كم مرة يجب أن تستحم؟ المشاهير يشعلون نقاش حاد.
-
إيمان أبو أحمد
مترجمة وصحفية مصرية، عملت في أخبار النجوم وفي مجال ترجمة المقالات في عالم الكتاب ولها العديد من المقالات المترجمة، وعملت في دار الهلال ومجلة الكتاب الذهبي التابع لدار روزاليوسف. ولي كتاب مترجم صدر في معرض الكتاب 2021
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
أثار عدد من نجوم هوليود ضجة كبيرة حول عدد مرات الاستحمام الواجب عليك إجراءها، وذلك بسبب اتجاههم نحو منهج متساهل في النظافة، والذي أحدث خلافًا بين المجتمع الطبي والناس العادية.
لم يكن هناك شيء اسمه استحمام في فرنسا حتى القرن الثامن عشر، وكانت المياة النظيفة نادرة الوجود، وكان الفرنسيون يلجئون إلى استخدام الشطف فقط، وخاصة أن الصرف الصحي كان بدائيًا، والشوارع مليئة بمياة الصرف الصحي، وفي رواية “باتريك سوسكيند عام 1985 بعنوان “عطر” وصف هذه الفترة بأنها كريهة “سادت في المدن رائحة كريهة، لا يمكن تصورها”.
ولكن الفرنسيون تغلبوا على هذا بطريقتهم فغمروا أنفسهم بالكولونيا، وارتدوا قمصان من الكتان جديدة، ونظيفة، وعلى الجانب الآخر كان الرومان في القرن الأول، يستحمون لعدة ساعات في اليوم في مجموعات كبيرة (دون استخدام صابون)، وفي أجزاء كثيرة من العالم مثل في الهند لازال النهر هو المكان المثالي لتنظيف الجسم والملابس والأوعية، كتبت كاثرين آشينبورج في روايتها التاريخية عام 2008 “The Dirt on Clean”: “النظافة موجودة في ذهن الناظر، أكثر من وجودها في العين أو الأنف”.
قد يكون من الجيد أخذ هذا المنظور في الاعتبار لهؤلاء المشتركون في النقاش لهذا الشهر عبر الانترنت حول الاستحمام، فقد أجرى الممثل “Jake Gyllenhaal” لقاء حر وقال فيه أنه لا يجد أن الاستحمام ضروري وتابع: “أعتقد أيضًا أن من عدم الاستحمام أمر مفيد جدًا للحفاظ على الجلد، وأجسادنا تنظف نفسها بشكل طبيعي” وبالرغم من كل ماقال عاد وقال إنه متحير حيث ان اللوف يأتي من الطبيعة.
يبدو أن عالم عدم الاستحمام موجود بالفعل وبكثرة في هوليود، فبالنظر إلى عدد المشاهير الذين ظهروا في برنامج “Armchair Expert” للمذيع “Dax Shepard” وعبروا عن رأيهم في هذا الأمر، فقد وصف الممثلان Ashton Kutcher, Mila Kunis” منهجهما الحر في الاستحمام لهما ولصغارهما، وقال السيد Kutcher: “أن أغسل إبطاي وفرجي كل يوم، ولا شيء أخر نهائيًا” وبالنسبة للصغار قال: “إذا وجدت قذارة على أي مكان نظفه وكفى”.
هذه الآراء أشعلت تويتر، مما جعل ممثل مثل Dwayne Johnson يذهب إلى الاتجاه المعاكس ويقول إنه يستحم ثلاث مرات في اليوم، ورفض باقي المشاهير التعليق على هذا الأمر.
انقسم الأطباء حول عدد مرات الاستحمام، ولكن يلتزم الكثير بالنصح بالاستحمام كل 24 ساعة كقاعدة عامة، وقال الدكتور Corey L Hartman طبيب الأمراض الجلدية المعتمد: “نوصي المرضى بالاستحمام كل يوم”، وأوضح أنه ليس من الضروري فرك الصابون بقوة على كل جزء بالجسم يوميًا، من الجيد ترك الرغوة تتدفق على جسمك وساقيك، وأشار: “أنك لديك الكثير من الأوساخ والعرق والمخلفات البيئية التي لا تدرك أنك تحملها على بشرتك، وأنك لابد أن تتخلص منها، لأنها تشجع البكتيريا، وتشجع على النمو المفرط لها، ومن الجيد التخلص منها”.
ليس المشاهير فقط من يقاوم فكرة الاستحمام كل يوم، وعلى الرغم من أن العديد من الأمريكيين يصرون على أهمية الاستحمام اليومي واستخدام مزيلات العرق، إلا أن هذا الروتين أصبح محل شك لأسباب مختلفة منها أهمية الحفاظ على البكتريا الجيدة التي تعيش على سطح الجسم، وُصف الجلد وميكروباته الجيدة في مقال نشر في مجلة الأكاديمية الأوروبية للأمراض الجلدية والتناسلية عام 2016 أنهما درع واقي يحمي الجسم من الاعتداءات الخارجية، وعلى الرغم من أنه يتحمل الماء والصابون ، إلا أن بعض الأشخاص المصابون بالإكزيما يجدون الاستحمام بالماء والصابون أمر قاسي، ويأمل دعاة حماية البيئة في توفير الماء من خلال تخفيض عدد مرات الاستحمام( يستخدم الاستحمام حوالي 20 جالون من الماء).
عرض جيمس هامبلين وهو طبيب ومؤلف حالة تقليل الاستحمام في كتابه لعام 2020 بعنوان “النظافة: العلم الجديد للبشرة وجمال القيام بالأقل من كل شيء”. يصف فيه رحلته بعيدًا عن الصابون.
كان قبل خمس سنوات من تأليف الكتاب ترك وظيفة عالية الأجر كطبيب ليجرب نفسه في الصحافة، ووجد نفسه يريد أن “يستهلك كل شيء بشكل أقل” فقلل من استهلاك الكحول والكافيين والإنترنت الواسع النطاق والقيادة والاستحمام.
على الرغم من أن التجربة في البداية كانت في الغالب حول اختبار كفاءة الأشياء إلا إنه انتهى به الأمر إلى التشكيك في جميع مفاهيمنا المسبقة عن النظافة، وبالنسبة إلى الكتاب الذي ألفه وصفه بأنه “دعوة لاحتضان تعقيدات العالم من حولنا وعلى بشرتنا”. ومن يومها الجزء الوحيد من جسده الذي يغسله الدكتور هامبلين بالصابون بانتظام هما يديه.
أعطت العزلة القسرية لـ Covid الفرصة للعديد من الأشخاص لإجراء تجربة التحكم في عدد مرات الاستحمام. على سبيل المثال قال جيم أرنولد، كاتب يبلغ من العمر 66 عامًا في لوس أنجلوس، إنه أثناء الوباء كان يخرج أقل، ولاحظ أنه في المناخ الجاف حيث يعيش لم يكن يتعرق كثيرًا. لذلك بدأ الاستحمام مرة واحدة في الأسبوع في نوع من العودة إلى طفولته في ويسكونسن عندما كان أحد حمامات الأطفال الثمانية حدثًا أسبوعيًا.
وهكذا وكعادتهم في الغرب دائما ما يبهرونا بتجريب أشياء جديدة ومختلفة ولا يتورعون في التفكير والتجريب على أي شيء فلديهم القدرة إلى الذهاب إلى أي منطقة في التفكير، ودق أي باب مهما كان للوصول للأفضل أو الحقيقة من وجهة نظرهم.
إقرأ أيضاً
تخاف من الاستحمام؟.. لماذا نُصاب برهاب الخوف من النظافة والاغتسال؟
الكاتب
-
إيمان أبو أحمد
مترجمة وصحفية مصرية، عملت في أخبار النجوم وفي مجال ترجمة المقالات في عالم الكتاب ولها العديد من المقالات المترجمة، وعملت في دار الهلال ومجلة الكتاب الذهبي التابع لدار روزاليوسف. ولي كتاب مترجم صدر في معرض الكتاب 2021
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال