همتك نعدل الكفة
2٬190   مشاهدة  

ماذا لو كان برنامج الحب والمال موجودًا في مصر؟

الحب والمال
  • كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



بكل الخبث ، وكل المكر ، كانت فكرة برنامج ربما ستنفجر مشاهداته في الدول العربية في الأيام والأسابيع القادمة ، وهو برنامج ينخر داخل النفس البشرية ، ويعمل على سبر أغوارها ، ويكشف الوجه الخفي ، والحقيقي ، الذي يعمل المرء دائمًا على إخفاؤه ، ويرفع عنك ما تخاف أن يعرفه الناس ، ويبرز ما تقوله لنفسك ، ويظهر الحقيقة التي لا لبس فيها ولا كلمتين ، فقط كما يقول تجار الوكالة : هي كلمة واقطمها .

 

هذا البرنامج هو برنامج أوروبي اسمه (الحب والمال) ، وملخصه أن تتم مسابقة بين عشيقين ، يمسك كلاهما بلورة ، والبلورة هذه رمزية للحب والارتباط والعلاقة التي تجمعهما ، ويبدأ المذيع في الحلقة ، والحلقة عبارة عن “ديل” ومساومة يقوم بها المذيع مع العشيقين ، بحيث يقوم المذيع بعرض مبالغ مالية خيالية يفوز بها الحبيب أو الحبيبة الذي يقوم بإسقاط البلورة أولًا والشرط أن عندما تُسقط البلورة سقطت العلاقة وانفصل الحبيبين بالتبعية .. وهنا الساسبنس بعينه ، من يقوم بإسقاط البلورة أولًا فقد اختار المال على العلاقة، والمادة على الروح ، والسيارة البي إم على العناق تحت المطر ، والفيلا على الونس ، والبدلة السينييه على نظرة العين الحنينة في وقت الأزمات والهمسة التي تطمأنك في عز الخطر .

YouTube player

كان السؤال الجوهري بالنسبة لنا ، ماذا لو كان هذا البرنامج الخبيث موجودًا داخل مصر ؟ ، ماذا لو إن هذا الموقف وقف فيه صديقي وصديقتي بدلًا من هؤلاء ؟ .. ماذا لو إنني وقفت أمام حبيبتي في هذا الموقف الذي يضغط الأعصاب ضغطًا حتى يكاد أن يدمرها .. المال أم الحب ، الحب أو المال ، ولا تستطيع أن تحكم على مشاعرك إلا إذا وضعت تحت هذا الضغط الكبير .. لكن .. نظن أن الوضع في مصر ربما يكون مختلفًا ، أو هذا ما اختلفت فيه أنا ومجموعة من الأصدقاء عندما قرأنا تعليقات العرب وبالأخص منهم المصريين في فيديوهات البرنامج ، وهنا كانت تعليقًا ساخرًا من إحداهن : زوجي ممكن يبيعني مقابل خمسة جنية !! .. وبعيدًا عن سخرية التعليق فقد  كانت نتيجة خلافنا أنني تبنيت نظرية أن المصري أو المصرية يمكن أن يفرقهما المال لأننا في النهاية بشر لكن ليس بهذه الطريقة المُذلة أمام الكاميرات ، لهذا سوف يتمسك أغلبهم ببلورة الحب ، وأعتقد أن تركيبة المصري تعشق الدخول في التحدي ، لذلك لن تنفع تلك الطريقة التي تقف المذيعة فيها تزايد على كرامته ، وليس بتلك النبرة التي تشعره أنه بيعه في سوق الجمعة ، وكثيرًا من الأصل والحنية المصرية يظهران في تلك المواقف ، وكثيرًا من تحمل أم العيال وأبو العيال ، وكثيرًا من تغليب العشرة على أي شئ مهما كان الثمن عملًا بمثل “ماتهونش العشرة إلا على ولاد الحرام ” .. وفي قول آخر يقول أن المصري أو المصرية تغير طبيعتهما الداخلية بشكل كبير حتى إنهم سوف يبيعان بعضهما عند أول مبلغ يطرحه المذيع .. وأنت عزيزي القارئ ، كم تساوي علاقتك من المال ؟

إقرأ أيضا
برنامج المسابقات

الكاتب

  • الحب والمال محمد فهمي سلامة

    كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
4
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان