كيف تبدل حال عائلة أمين عثمان بعد اغتيال عائلها
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
تغير حال عائلة أمين عثمان رئيس جمعية الصداقة المصرية – البريطانية ووزير المالية الأسبق، بعد اغتياله في 5 يناير سنة 1946م، عقب تصريحه بأن العلاقة بين مصر والإنجليز مثل الزواج الكاثوليكي لا طلاق فيه.
عائلة أمين عثمان وتنكر أصدقاء فقيدها
بعد عام من اغتيال أمين عثمان كان محرر جريدة الأخبار في محطة مصر والتقى زوجة أمين عثمان وكان معها ابنتها عائشة وحفيدتها ماجي وقال محرر الأخبار حينها «طاف برأسي ما كان ينتظر أن يكون لماجي هذه من شأن لو أن جدها لم يمت وكيف كان الناس يتلقون نبأ مولدها وكيف يحتشدون في حفلة سبوعها، وكيف كانوا يتسابقون ويتنافسون في تقديم الهدايا وكيف وكيف ؟، ولكن أمين باشا قد مات فلم يسمع أحد بمولد حفيدته».(1)
كانت عائلة أمين عثمان متجهة إلى الإسكندرية، وتصور محرر الأخبار أنهم سيذهبون إلى ثروت زوج بنت أمين عثمان لكونه يعمل هناك، لكن المفاجأة أنه عاطل عن العمل ويعيش في القاهرة وطيلة عامٍ واحد يبحث عن عمل ولا يجد رغم أنه متعلم ويجيد اللغات.
كان ذلك الحال السيء الذي فيه زوج بنت أمين عثمان بمثابة مثير لشهية الصحفي حيث بدأ يسأل عن أصدقاء أمين عثمان وعلى رأسهم ملك القطن محمد أحمد فرغلي، فأجابت زوجة أمين عثمان: بالله لا تسألني لا عن هذا ولا عن غيره، إنه لا يعرفنا الآن، إننا نعيش بمفردنا فلا يسأل عنا أحد ولا يزورنا أحد، ونحمد الله على كل حال.
اقرأ أيضًا
“حادث 5 يناير 1946 (2-2)” المصحف ينقذ أمين عثمان من القتل مرة
كانت تلك الإجابة صادمة خاصةً وأن له محمد أحمد فرغلي له صلة قرابة بزوج بنت أمين عثمان، وهو من الأصدقاء المقربين لأمين عثمان ويظهر ذلك جليًا في مذكرات فرغلي باشا والذي برأ أمين عثمان من أي شيء حول عمالته للإنجليز.(2)
لم يتوقف الأمر عند فرغلي باشا بل رجل الأعمال عبود باشا بمشغولياته لم يسأل عن أسرة أمين عثمان، وقالت زوجته: ربما هو مشغول، وهذا هو الحاصل، وأؤكد لك أن أيامًا كثيرة تمضي دون أن يزورنا أحد أو يدق التليفون بسؤال، وهو الأمر الذي أكدته بنت أمين عثمان وقالت: لقد قابلت فلانًا وكانت عينانا متقابلتين، ولكنه لم يكلف خاطره فيوجه كلمة واحدة إليّ.
اكتفت أسرة أمين عثمان بسرد من يسأل عنهم فقالت: الذي يسأل عنَّا هو النحاس باشا وحرمه، وزوجته نشأت باشا وصاروفيم بك، وليس هناك أحد غير ذلك إلا شاب أو اثنين من صغار الموظفين ممن اشتغلوا مع الباشا.
وحول المعاش المصروف لأسرة أمين عثمان قالت زوجته: لنا معاش شهري بقيمة 50 جنيه بعد أن كنا نأخذ 32 جنيه وهو مبلغ يكفينا؛ وكان ذلك أمرًا غريبًا بالنسبة لمحرر الأخبار فقد كانت الألسنة حينها بعد اغتيال أمين عثمان تشير إلى أنه ترك ثروة تقدر بحوالي 37 ألف جنيه، مما استدعى محرر جريدة الأخبار للسؤال الذي بقي بلا إجابة وهو: أين ثروة أمين عثمان؟.
(1) محرر، قرينة أمين عثمان تتحدث، جريدة الأخبار، عدد 3 مايو 1947م، ص2.
(2) محمد أحمد فرغلي، عشت حياتي بين هؤلاء، ط/1، مطابع الأهرام التجارية، القاهرة، 1984م، ص ص117–120.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال