مسجد محمد بك أبو الدهب .. أثر خائن ميزه الأزهر واشتهر به مسلسل ونوس
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
حين بدأ عرض مسلسل ونوس ظهرت مسجد محمد بك أبو الدهب حين التفتت الأنظار إلى شخصية الممثل علاء زينهم بمسلسل ونوس أنظار الكثيرين خاصة بعدما اكتشف حقيقة صراع ياقوت مع الشيطان.
شخصية الدرويش “القصبي” والتي واجهت في الحلقة الخامسة عشر من المسلسل “ونوس” الشيطان وهو في طور المشايخ الأولياء، ليكون مشاهد علاء زينهم ويحيى الفخراني فيما بعد من أقوى المشاهد التي جمعتهما ببعضهما منذ مسلسل أوبرا عايدة حيث جسد الفخراني شخصية “سيد أوبرا” بينما جسد علاء زينهم شخصية “الفيل” .
كان لافتاً منذ البداية المكان الذي توجه له ياقوت – نبيل الحلفاوي – وبداية طريقه لدراويش الحسين مع القصبي، كان المكان به أجواءاً روحانية عالية واعتقد المشاهدين أنه ديكور بمسجد أثري مشهور ، لكن الحقيقة أن المكان هو مسجد من المساجد التي شهدت إهمالاً شديد الفجاجة ، ولم يلتفت له أحد إلا مسلسل ونوس.
مسجد محمد بك أبو الدهب .. قصة أثر
مسجد محمد بك أبو الدهب أحد الذين سيطروا على زمام الأمور في مصر في النصف الثاني من القرن الثامن عشر الميلادي، وشهرة محمد بك الدهب تأتي من أنه أحد الحكام المماليك المشهورين بالخيانة الذين وصلوا للحكم بالخيانة وتركوه أيضا بالخيانة، حيث أصبح أبو الدهب هو الساعد الأيمن لعلي بك الكبير – الحاكم المملوكي صاحب أول حركة استقلالية عن الحكم العثماني بمصر.
كانت نهاية علي بك الكبير بخيانة أبو الدهب عن طريق حليفه ظاهر العمر، وكانت نهاية أبو الدهب أيضاً بالخيانة عن طريق ظاهر العمر، وكانت نهاية ظاهر العمر تحت عين إبراهيم بك ومراد بك – تلاميذ أبو الدهب في التبعية والخيانة – واللذين يعتبران أشهر الحكام الخونة لمصر ، بمعنى أدق منظومة من الخيانة والتآمر.
يذكر كتاب آثار القاهرة أن مسجد أبو الدهب تأسس سنة 1774 ميلادية على يد محمد بك أبو الذهب من أجل أن يكون مدرسة تساهم في استيعاب الأعداد المتزايدة من الطلاب الوافدين على الأزهر، ويعد رابع المساجد التي شيدت في العصر العثماني “مسجد سارية الجبل بالقلعة – مسجد سنان باشا ببولاق – مسجد الملكة صفية بالدواودية”.
اقرأ أيضًا
“صور ووثائق” لماذا لم يحذف الأزهر اسم حسني مبارك من 2011 حتى الآن
يتكون المسجد من مستطيل مساحته 24 × 33 وهو من المساجد المعلقة وهي نوع من المساجد يكون مرتفعا عن سطح الشارع والمسجد عبارة عن قبة يحيط بها ثلاث أروقة مسقوفة بقباب أخرى أصغر من القبة الرئيسية وتلك القباب محمولة على أعمدة رخامية ونجد المحراب في جنوب شرق المسجد أسفل القبة الرئيسية وقد تم تكسيته بالرخام بينما منبر الجامع مطعم بالصدف وقد فتحت في رقبة القبة عدة نوافذ مغطاة بشبابيك من الجص والزجاج الملون والتي تعمل على أضائة صحن الجامع بأضائة ملونة من خلال أنعكاس أشعة الشمس عليها وقد تم زخرفت باطن القبة بنقوش مذهبة.
وللجامع مدخلان أحداهما في الجهة الشرقية مواجها للجامع الأزهر والمدخل الثاني في الجهة الشمالية يطل على ميدان الأزهر، ويتميز جامع محمد بك أبو الذهب بمئذنته الفريدة والتي تقع بنهاية الطرقة الجنوبية وهي عبارة عن مئذنة مكونة من ثلالث طوابق تنتهي بخمسة رؤؤس وهي شديدة الشبه بمئذنة جامع قانصوه الغوري.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال