ماكدوجال الرجل الذي وزن الروح!
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
الموت لا يعرف طريقًا للاسئذان، ويخافه الإنسان لأنه يهاب المجهول، والموت له احترامه لأننا مازلنا لا نعرف ماهية الروح رغم كل التقدم العلمي الذي وصلنا إليه.
رغم هذه الحيرة حاول أحدهم إثبات أن للروح كتلة يمكن قياسها، و تقدر ب21 جرامًا، ولم يكن الرجل من أصحاب نظريات التخاطر، بل كان طبيبًا.
“دنكان ماكدوجال” ولد عام 1866 من ولاية ماساتشوستس بالولايات المتحدة الأمريكية. قام عام 1906 بوزن ستة محتضرين، فكان يضعهم على أسرة متصلة بميزان حساس، وأخذ في تسجيل أوزانهم قبل وبعد الموت.
حسب قول ماكدوجال فقد وضع في اعتباره حساب وزن العرق والبخر، فلاحظ فقدان وزن محدد كل ساعة قبل الاحتضار، وحسب الوزن أنه ضمن أوزان العرق والتبخر.
أربعة من مرضاه كانوا من مصابي الدرن، وواحد كان يموت لسبب مجهول، فيما كان يحتضر آخر من مضاعفات مرض السكر، ومن يموت بالدرن يكون بلحظاته الأخيرة في سكون تام بلا تحرك، فقدر الطبيب على تسجيل ملاحظاته بشكل أسهل.
بترقب كان ماكدوجال يجلس بجوار رجلًا من الستة أشخاص، يسجل كل ساعة ما يفقده من عرق وبخر بميزانه الحساس، فيما حضر الموت وخطف روح الرجل، فإذا بصوت يسمعه على الميزان يسجل فقد المتوفى لوزن محدد؛ 21 جرامًا
اعتبر ماكدوجال أن الروح لها كتلة، ونشرت النيويورك تايمز بحثه كاملًا، حيث كان ينتوي استكمال أبحاثه بتصوير الروح!..وكانت جامعة بنسلفانيا بهذا الوقت تقوم بتجارب بأشعة رونتجن بهدف تصوير الروح، ولكن لم يسعفه عمره كي يستكمل تجاربه وتوفي عام 1920.
هذه التجربة غير معترف بها علميًا الآن، كما حدثت حولها مناقشات كثيرة فور صدورها، ودافع ماكدوجال باستماتة عن نظريته، وأصر على أقواله أنه تعمد وزن البخار والعرق الصادر من الإنسان قبل احتضاره، وأن الوزن الذي سجله هو بالفعل وزن الروح.
ما أثبت فشل كلامه؛ تجاربه على الكلاب قبل احتضارها، فلم تفقد الكلاب وزنًا عند الوفاة، فيما قال العلماء أن العرق الذي يصدر من الإنسان يتبخر من الجلد، بينما الكلاب لا تعرق لأنها تلهث، لذلك لم تفقد وزنًا عند احتضارها، وما سجله ماكدوجال عند احتضار الميت هو فقد وزن العرق للإنسان.
لم تثبت تجربة ماكدوجال علميًا بقياس الروح؛ لأن العينة التي قام بالتجربة عليها صغيرة جدًا ولا يعتد بها، كما أن الوزن الذي سجله ثبت بالضبط على شخص واحد.
بالتأكيد أمر غير إنساني ألا نحترم الموت ولحظات الإنسان الأخيرة بالحياة ونجعله محض تجربة، ولا نعرف أيضًا من سمح لماكدوجال القيام بتجاربه على الستة أشخاص؟..وأين كان ذويهم؟
اعتقد البعض أن ماكدوجال قام بتسميم الكلاب لمراقبتها قبل الوفاة، وإلا فكيف عرف أن العينة التي قام بالتجارب عليها في طريقها للموت؟..وهذا أمر غير إنساني أيضًا.
الكون مليء بالأشياء المذهلة خاصة فيما يتعلق بالفيزياء، ورغم ذلك لم يكتشف الإنسان بعد سر الروح، ولكن يعتقد بعض العلماء أن الروح لها علاقة بالموجات الكهرومغناطيسية التي تولدها أدمغتنا..
وهناك اعتقاد عند الإنسان أن معرفته بالميتافيزيقيا تزيده ثقلًا، واقترابًا من عالم الغيب الغامض يجعله مختلفًا، فربما أصر ماكدوجال على اعتقاده لوزن الروح لهذا السبب.
من المصادر:
كتاب “الحافة” لدكتور أحمد خالد توفيق.
موقع مجلة ديسكفر العلمية.
الكاتب
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال