كيف تعلم أن صحتك العقلية بخير أو أنك تُعاني من اضطراب ما؟
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
انتشرت من حولنا الاضطرابات النفسية، وتتكرر حالات الانتحار بسبب أزمات نفسية بشكل كبير، مما يسبب الشعور بالتوتر والقلق حيال صحتنا العقلية، ويبدء الشخص في سؤال نفسه، كيف لي أن أعلم أنني لا أعاني من اضطراب عقلي من الأساس؟، وهل الأمر له دلالات وإشارات تدل عليه؟، وما هي السبل لاكتشاف ذلك وعلاجه قبل فوات الأوان؟، في معظم الحالات تكون الإجابات واضحة ولا تحتاج للشك، ولكن في بعض الأحيان يكون التمييز بين الاضطرابات العقلية والمشاعر الطبيعية أمرًا صعبًا، لذا ستقوم السطور القادمة بمساعدتك قليلًا في محاولة فهم نفسك، والتعرف على بوادر تدهور الصحة العقلية.
ما الصحة العقلية؟
الصحة العقلية للإنسان هي التي تحدد كيفية تفكير الشخص في المواقف المختلفة، وكيفية تنظيمه لمشاعره وتصرفاته، وهناك أشخاص يتعرضون لاضطرابات عقلية تتسبب في إحداث تغييرات كبيرة في القدرة على التفكير والمشاعر، وتتغير الأنماط الطبيعية التي تُسيطر على التصرفات والمشاعر التلقائية مثل العلاقات الشخصية والعائلية، والتصرف في المواقف الاجتماعية المختلفة، والأداء العام في الدراسة أو العمل، وعدم القدرة على مجاراة من هم بنفس العمر، والأهم أنه لا يوجد معايير ومقاييس لتحديد وجود اضطراب من عدمه، فالتصرفات الطبيعية في مجتمع ما قد تكون مقلقة في مجتمع آخر.
العوامل التي تساعد في حدوث اضطرابات عقلية
الدليل التشخيصي الأساسي لكل الاضطرابات النفسية والعقلية هو دليل DSM “”، والذي تم نشره بواسطة الجمعية الأمريكية للأطباء النفسيين، وقد أوضح عدة محفزات للاضطرابات النفسية والعقلية بشكل عام، مثل التاريخ المرضي العقلي للعائلة، وبعض الأمراض الجسدية تؤدي لتدهور خلايا المخ مما يُحدث اضطرابات عقلية، الظروف المحيطة بالشخص، الصدمات النفسية التي يمر بها الإنسان في حياته مثل فقدانه لشخص مهم، تعرض الشخص لحادثة مؤلمة كالاغتصاب أو السرقة تحت التهديد وهكذا، الإقبال على الكحوليات والمخدرات، ميول الشخص العدوانية والتي لا يتم توجيهها في الاتجاه السليم.
علامات تدهور الصحة العقلية
- عدم القدرة على التعامل مع المشاكل والمواقف الحياتية المختلفة.
- الانسحاب من الأنشطة الاجتماعية، والتجمعات الكبيرة.
- تغيرات ملحوظة في أفكار وتصرفات الشخص.
- اضطرابات في النوم والشهية.
- شعور الشخص بالقلق المفرط والتوتر الدائم بلا داعي.
- الدخول في حالة اكتئاب، أو فترة حزن مستمرة لمدة طويلة.
- الشعور العام باللامبالاة تجاه المواقف المصيرية.
- التقلبات المزاجية الحادة والمفرطة، والميل للسلوكيات العدوانية العنيفة.
- الاتجاه للمخدرات.
- ظهور ميل واضح للانتحار والتفكير به.
في الغالب لا يشعر الأشخاص المرضى بأن لديهم اضطرابات عقلية، ويعتقدون أن الأعراض التي يعانون منها هي جزء من شخصيتهم، والبعض الآخر يعتقد أن الذهاب لطبيب الأمراض النفسية هو شيء يدعو للخجل ويجلب العار، فتزداد حالته النفسية سوءًا لعلمه بأن هناك شيء ما ليس على ما يرام ولكنه يخشى الذهاب للطبيب، ولكن ما يجب أن نعلمه جميعًا أن الاضطرابات العقلية مثلها مثل أي مرض جسدي آخر، ولابد أن يلجأ المريض للطبيب حتى يتم تشخيص حالته بشكل صحيح ودقيق، ومن ثّم يحصل على العلاج الذي يحتاجه.
إقرأ أيضاً
هي تؤثر العادات اليومية على مستقبلنا أم أنها الجينات الوراثية؟
الكاتب
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال