“كلمة السر الـ DDT” قصة المشروع القومي للقضاء على الذباب في مصر
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
لم تشتهر كلمة إنجليزية في شوارع مصر مثل كلمة الـ DDT وذلك منذ 73 عامًا، حيث أنها كانت المفتاح السحري للأمل الصحي في مصر زمن الكوليرا عام 1947 م، لأنها خدمت مشروع قومي سُمِّي بـ مكافحة الذباب.
ما قبل فكرة الـ DDT
مع تفشي وباء الكوليرا قررت وزارة الصحة في مصر التوسع التوعوي عبر نشر الثقافة الصحية حتى تغلغلت في جميع أنحاء القطر المصري مما كان له الأثر الطيب في استثارة الوعي الصحي الذي كان له الفضل في القضاء على وباء الكوليرا.
اقرأ أيضًا
تاريخ العزل الصحي في مصر “قصة الطور الذي جعلنا نبهر العالم من 165 عامًا”
يشير صلاح السيد عبدالعال علام أن قسم الدعاية الصحية في مصر أعد خطبة منبرية عن معنى الكوليرا وزعت على الوعاظ وأئمة المساجد الذين ساهموا في مكافحة الوباء في المساجد والمجتمعات العامة، واستمر القسم في إقامة المهرجانات والحفلات وأيضا المحاضرات واخراج الأفلام الصحية، وطبع اللوحات والصور الرمزية والنشرات ، وذلك لنشر الثقافة الصحية، وقد ساهمت بعض الهيئات في نشر الثقافة الصحية عن الكوليرا بين أفرادها والأقسام التابعة لها كالصحة المدرسية ووزارة الشئون الاجتماعية ، ووزارة الدفاع الوطني وإدارة المساجد والأوقاف وإدارة الوعظ بالأزهر الشريف .
مكافحة الذباب والنظافة العامة بـ الـ DDT
كان من أهم التدابير التي اتخذتها الحكومة المشروع القومي للقضاء على الذباب الناقل للأمراض والأوبئة، وقد اجتمعت لجنة إبادة الذباب في القاهرة عدة اجتماعات ، وقررت اتخاذ التدابير العاجلة لرش أحياء المدينة والمناطق المجاور لها بمسحوق الـ DDT لإبادة الذباب والقضاء على الأماكن التي ينبعث فيها، وذلك باستخدام الطائرات أو استخدام المضخات، وقد تم رش جميع أحياء القاهرة والأماكن المجاورة لها في الفترة من 5 أكتوبر إلى 6 نوفمبر 1947 م، وقد تم رش جميع أحياء مدينة الإسكندرية ، وأيضا بعض المناطق في مديريات المنوفية والقليوبية.
تم تصنيع الـ DDT من قِبَل العالم النمساوي أو ثمار زيدلر، حيث قام بتصنيعه عندما كان طالبا في جامعة ستراسبورغ لكنه لم يكن يعلم عن قيمة ما حضرة من مركب كيميائي إلى أن حل عام 1939 وأعاد العالم بول مولر تصنيع الـ DDT في سويسرا، وكانت المفاجأة إن اكتشف فاعليته الخطيرة كمبيد حشرى فتاك، ونجح استخدامه في مصر خلال المشروع القومي للتصدي للذباب، ثم استخدمه الهند بعد ذلك لمقاومة الملاريا.
اقرأ أيضًا
“التاريخ المنسي” تفاصيل الخطة التي كانت ستنقذ مصر من كوليرا 1947 ولم تنفذ
الـ DDT طبقًا لكتب الكيمياء هو «ثنائي كلورو ثنائي فينيل ثلاثي كلورو الإيثان»، وحاليًا فإن الكلمة صارت سيئة السمعة صحيًا، إذ أن تقرير منظمة الصحة العالمية الذي نشرته جريدة الوفد قديمًا يقول «هذا المبيد له خطورة على الصحة العامة والبيئة، ووجود آثاره التراكمية فى التربة لمدة تصل من 12 إلى 30 عاما، بجانب بقاء مركباته معقدة لا يمكن أن تتحلل أو تختفى آثارها المدمرة لصحة الإنسان والبيئة»، وقد تم حظر استخدام هذا المبيد عالميًا.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال