ما بين مربوحة وفوزية رأفت .. الكوميديا كما يجب أن تكون
-
إيمان أبو أحمد
مترجمة وصحفية مصرية، عملت في أخبار النجوم وفي مجال ترجمة المقالات في عالم الكتاب ولها العديد من المقالات المترجمة، وعملت في دار الهلال ومجلة الكتاب الذهبي التابع لدار روزاليوسف. ولي كتاب مترجم صدر في معرض الكتاب 2021
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
عندما أذيعت الحلقة الخامسة من مسلسل الكبير، وظهرت الفنانة رحمة أحمد فرج التي تؤدي شخصية مربوحة، أحدثت “قلبان “وتحدث عنها القاصي والداني ولاقت قبول وترحاب، وحفرت لنفسها طريق ممهد تسير عليه في قلوب المتفرجين، حيث أن الجمهور كان متعطش لهذا النوع من الكوميديا غير المعتمدة على الاستظراف أوالاستخفاف ولا الأفورة، الكوميديا التي تربينا عليها والتي قدمها الأستاذ عبد المنعم مدبولي والأستاذ فؤاد المهندس.
مربوحة في حلقة ليلة الدخلة وارتداءها “الأطقم” المتنوعة على حد قولها، ذكرتني بالجميلة سناء يونس مع الأستاذ فؤاد المهندس في مسرحية هالة حبيبتي في دور “مديرة دار الأيتام غير المتزوجة” والتي تحاول أن تغري المليونير فؤاد المهندس الذي حضر إلى دار الأيتام ليختار طفلة تقضي معه ليلة عيد ميلاده.
وفي مسرحية سك على بناتك عندما قدمت دور فوزية رأفت ابنة الأستاذ الدكتور في كلية العلوم بقسم الحشرات، كبيرة اخواتها الساذجة والتي تزوجت حنفي وتحاول أن تحافظ عليه عندما تشك في أنه يعرف مرفت امين ويحبها عليها.
ففي المسرحيتين استخدمت سناء يونس الملابس التنكرية والألوان الصاخبة، ووقفت تُضحك الجمهور ووقف الأستاذ يشاهدها ويفرش لها الإفيه، وهو في منتهى الفخر والسعادة، وكان يضحك مع الجمهور ويخفي ضحكه، وكانت عيناه تلمع من السعادة بالتلميذة النجيبة، ولم يخشى من قوتها أو سرقتها الضوء منه، بل كان يترك لها المساحة، ويتوارى في أخر جزء من المسرح ليترك لها المكان لتظهر وتضوي وتبدع.
نفس ما فعله أحمد مكي مع اكتشافه صاحبة الموهبة العفوية الجامحة، فرحمة كانت تتحدث بمنتهى العفوية مما جعل الحوار يبدو كما لو كان ارتجال أو وليد اللحظة، وخرجت منها الجمل موجهه إلى القلوب، وأصبحت مرحب ودخلت القلوب على الفور، وكان هو يصمت معظم الوقت وعندما يرد كان لمجرد مساندتها ولكن المشهد كله كانت هي البطل فيه، وكان هو يترك لها الفرصة والمساحة كي تبدع وتجود، فكانت النتيجة حلقة أصبحت تريند وأعادت مكي إلى الحلبة وبقوة.
اقرأ أيضًا
الكبير أوي .. عن أحمد مكي الذي لم يخذلنا
قدمت رحمة ومكي نوع من الكوميديا ربما نسيناه، مدرسة الأساتذة الكبار فؤاد المهندس وسمير غانم، وكشفت أن السوق متعطش للكوميديانات النسائية، فلا يوجد الشخصية النسائية الكوميديانة التي تستطيع أن تحمل بطولة، وفي الحقيقة هي اكتشاف كبير ومهم في هذه الفترة أتمنى لها أن تستمر في أداءها العفوي البعيد عن الاستظراف.
وتؤكد رحمة ان المسرح منجم كنوز للمواهب، فتدريبات المسرح والوقوف على خشبة المسرح لا يستطيع عليها إلا ممثل قوي ذو موهبة كبيرة ليستطيع أن يسد ويستمر.
الكاتب
-
إيمان أبو أحمد
مترجمة وصحفية مصرية، عملت في أخبار النجوم وفي مجال ترجمة المقالات في عالم الكتاب ولها العديد من المقالات المترجمة، وعملت في دار الهلال ومجلة الكتاب الذهبي التابع لدار روزاليوسف. ولي كتاب مترجم صدر في معرض الكتاب 2021
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال