همتك نعدل الكفة
549   مشاهدة  

ما ظلمه فيلم اليوم السادس (1-2) مستشفيات العزل في مصر زمن الكوليرا

مستشفيات العزل في مصر
  • باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



ربط كثيرون عبر موقع يوتيوب بأحداث فيلم اليوم السادس إنتاج 1986 م الذي يناقش حال مستشفيات العزل في مصر زمن الكوليرا ومدى تأثير الوباء مجتمعيًا، وبين مصر زمن الكورونا، وخضع الفيلم طيلة الفترة الأخيرة لسلسلة من القراءات النقدية من حيثيات فنية وإخراجية.

اقرأ أيضًا 
ما ظلمه فيلم اليوم السادس (2-2) المشروع القومي للتطعيم في مصر

لا يصنف فيلم اليوم السادس للمخرج يوسف شاهين على أنه عمل تاريخي، لكنه أخذ أحداثه من وقائع تاريخية متعلقة بوباء الكوليرا عام 1947 م، وبالتالي فإن موقع الميزان سيناقش الفيلم من هذه الزاوية ليجيب على سؤالين «هل كانت مصر في كوليرا 47 قاتمة لهذا الحد الذي أظهره الفيلم»؛ «هل هناك أشياء تاريخية ظُلِمَت في الذِكْر ؟»

الوضع الحقيقي لـ مستشفيات العزل في مصر زمن الكوليرا

أفيش فيلم اليوم السادس
أفيش فيلم اليوم السادس

يؤكد الدكتور صلاح السيد عبدالعال علام على أنه من أهم التدابير والإجراءات الخاصة التي اتبعتها الحكومة لمواجهة ومكافحة وباء الكوليرا إنشاء المعازل ومراقبة المخالطين والتطعيم العام على مستوى البلاد والخاص بالمناطق الموبوءة.

اقرأ أيضًا 
“القرين” حكاية قرية تحولت إلى بؤرة موت 10 آلاف مصري في 12 أسبوع

بعد ظهور الوباء في بلدة القرين شكلت لجنة لعزل العمال الغرباء والذين يرغبون في العودة إلى بلادهم في معسكر خاص يتعهد فحصهم طبيا وتسهيل السفر للأصحاء منهم إلى بلادهم ، وقد اختارت اللجنة موققا مناسبا للمعسكر المقترح وهو سوق بلدة القرين.

اقرأ أيضًا 
“تاريخ الكوليرا في مصر” إحصاء المواقع غير صحيح وهذه حكاية كل وباء

اشتركت في مراقبة هذا المعسكر والإشراف عليه كل من «وزارة الشئون الاجتماعية، ووزارة الصحة، ووزارة الدفاع الوطني، ووزارة الداخلية» على أن تعمل كل وزارة في التخصص المناسب لها، فمثلا وزارة الدفاع تقوم بحراسة المعسكر ليلاً ونهارًا، ووزارة الداخلية تقوم بالمحافظة على الأمن الداخلي بالمعسكر، ووزارة الصحة تقوم بمراقبة المعسكر من الناحية الصحية، ووزارة الشئون الاجتماعية تقوم بتغذية العمال داخل المعسكر بوجبات من الطعام، وقد تم الموافقة على إنشاء المعسكر في يوم 6 أكتوبر 1947 م.

العمال داخل مستشفيات العزل في مصر زمن الكوليرا

أطباء العزل الصحي
أطباء العزل الصحي

جانب آخر لم يأخذ الاهتمام من فيلم اليوم السادس وهو وضع العمال داخل مستشفيات العزل الصحي في مصر زمن الكوليرا حيث وافق وكيل وزارة الصحة على أن يخصم بالمصروفات الخاصة بموضوع العمال المعزولين في القرين من اعتماد مكافحة الكوليرا لسنة 1947 م، وقد كانت وزارة الشئون الاجتماعية تقوم بتوزيع الإعانات على هؤلاء العمال ، واتضح من بحث حالات هؤلاء العمال وأسرهم أن عددهم بلغ حوالي 3000 فرد، واعتمدت وزارة الصحة والداخلية مبلغ 1000 جنيه من اعتماد الكوليرا لصرف إعانات مالية لهم قدرت بواقع عشرة قروش يوميا لكل أسرة ، وعند ترحيل هؤلاء العمال المعزولين وعائلاتهم من بلدة القرين إلى بلادهم قامت وزارة الشئون الاجتماعية بصرف مبلغ 374 جنيها و899 مليمًا كإعانات لهم.

اقرأ أيضًا 
تاريخ العزل الصحي في مصر “قصة الطور الذي جعلنا نبهر العالم من 165 عامًا”

وجاءت تلك الميزانية بعد أن قامت الوزارة بتقسيم هؤلاء العمال إلى ثلاث مجموعات، المجموعة الأولى حصلت على إعانة 50 % الأجر الشهري والثانية حصلت على 35 % من الأجر الشهري، والثالثة حصلت على 20 % من الأجر الشهري.

توزيع مستشفيات العزل الصحي في مصر زمن الكوليرا

إقرأ أيضا
عبداللطيف حمزة - جمال بدوي - أحمد بهاء الدين
العمليات الوقائية للكوليرا
العمليات الوقائية للكوليرا

انتشرت المعازل في جميع المناطق الموبوءة حتى بلغ عدد هذه المعازل حوالي 156 وقد تقرر جعل بعض الأماكن والمستشفيات معازل في حالة الحاجة إليها مثل المستشفيات المركزية ووحدات الانكلستوما والمجموعات الصحية ووحدات الرمد التي بها أسرة، كما تقرير تحويل مدرسة أولية خارج القرية إلى معزل في حالة الاحتياج إليها، وذلك على إثر قرار اللجنة العليا للمكافحة بزيادة عدد المعازل في جميع المناطق الموبوءة.

اقرأ أيضًا 
“التاريخ المنسي” تفاصيل الخطة التي كانت ستنقذ مصر من كوليرا 1947 ولم تنفذ

من أهم المديريات التي انتشرت بها المعازل بصفة ملحوظة بناء على توجيهات الحكومة بزيادة عدد المعازل كانت الغربية حيث كان فيها 24 معزل، والدقهلية بـ 20 معزل، والبحيرة بـ 12 معزل والشرقية بـ 11 معزل.

حالة المصابين بالكوليرا في مستشفيات العزل الصحي

المصابين بالكوليرا سنة 1947 م
المصابين بالكوليرا سنة 1947 م

من أهم المعازل التي أنشئت في تلك الفترة هو معزل الدخيلة للرجال ومعزل مدرسة معلمات الورديان للسيدات ومستشفى الحميات بالإسكندرية، وتوثق جريدة الأهرام في أعداد شهر أكتوبر من عام 1947 م حالة المصابين بالكوليرا، ففي مستشفى الحميات تم إعداد الجزء الأكبر منها لعزل الإصابات المشتبه فيها وكذلك المخالطين لهم، وقد بلغ عدد الإصابات المشتبه فيها حوالي 80 إصابة، وعدد المخالطين المعزولين تحت الملاحظة حوالي 152 شخصًا في أوائل أكتوبر عام 1947 م، وتقرر أيضا اتخاذ معزل الدخيلة منطقة خاصة لعزل المصابين المشتبه فيهم والمخالطين الرجال والمراكبية والمساجين، وقد بلغ عدد الحالات المشتبه فيها حتى أوائل نوفمبر 1947م، حوالي 204 حالة منها 101 حالة إيجابية ، أما الذين عزلوا من المخالطين فبلغ عددهم 2019 حالة، وقد ظهرت أعراض المرض على 23 شخصا منهم بالمعازل كما ظهر عدد 16 شخصًا منهم حاملين للميكروب، وقد عزل الجميع بمستشفي الحميات وقد تم إخلاء معزل الدخيلة في يوم 11 ديسمبر من العام 1947 بعد أن تمت مدة مراقبة المخالطين من المساجين والبحارة الذين كانوا يأتون إلى منطقة حجر النواتية إحدى مناطق حي شرق.

الكاتب

  • مستشفيات العزل في مصر وسيم عفيفي

    باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان