محافظات الحدود الغربية لمصر “حكاية أكبر مشروع تنموي متعدد”

لفترة طويلة جدًا بقيت محافظات الحدود الغربية لمصر خارج خريطة ما يجري من تغيرات متسارعة منذ زمن الاستعمار في القرن ال20 وكذلك في فترة مواجهات الإرهاب التي شهدتها مصر بعد عام 2013م؛ والأخيرة كان وضع محافظات الحدود الغربية لمصر أشبه ما يكون بتحويلها لقاعدة عمليات الإرهابيين في العمق المصري.

اقرأ أيضًا 
5 أُطُر حددت فلسفة تأسيس المدن الجديدة في مصر

الإسكندرية ومطروح والوادي الجديد هم محافظات الحدود الغربية لمصر، ونتيجةً للحال الأمني الذي جرى بعد عام 2013م قررت الدولة المصرية بدء أحد أكبر مشاريعها التنموية والاقتصادية في تلك المحافظات بهدف الحماية لها من الإرهاب أولاً، ثم إحياءها بمشروعات اقتصادية هامة.

موازنة تطوير محافظات الحدود الغربية لمصر

كانت مخصصات محافظات حدود مصر الغربية قبل 17 عامًا وصلت إلى 2.8 مليار جنيه، فيما ارتفع مبلغ المخصصات في العام المالي 2019م/ 2020م إلى 11.65 مليار جنيه؛ مما يعني زيادة بلغت 460% خلال 12 سنة.

أما الإنفاق الاستثماري من موازنة المحافظات فقد ارتفع ليصل في عام 2018م / 2019م إلى 721 مليون بمحافظة الإسكندرية ويزيد في موازنة العام التالي ليصل لـ829 مليون بزيادة 21 %، فيما ارتفع الإنفاق الاستثماري لمطروح إلى 854 مليون في 2019م/ 2020م بعد أن كان 829 مليون في 2018م/ 2019م؛ أما محافظات الوادي الجديد فكانت مخصصاتها 247 مليون في 2018م/2019م وارتفعت لـ279 مليون في 2019م / 2020م؛ أما الإنفاق طويل الأجل للمحافظات ال3 فقد شهد ارتفاعًا متزايدًا في حجم العمل بالمشروعات الجارية على كل محافظة.

مشروعات محافظات حدود مصر الغربية

في محافظة الإسكندرية نفذت الدولة مُنذ العام 2014م عدد 56 مشروع في 11 مجال، و42 مشروع في محافظة مطروح موزعة على 11 مجال و10 مشاريع لـ 11 مجال في محافظة الوادي الجديد.

غاية هذه المشروعات في الأصل هي تحسين حياة المواطنين من خلال توفير مياه الشرب ومد شبكات الصرف الصحي ورفع كفاءة شبكات الكهرباء، مع تخفيض التكدس المروري إلى جانب تطوير وسائل النقل البحري والبحري؛ فترسانة الإسكندرية مثلاً صارت قادرة على إنتاج أحدث السُفن الحربية بعد اتفاقات نقل التكنولوجيا التي عقدتها الحكومة المصرية مع الشركات موردة الأسلحة فائقة التقدم التي اشترتها لتطوير البحرية المصرية، بحيث يُبنى بعضًا منها داخل الترسانة لتكون بعد ذلك قادرة على البناء باستقلال.

أما محافظة مطروح والتي لها احتكاك مباشر مع ليبيا، فقد أنشئت بها أكبر قاعدة عسكرية في إفريقيا لحماية وتأمين المواطنين والمصالح الاقتصادية المُتنامية بالمُحافظة، وبداخل القاعدة جرى تطوير عدد من المشروعات الإنتاجية الزراعية، لتوفير حاجة القوات بداخلها وبعضًا من حاجات المُحافظة؛ والوادي الجديد فهي محافظة صار ينظر لها على أنها الحاضنة الأساسية لتجمعات السكان في المستقبل.

وإلى جانب تلك المشروعات، جاءت فكرة مدن المستقبل بهدف أن تكون من مدن الجيل الرابع التي تستخدم التكنولوجيا الحديثة والحلول الذكية في البنية التحتية؛ وقد تأسست عدة مدن أهمها مدينة العلمين الجديدة بتكلفة 80 مليار جنيه وبدأت في جذب عدد من الشركات العالمية للاستثمار فيها، ويتكون القطاع الساحلي بالمدينة من عدة مناطق وهي: منطقة بحيرة العلمين (حي الفنادق)، ومركز المدينة، والحى السكنى المتميز، وحي حدائق العلمين، مرسى الفنار ومركز المؤتمرات، و(منتجع خاص)، والمنطقة الترفيهية، والمركز الثقافي، والإسكان السياحي، وحي مساكن البحيرة، ومنطقة أرض المعارض. كما ينفذ بمدينة العلمين الجديدة محطة تحلية مياه بطاقة 150 ألف متر 3 يوميًا تعمل بالطاقة الشمسية.

وينضم إلى مدينة العلمين الجديدة، تأسيس مدينة الإسكندرية الجديدة على الامتداد الصحراوي الغربي لبحيرة مريوط، على بعد 6كم من وسط الإسكندرية، وترتبط بالطريق الصحراوي والطريق الزراعي. وتمتد المدينة من كارفور الإسكندرية إلى كارفور مدينة برج العرب، وهذا الموقع يتميز بوجود أرض النزهة بمركزه، حيث يتم تحويل 60 مليون متر مربع تقريبًا من العشوائيات لتصبح مناطق راقية ومتحضرة

إقرأ أيضا

إلى ريما…هل الدين هو المشكلة؟

وتتمتع المنطقة أيضًا بتوافر المياه بها سواء مياه جوفية بجانب قربها من البحر ووجود بحيرة في منتصفها بحيث تساعد على سرعة تنميتها في حال رغبة الدولة في إنشاء محطات تحلية مياه بها، توفيرًا لنفقات نقل المياه أو خلافه.

وتتكون المدينة من ثلاثة مواقع أولها المنطقة الكائنة خلف المركز التجاري “كارفور” والتي يطلق عليها منطقة الـ 500 فدان، والتي تصل مساحتها إلى 420 فدانًا بعدما تم تخصيص 80 فدانًا لبناء مستشفى الشرطة، هذا بالإضافة إلى المنطقة الثانية والتي تقع في حوض الـ 1000 فدان ومثلث الـ 300 فدان، لتصل مساحتها الإجمالية إلى 1300 فدان، فيما تقع المنطقة الثالثة على محور التعمير غرب الإسكندرية بين المنطقة السكنية “العروبة” ومشروع أليكس ويست المطل على بحيرة مريوط، والتي تبلغ مساحتها نحو 2600 فدان.

ولكون محافظات حدود مصر الغربية صارت منطقة جاذبة، بات العمل على مصادر طاقة متجددة أمرًا ملحًا، فبدأت الدولة بمشروعات التحول نحو الطاقة الجديدة والمُتجددة فكان مثلاً مدينة الضبعة بمرسى مطروح مقرًا لمحطة الضبعة النووية، وكذلك عمل مشروعات لتوليد الطاقة الشمسية واحة سيوة، إلى جانب تنفيذ مشروعات زراعية مثل مشروع الصوب الزراعية في مطروح ومشروع المليون ونصف مليون فدان في الوادي الجديد.