لماذا كان عبدالله النديم متحفظًا في الكلام عن زوجاته ؟

وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال

برز اسم عبدالله النديم كأحد أهم قادة الثورة العرابية وحاز على لقب خطيبها، وبعد هزيمتها ظل هاربًا لمدة 10 سنوات، وكان من ضمن محطاته في الهرب قرية العتوة التابعة لمركز قطور محافظة الغربية، وبقي فيها لمدة 3 سنوات في بيت العمدة الهمشري.

الطريق إلى عش الزوجية مفروش بالمتاعب

خلال سنوات عبدالله النديم في قرية العتوة بدأت متاعب الاختفاء وأثر العزلة وقلة الحركة تؤثر فى صحة عبدالله النديم، وذلك إلى جانب التفكير المتواصل فى مصيره المجهول، وكان لا بد أن تنظم حياة النديم على وضع تستقر فيه أحواله حفاظًا لصحته المتدهورة.

كان النديم فى حاحة ماسة إلى من يقوم على شئونه الخاصة في مخبأه، وإلى قلب حانٍ يعطف عليه ويخفف عنه آلام المحنة ومضايقاتها التى يعيشها طوال هذه الأيام، وبلغ من كرم أسرة الهمشرى حدًا كبيرًا فزوجوه أبنة صديقه العمدة المتوفي وزوجوا خادمه بواحة من أتباع الأسرة؛ وقيل أن خادمه تزوج بأخت زوج النديم حتى لا تفشي إحداهما سر الأخرى، ولكن في محضر التحقيق مع النديم قال بأنه تزوج من بنت العمدة، بينما خادمه تزوج من إحدى البنات المتصلين بأسرة العمدة.

كان هذا هو الزواج الثانى للنديم، ولا يعرف بالضبط متى تزوج لأول مرة ولا بمن تزوج، والنديم لم يشير إطلاقًا إلى زواجه الأول فى أيٍ من مؤلفاته التي عُثِر عليها، لكنه قال في كتاب كان ويكون عندما تكلم عن أولاده “وقد رزق واضع هذا الكتاب بمحمد وعثمان وإلياس وفاطمة وعائشة وسكينة وخديجة ثم استودع هياكلهم التراب».

ويمكن أن يقال استنادًا إلى القرائن أن النديم قد تزوج حين استقل ماديًا وعمل في فن التلغراف وأصبح له مرتب ينفق منه على الزوجة، وأنه كان متزوجا وهو يعمل بالقصر العالى فقد أشار إلى ذلك إشارة عابرة في خطابه لصديقه عبدالعزيز حافظ.

الدكتور علي الحديدي تناول تحفظ النديم على الكلام حول زوجاته فقال «لعل الذى منع النديم من الحديث فى كتاباته عن زوجاته أن المرأة في ذلك العصر كانت بحيث لا يجوز لها أن تشترك في الحياة العامة، وكان مجرد ذكر اسم الزوجة فى مجتمع عام يعتبر محرمًا وإنما يكنى عنها بالبيت والأسرة والأولاد».

إقرأ أيضا

ليه فيلم غزل البنات أعظم فيلم غنائي في تاريخ السينما المصرية

ظل النديم فى ضيافة أسرة الهمشري وتحت حمايتها ما يقرب من الأربعة أعوام ولد له فيها من زوجته الهمشرية بنته حفصة وماتت وهي طفلة ودفنت دون أن يحس بذلك أحد من أهل القرية.