبس

وُلد جوزيف نيسيفور نيبس في 7 مارس 1765، وقضى معظم حياته البالغة في تجربة التكنولوجيا الجديدة. كانت أول اختراعاته الكبرى محرك احتراق داخلي، قام نيبس ببنائه مع شقيقه في عام 1807 وأطلقوا عليه اسم “بيرولوفور” (اسمه مشتق من الكلمات اليونانية لـ”النار” و”الرياح” و”أنا أنتج”). ولكن مع اقتراب انتهاء مدة العشر سنوات لبراءة الاختراع الخاصة بالمحرك، حول نيبس تركيزه.

بدءًا من عام 1816، بدأ نيبس في تجربة ما أسماه “الكتابة الشمسية”. من خلال التجربة والخطأ، تمكن نيبس من إنتاج صور على ورق مطلي بكلوريد الفضة، لكن الصور كانت مقلوبة وتغيمت تمامًا عند تعرضها لأشعة الشمس.

كانت الفشل محبطًا، لكن نيبس واصل المحاولة. وبعد عقد من الزمان، أدى تجاربه المختلفة بالمواد الكيميائية والمواد والتقنيات إلى تطوير أول صورة تم التقاطها على الإطلاق.

أول صورة تم التقاطها: “منظر من النافذة في لو جراس”

في عام 1826 أو 1827، نجح نيبس في إنتاج أول صورة تم التقاطها على الإطلاق. حيث “ذاب القار الحساس للضوء في زيت اللافندر” ثم طبق طبقة من هذا الخليط على صفيحة من البيوتر.

بعد ذلك، وضع نيبس الصفيحة في كاميرا مظلمة. كانت هذه التكنولوجيا موجودة بشكل أو بآخر منذ قرون – حيث وصفت منذ القرن الرابع قبل الميلاد – وهي في الأساس مساحة مظلمة بها ثقب صغير. عندما يتدفق الضوء عبر الثقب، يعرض صورة معكوسة للمشهد الخارجي على الجدار الداخلي.

بداية من عام 1816، كان نيبس قد تأمل في إمكانيات الكاميرا المظلمة، حيث كتب إلى شقيقه أنها يمكن أن تُستخدم كنوع من العين الاصطناعية، “مجرد صندوق صغير، كل جانب منه ست بوصات مربعة؛ سيتم تجهيزه بأنبوب يمكن إطالته ويحمل زجاجًا عدسيًا.”

بعد عقد من الزمن، استخدم نيبس هذه التكنولوجيا لإنتاج صورته. مع وضع صفيحة البيوتر في مكانها، حرك الكاميرا المظلمة بالقرب من نافذة في الطابق الثاني في منزله في سانت-لوب-دي-فارين، فرنسا. ثم انتظر قليلًا.

بعد ثماني ساعات، اكتشف نيبس أن تجربته قد نجحت. بعد تعرض طويل لأشعة الشمس، أسفرت الصفيحة عن انطباع للفناء والمباني الملحقة والأشجار بالخارج. لم يكن يبدو كثيرًا، لكن “منظر من النافذة في لو جراس” كانت شيئًا رائعًا. كانت أول صورة تم التقاطها على الإطلاق.

صورة
صورة نيبس الأصلية على اليسار ونسخة محسنة باللون على اليمين.

كان نيبس يعلم أن تجربته كانت مجرد بداية لتكنولوجيا جديدة ومثيرة. في ديسمبر 1827، وصفها بأنها “الخطوة الأولى غير المؤكدة في اتجاه جديد تمامًا”. مع ذلك، يُنسب إلى نيبس الفضل في اختراع الكاميرا بسبب كيفية استخدامه للكاميرا المظلمة لإنتاج صورته التاريخية في سانت-لوب-دي-فارين.

نمو التصوير الفوتوغرافي

تاريخ التصوير الفوتوغرافي بدأ مع نيبس و”منظر من النافذة في لو جراس”. لكن التكنولوجيا سرعان ما توسعت إلى ما هو أبعد من صفيحة البيوتر الضبابية الخاصة بنيبس.

في عام 1829، بدأ نيبس العمل مع لويس جاك ماندي داجير، رائد آخر في التصوير الفوتوغرافي. ورغم أن نيبس توفي بعد بضع سنوات فقط، في عام 1833، واصل داجير العمل ليبتكر عملية الداجيروتايب. هذه التقنية استندت إلى عمل نيبس باستخدام صفائح معدنية مغطاة بالفضة، معالجتها بالأبخرة، وتعريضها للضوء.

إقرأ أيضا
جبل راشمور

سمحت هذه التقنية لداجير بالتقاط أول صورة تضم شخصًا، واستخدامت الداجيروتايب لالتقاط الصور حتى ستينيات القرن التاسع عشر. في ذلك الوقت، أصبحت غير مستخدمة بسبب التكنولوجيا الفوتوغرافية الجديدة.

صورة
أول صورة تظهر إنسان. (على الجانب الأيسر من الإطار)

خلال القرن التاسع عشر، وصل مجال التصوير الفوتوغرافي إلى آفاق جديدة نابضة بالحياة مع إتقان التصوير بالألوان تدريجيًا. وبحلول نهاية القرن التاسع عشر، تم إحراز تقدم في تكنولوجيا صناعة الأفلام أيضًا.

قبل فترة وجيزة، كانت هناك تكنولوجيا قادرة على التقاط الصور بطرق لم يكن يمكن لأحد أن يتخيلها من قبل. لم يعد الناس يجلسون من أجل الصور الشخصية لكن من أجل جلسات التصوير. لم تعد المشاهد والأصوات من جميع أنحاء العالم توصف فقط في الكتب ولكن أيضًا في الأفلام والصور الحية.

اليوم، نعتبر التصوير الفوتوغرافي أمرًا سهلًا. لا يتطلب الأمر أي تفكير لالتقاط هاتفنا والتقاط صورة – أو حتى فيديو – يمكننا مشاركته على الفور مع الأصدقاء والعائلة والغرباء عبر الإنترنت. لكن في أيام نيبس، كانت هذه التكنولوجيا تبدو مستحيلة. اضطر المخترع الفرنسي إلى العمل بجد على المواد الكيميائية والتقنيات المختلفة لمدة تقترب من عقد من الزمن قبل أن ينجح. حتى في ذلك الوقت، استغرقت صورته الضبابية يومًا كاملًا لإنتاجها.

قد لا تبدو “منظر من النافذة في لو جراس” شيئًا كبيرًا اليوم. لكنها كأول صورة تم التقاطها على الإطلاق، تمثل خطوة مثيرة في مجال التصوير الفوتوغرافي.

الكاتب

  • صورة ريم الشاذلي

    ريم الشاذلي طالبة في كلية حقوق القسم الإنجليزي بجامعة عين شمس ومهتمة بحقوق المرأة والحركة النسوية المصرية والعالمية.

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان