همتك نعدل الكفة
1٬226   مشاهدة  

“مدينة صان الحجر” قصة مدينة مصرية لها قيمة أثرية منسية

مدينة صان الحجر
  • باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



قامت مدينة صان الحجر على أنقاض مدينة قديمة سماها الإغريق تانيس، وهي حاليًا قرية تقع شمال شرقي مدينة فاقوس في محافظة الشرقية.

مدينة صان الحجر في عصورها القديمة

حفريات تانيس سنة 1878م
حفريات تانيس سنة 1878م

ظلت مدينة صان الحجر طوال العصر اليوناني الروماني عاصمة لإحدى مدیریات شرق الدلتا، وكانت تقع على الطريق البري الرئيسي الذي يخترق الدلتا من الشرق إلى الغرب.[1]

خريطة تانيس
خريطة تانيس

عندما استبدل نظام المديريات بنظام البلديات في العصر البيزنطي كانت تانيس إحدى بلديات شرق الدلتا وصارت مركزًا دينيًا كبيرًا في عهدي الوثنية والمسيحية، ولعل الزلزال الذي وقع في شرق الدلتا في 21 يوليو سنة 365م هو الذي دمر تانيس بمعابدها الضخمة ومسلاتها العظيمة، وانتقل مركز الأبرشية بعد هذا الزلزال إلى قرية بالقرب من فرع النيل وبالرغم من انتقال مركز الأبرشية إلى تنيس ظلت تعرف باسم أبرشية تانيس.

أطلال تانيس
أطلال تانيس

تانيس القديمة (صان الحجر الآن) يبلغ عمرها أكثر من 3000سنة، نصفها يختفي الآن تحت الأتربة والطين، ونصفها الآخر يتمثل في مجموعة هائلة من التماثيل والتوابيت الرخامية ومسلات الجرانيت الوردي ومعابد الإله آمون مع بحيرة مقدسة ومنازل للكهنة والعمال والحرس.

ترتبط صان الحجر تاريخيًا باسم مدينتين ما زالتا موضع النقاش بين علماء الدراسات المصرية وهما مدينتا “أواريس” التي كانت عاصمة ومقر الملوك الهكسوس والأخرى مدينة “بي – رمسيس” المقر الملكي لفرعون مصر رمسيس الثاني في الدلتا، ويكاد يجمع علماء الآثار أن “بي – رمسيس” كانت في نفس المكان المعروف الآن باسم قنتير بمركز فاقوس ويجمع هؤلاء العلماء أيضا على أن قنتير تقع في نفس مكان عاصمة الهكسوس القديمة.

القيمة الأثرية لمدينة صان الحجر

أطلال مدخل معبد آمون في تانيس
أطلال مدخل معبد آمون في تانيس

ولكون مدينة صان الحجر على مشارف الحدود بين الدلتا وسيناء، وتضم مقتنيات أثرية فريدة لا تنافسها فيها إلا الأقصر عاشت صان الحجر سنين طويلة في طي النسيان والإهمال ولقد قام عالم الآثار الفرنسي جان بويوت ومعه بعثة شباب الأثريين الفرنسيين بمعهد آثار جامعة باريس باستكمال الحفائر التي بدأها العالم الفرنسي الشهير بير مونتيه.

مساحة من الأنقاض من المباني المدمرة في تانيس.
مساحة من الأنقاض من المباني المدمرة في تانيس.

وإذا كانت مدينة الأقصر في جنوب الوادي هي أهم مناطق من الأرض مصر الأثرية وأكثرها ثراءًا، فإن صان الحجر هي الكنز الشمالي لأعرق آثار مصر الفرعونية، وأصاب المدينة خراب لا يمكن تصوره فتحطمت معابد الآلهة ذات القوائم الشامخة من الجرانيت الوردي، وتبعثرت أجزاؤها فوق مساحة تزيد على 480 فدانًا.[2]

جزء من مسلة قربان الملك رمسيس الثاني ، صان الحجر
جزء من مسلة قربان الملك رمسيس الثاني ، صان الحجر

عاش النبي موسى عليه السلام في صان الحجر بعد أن تم التقاطه من ماء ترعة السماعنة أو بحر موسى، وعرفت صان الحجر باسم جعـن وكانت عاصمة المقاطعة 14 من مقاطعات الوجه البحري ووردت صان الحجر في التوراة باسم صوعن وأصبحت صان عاصمة لمصر كلها في عهد الأسرة 21.

إقرأ أيضا
تاريخ التعليم في الأزهر
بيير مونتيه
بيير مونتيه

تمكن عالم المصريات الفرنسي مونتيه أن يكتشف في صان الحجر مجموعة من المقابر المشيدة بالحجر الجرانيتي كانت مدفونة تحت الأرض، منها الملك بسوسنس الأول ومقبرة الملك شيشنق، ولقد وجد فوق جثة الملك بسوسنس عدد كبير من القلائد الذهبية والأساور والصدريات والخواتم وقناعًا ذهبيًا وغطاءًا فضيًا لتغطية الجثة والنعال من الذهب الخالص وبعض العصي المكسوة بالذهب بالإضافة إلى عدد من الدروع والأقواس والسهام، وقد عثر في صان الحجر تانيس على آثار هامة معروضة الآن بالمتحف المصري أهمها لوحة الـ 400 عام، وهي الأثر الفرعوني الوحيد الذي ذكر تاريخًا أفادنا في تحديد وقت غزو الهكسوس.


[1] حسين محمد ربيع حسين، أسباب الدفن في المعبد في عصر الانتقال الثالث والعسر المتأخر، دراسات في آثار الوطن العربي، ص ص1-20.
[2] حسن الرزاز، طرق مصر المقدسة، ط/1، مكتبة الأسرة، 1997م، ص22.

الكاتب

  • مدينة صان الحجر وسيم عفيفي

    باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (1)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان