رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
426   مشاهدة  

كيف تحدت امرأة يابانية التقاليد لكتابة أول رواية في التاريخ “قصة جنجي”

رواية
  • ريم الشاذلي طالبة في كلية حقوق القسم الإنجليزي بجامعة عين شمس ومهتمة بحقوق المرأة والحركة النسوية المصرية والعالمية.

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



قبل ألف عام كتب أحد أعضاء النخبة النبيلة في اليابان رواية بعنوان “حكاية جنجي” وتم اعتبارها كأول رواية في التاريخ. لكن  الرائع أن كاتبة هذه الرواية كانت امرأة. موراساكي شيكيبو، المعروفة أيضًا باسم السيدة موراساكي، كانت وصيفة في البلاط الإمبراطوري. وظلت كتاباتها تدرس في اليابان لوقت طويل، ولكنها لم تترجم إلى لغة أخرى حتى أوائل القرن العشرين عندما ترجمت للإنجليزية.

كيف أصبحت رؤية السيدة موراساكي لكتابة أول رواية في العالم ملهمة للرواية اليوم أنها قصة رائعة في حد ذاتها.

أول رواية في التاريخ

بين عامي 1000 و1012، بدأت موراساكي في كتابة قصة خيالية عن أمير شاب يدعى هيكارو جنجي. وهو ابن غير شرعي للإمبراطور الحاكم ولكنه محبوب. تدور الرواية حول الحياة الرائعة التي يعيشها الأمير جنجي الخيالي وهو يبحر في سياسة الإمبراطورية أثناء فترة هييآن.

بعد ألف عام، تعتبر “قصة جنجي” حجر أساس في الأدب الياباني الكلاسيكي ومن أهم الاسهامات التاريخية في فن سرد القصص. تتجلى القصة التي يبلغ عدد كلماتها 750 ألف كلمة من خلال 54 فصل. تروي تلك الفصول تعاملات الأمير جنجي في البلاط الملكي والتي تنطوي في بعض الأحيان على خطط فاضحة وعشاق سريين. يعتقد المؤرخون أن طول القصة المذهل، تاريخ كتابتها المبكر والمنظور النفسي لها يجعل منها أول رواية في التاريخ.

تم اقتباس “قصة جنجي” في العديد من صور سرد القصص في وسائل الإعلام اليابانية بما في ذلك الأفلام الأوبرا والمانجا والأنيمي. كما تسرب تأثير القصة إلى الأدب العالمي أيضًا حيث تم ترجمتها لمختلف من لغات العالم.

قصة جنجي

باختصار، “قصة جنجي” تدور حول حياة الأمير الخيالي جيجي وذريته على مدى 70 عاما خلال فترة هييآن. تبدأ القصة بمولد الأمير الذي تحتل والدته مكانة منخفضة في البلاط الملكي. تتصاعد المؤامرات السياسية بعد أن يعلن عراف ملكي أن السلالة ستنتهي إذا تولى جيجي العرش. كوكيدن، وهو قرين غيور من الإمبراطور ومنافس لجنجي، يسبب أيضًا المشاكل. لمنع النبؤة من أن تتحقق، الإمبراطور يجرد جنجي من لقبه لكنه يسمح له بالعيش داخل القصر. حيث يصبح الأمير السابق واقع في مؤامرات البلاط الملكي.

من الصعب تحديد كيف نشأت “قصة جنجي”. لكن وفقاً للأسطورة، كتبت السيدة موراساكي الحكاية بعد أن كلفتها الإمبراطورة أكيكو بكتابة بقصة جديدة للأميرة. ويقال أن موراساكي ذهبت إلى معبد إيشياما ديرا للحصول على إلهام لقصتها. بينما كانت تنظر من نافذة المعبد، رأت موراساكي رؤية بطلها، جنجي، مستلقي على الشاطئ بعد أن جرد من لقبه. في أشد حالات الإلهام بدأت تكتب المشاهد التي أصبحت الفصلين 11 و 12 من الملحمة. من هنا بدأت موراساكي كتابة روايتها.

لا توجد طريقة لتأييد هذه ولكن يبدو أنها تتوافق مع حقيقة أن الفصول الـ 54 لا تبدو أنها قد كتبت بترتيب زمني. والواقع أن العلماء  مختلفون حول الترتيب النهائي لفصول الرواية حتى يومنا هذا.

إرث موراساكي شيكيبو

رواية السيدة موراساكي “قصة جنجي” رائعة في الأدب خاصة أنها تم كتابتها قبل ألف عام.

شرحت ميليسا ماكورميك، أستاذة الفن والثقافة اليابانية في جامعة هارفارد، “موراساكي شيكيبو كانت تكتب بأسلوب أدبي كان، في ذلك الوقت، مشوها إلى حد كبير. القصص الخيالية كانت في الدرج السفلي من مقاييس التسلسل الهرمي للنوع الأدبي”.

وقد أشاد العلماء والخبراء الأدبيون بطلاقة موراساكي البارعة بين الواقعية والرومانسية في كتابة القصة. “قصة جنجي” كانت عملًا استثنائيًا من الكتابة على عكس أي شيء كان موجودًا في ذلك الوقت. وعلاوة على ذلك ، كتبت موراساكي تلك التحفة الفنية في وقت كانت فيه المرأة غير مشجعة على إنتاج الأدب.

كما هو الحال مع العديد من الثقافات في القرون السابقة، كانت الكتابة والقراءة مخصصة للرجال النبلاء فقط. في اليابان، استخدم الرجال نظام الكتابة المزدوجة من الصينية الكلاسيكية واليابانية العامية. كانت تجري مناقشات الحكومة والنخبة إلى حد كبير باللغة الصينية، التي كانت تمنع المرأة من تعلمها. والنساء اللائي كتبن خلال هذا الوقت فعلن ذلك باليابانية، وكان ينظر إلى أعمالهن على أنها تافهة.

إقرأ أيضا
رشدي الشامي

لحسن حظ موراساكي، كان والدها حاكم مقاطعة وعلمها الكتابة باللغة الصينية. مما سمح لها بمواكبة الشؤون السياسية للبلاط الملكي. انعكس ذلك في عملها الأدبي.

على الرغم من أنها كتبت إلى حد كبير باللغة اليابانية، كانت “قصة جنجي” واحدة من أوائل الكتابات باللغة اليابانية التي تقبلها وأحبها جمهور من الذكور.

وعلى نحو ما ، فإن إنجاز موراساكي يرمز إلى كفاح الكاتبات أثناء فترة لم يُنظر فيها إلى عملهن بشكل جدي. بسبب الحرفية التي لا يمكن إنكارها في “قصة جنجي” كان لا بد من أخذ رواية موراساكي على محمل الجد.

الكاتب

  • رواية ريم الشاذلي

    ريم الشاذلي طالبة في كلية حقوق القسم الإنجليزي بجامعة عين شمس ومهتمة بحقوق المرأة والحركة النسوية المصرية والعالمية.

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
2
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان