همتك نعدل الكفة
394   مشاهدة  

لا تكن مثل عمرو !!

عمرو


­­­­­­على بوست في جروب شيزلونج بموقع الفيس بوك حكى أحدهم مشكلته ليطلب المشورة، كانت المشكلة بإختصار أنه شاب في الثامنة والعشرين من عمره، يحب امرأة مطلقة وتكبره بإحدى عشرة عامًا، ولها ابنة في الثانية عشر من العمر، وروى كيف تعارضه أسرته وتهدده والدته أنها سوف تقاطعه ولن تدخل له بيتًا لو تزوجها.

كان ردي كما هو موضح في الإسكرين شوت :

عمرو

أثارت التعليقات فضولي، فقرأت بعض الآراء التي تنوعت ما بين تشجيع وتخويف، ولكن كان حقًا ما أثار استيائي تعليقان، أحدهما لأحد المسوخ الذي كتب قائلا :

عمرو

ولا أدري حقًا كيف يحكم الناس على امرأة من مجرد تجربة واحدة فشلت بها وكأنها أصبحت سلعة قديمة و”اترمت” كما يظن هذا الحمار؟؟!! ولا أعلم لماذا توصم دائمًا السيدات المطلقات  بأنهن معيوبات وتكن دومًا هن الجانب المخطئ وسبب فشل العلاقة؟؟!! ولماذا يُصر هذا الجِعّر الغبي على أن العيب منها وفيها وليس من طليقها وفيه ؟؟!! ولما الإساءة إليها لأنها اختارت حريتها على أن تعيش مذلولة أو مغصوبة ومكرهة على حياة وحده الله يعلم بها؟؟؟!!!

أما التعليق الآخر فكان لشخص أجهل من دابة، يطالب النساء بتطبيق شريعة الدين الإسلامي وقبول التعدد وهو أجهل خلق الله بذلك الدين الذي يؤمن به، كنت قد بلغت مبلغًا شديدًا من القرف والإشمئزاز من التعليقات ما جعلني أنفجر في عمرو صاحب هذا التعليق :

عمرو

عمرو

عمرو

ربما يظن البعض أنني انتقم لنفسي من عمرو، ولكنني في الحقيقة أثأر من كل عمرو في مجتمعنا، أقتص بمقالي هذا من كل أحمق مُدّعي التدين، فكم تُثيرني فكرة هذا الهوس الهائل في مظاهر التدين، ثم لا أجد النتائج التي يتحدثون عنها، أولئك المرضى الذين لا يعرفون الفرق بين آية وحديث يطالبون الآخرين بممارسة الشريعة في كل شئ، مسوخ يحولون الدين لمادة تظاهر شكلية ومسوّغ لكراهية الآخر، حمقى لا يخجلون من جهلهم ويتفاخرون به، بلهاء يلعنون الحُرية وبلاد الكفر منذ أن يستيقظوا حتى يناموا، وطوال ذلك الوقت يتنعمون بمنتجات وابتكارات وأدوات جاءت من تلك البلاد وكنتيجة لهذه الحرية، مشوهون ما بين غرائزهم وبين ما يدعون من تدين ظاهري، أغبياء لا يحفظون من القرآن الكريم إلا آية التعدد وفي كثير من الأحيان لا يستكملون الأية لفهم مقاصد الشريعة، تافهون يسفهون منك ويحتقرونك، وحين تتحدث معهم وتواجههم بحقيقة جهلهم بدينهم يظنون أنهم يقلبون الطاولة عليك بانتقاد مظهرك وملبسك وخُلقك.

عزيزي عمرو، ويا كل عمرو : إن الشريعة ليست بتطبيق الحدود والتعدد، فهنالك مقاصد للشريعة وقد كرم الله الإنسان واستخلفه في عمارة الأرض، وجعل من مقاصد الشريعة الإسلامية حفظًا للنفس الإنسانية، والحفاظ على مصالح الناس عامة مقدم لما يُعلَم من مقاصد الشريعة أن (لا ضرر ولا ضرار)، ففي تطبيق الحدود على سبيل المثال هنالك درء الحدود بالشبهات، وفي حد السارق لابد من بلوغ المال المسروق حدّ النصاب أو أكثر، وأن يُؤخذ المسروق من حرزه، وأن يكون غير مضطرٍّ للسّرقة بسبب الجوع، ولا بدّ في ذلك من بيّنة قبل قطع يده، وشهادة الزنا تحتاج لشهادة أربعة عدول لتحقيق الستر، أما في الدعوة للتعدد والتشجيع عليه فهذا يتنافى مع مقاصد الشريعة التي (حددت) الحالات التي (يُسمح) فيها بالتعدد ولا يشجع عليه، فالتشجيع على التعدد واعتبار ذلك نوعًا من التوعية هو تضليل للنساء وللرجال كذلك، وتدمير للأسرة التي حث الشرع على كل ما يؤدي لترابطها وليس تفكيكها وتخريب المجتمع، وكذلك فإن الإكراه والجبر لا يرفع نسبة المؤمنين، بل يزيد نسبة مُدّعي الايمان، والتدين ليس الالتزام بزي ظاهري، أو التنقيب في النوايا والمعتقدات للآخرين، إنما هو البساطة في التعايش، وهو إماطة الأذى عن الطريق، وهو التبسم في وجوه الآخرين.

رجاءً لا تكن مثل عمرو، و لا تربوا ابناءكم ليصبحوا مثله!!

إقرأ أيضاً

منع التعليقات على بث انستجرام حتى تتمكن من البث المباشر دون تشتت

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
4
أحزنني
0
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
1
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان