جبل راشمور كان من المفترض أن يبدو مختلفًا كثيرًا عن ما هو عليه اليوم

جبل راشمور هو أحد أكثر المعالم شهرة في الولايات المتحدة. يقع بالقرب من كيستون بولاية داكوتا الجنوبية. يستضيف أكثر من مليوني زائر سنويًا وجميعهم ينجذبون إلى رؤوس منحوتة بطول 60 قدمًا في سفح الجبل. ما قد لا يعرفه الكثيرون هو أن الرؤساء الأربعة – توماس جيفرسون وثيودور روزفلت وجورج واشنطن وأبراهام لينكولن – كان المفترض نحتهم إلى الخصر. كانت خطط الأولية لنحتهم إلى خصرهم، لكن الظروف غير المتوقعة منعت ذلك.

الموافقة على نحت جبل راشمور

في البداية، كان جبل راشمور مشروعًا موجهًا نحو زيادة السياحة في داكوتا الجنوبية، حيث كان اقتصاد الولاية في حالة أقل من ممتاز. كان دوان روبنسون من جمعية داكوتا الجانوبية التاريخية هو الشخص الذي فكر في الفكرة، قائلًا إن النصب التذكاري سيتم نحته في سلسلة جبال بلاك هيلز.

بعد بعض المفاوضات، تمت الموافقة على المشروع بتمويل فيدرالي مخصص للمساعدة في إنتاج النصب التذكاري. نظرًا لأنها كانت تعتبر المنطقة الأكثر استقرارًا في جبال بلاك هيلز، فقد تم اتخاذ القرار بجعل جبل راشمور موقعًا لنحت الرؤساء.

مع الموافقة على المشروع، كان حان الوقت لتحديد الرؤساء الذين سيتم تخليدهم في جبل راشمور. اختار المصمم جوتزون بورجوم جورج واشنطن وأبراهام لنكولن لشعبيتهما، بينما تم اختيار توماس جيفرسون لمدى توسيعه للولايات المتحدة بعد شراء لويزيانا.

كان للرئيس آنذاك كالفن كوليدج أيضًا رأي في من سيظهر. اختار ثيودور روزفلت لإنشائه إدارة المتنزهات الوطنية. كما ضمن إدراجه وجود عدد متساوٍ من الديمقراطيين والجمهوريين الممثلين.

بدأ العمل على جبل راشمور

بدأ العمل في جبل راشمور في أكتوبر 1927، بهدف إنتاج أربعة منحوتات من الرأس إلى الخصر للرجال المختارين. تم استدعاء النحات الإيطالي لويجي ديل بيانكو ليكون بمثابة النحات الرئيسي. كما عمل 400 رجل بلا كلل لتحويل ما كان ذات يوم فكرة على الورق إلى نصب تذكاري حقيقي.

نظرًا لأنهم كانوا يعملون على جانب جبل من الجرانيت، كان على الفريق استخدام الديناميت على نطاق واسع، مع استخدامه لاقتطاع 90 بالمائة من جبل راشمور. تبع ذلك عملية تُعرف باسم “قرص العسل”، حيث يقوم العمال بحفر ثقوب قريبة معًا مما يسمح بإزالة القطع الصغيرة يدويًا.

على مدى 14 عامًا، تمت إزالة أكثر من 450.000 طن من الصخور من جبل راشمور. كلف الجهد حوالي 99 ألف دولار، حيث كسب العمال 8 دولارات في اليوم.

لسوء الحظ، نشأ عدد من المشاكل أثناء عملية نحت جبل راشمور. في البداية، تم تغيير موقع رأس توماس جيفرسون من يمين جورج واشنطن إلى اليسار، بعد أن وجد جوتزون بورجلوم أن الصخرة كانت رديئة الجودة. لحسن الحظ، لم تكن الرأس اكتملت عندما تم اتخاذ هذا القرار.

بينما كان من الصعب نحت رأس أبراهام لنكولن، بسبب لحيته، تمكن العمال من إكمالها بحلول عام 1937. لم يواجهوا مشاكل حتى وصلوا إلى ثيودور روزفلت. بحلول الوقت الذي بدأ فيه العمل على تمثال الرئيس روزفلت، كان قد بدأ بناء وسائل الراحة السياحية. أدى ذلك إلى الضغط على جبل راشمور حتى يكتمل عاجلًا وليس آجلًا. ثبت أنه من الصعب العثور على صخور مناسبة لنحت روزفلت فيها، مع ظهور مخاوف بشأن مدى عمق الجبل الذي كانوا يحفرون فيه. مع ذلك، فقد تمكنوا من إنهاء الرأس في عام 1939.

إقرأ أيضا

قصة بيسي بلونت..من مساعدة مبتوري الأطراف إلى تشخيص المرض عن طريق تحليل الخط

كان تصميم جبل راشمور في الأصل مختلفًا كثيرًا

في حين أن جبل راشمور معروف بكونه أربعة رؤوس عملاقة على سفح الجبل، لم يكن من المفترض في البداية أن يبدو بهذه الطريقة. كما ذكرنا أعلاه، أراد جوتزون بورجلوم في البداية أن تصور المنحوتات الرؤساء من الرأس إلى الخصر. لكنه لم يستطع فعل ذلك بسبب نقص التمويل.

كان المصمم يأمل أيضًا في الحصول على لوحة ضخمة تمثل إعلان الاستقلال ودستور الولايات المتحدة وشراء لويزيانا وسبع عمليات استحواذ أخرى على الأراضي، تمتد من قناة بنما إلى ألاسكا. ظل هذا أيضًا حلمًا، بسبب نقص التمويل والجرانيت الصلب بشكل غير متوقع والحرب التي تلوح في الأفق.

توفي بورجلوم في النهاية قبل انتهاء المشروع مع وفاته في عام 1939. تولى ابنه لينكولن منصب المصمم الرئيسي.