مسلسل قصص الأنبياء بالصلصال للأطفال في رمضان “كيف أبدعته زينب زمزم؟”
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
الأحد 1 رمضان 1419هـ / 20 ديسمبر 1998م نجحت القناة الثانية في جذب جزء كبير من البراعم عن طريق مسلسل قصص الأنبياء بالصلصال للأطفال والذي كان يبث في تمام الساعة الرابعة عصرًا.
اقرأ أيضًا
“بوجي وطمطم كبش فداء عالم سمسم” عن صراع رمضان الأمريكاني والمصري في ماسبيرو
ساهم مسلسل قصص الأنبياء بالصلصال في تعريف الأطفال على قصص الأنبياء والتي كانوا سيدرسونها في مادة الدين بالمرحلة الابتدائية التعليمية.
مسلسل قصص الأنبياء بالصلصال للأطفال .. كيف ظهر ؟
كانت فكرة قصص الأنبياء بالصلصال جديدة للغاية، فالمعتاد في أعمال الأطفال إما العرائس أو الكارتون لكن الصلصال كان فكرةً جديدة في الأعمال التي تقدم للأطفال في شهر رمضان.
كانت زينب زمزم هي صاحبة الفكرة وقد جاءتها بعد أن كانت تكتب بحثًا لتحليل برامج الأطفال في التلفزيون ولاحظت أن البرامج الدينية الخاصة للأطفال قليلة ومظلومة، فقررت أن تقدم عملاً مختلفًا عن المسلسلات الدينية الموجودة التي لا تجذب الطفل بسبب أصوات الممثلين العالية والملابس المبهرجة، فكانت فكرة قصص الأنبياء بالصلصال.
وقد تم تنفيذ العمل عن طريق ورشة عمل طين الصلصال والرسوم المتحركة، وكان العمل على الحلقة الواحدة يستغرق الثلاثة أشهر، لذا أعدت زينب زمزم 9 حلقات قبل حلول شهر رمضان 1419 هجريًا / ديسمبر 1998م – يناير 1999م؛ وجاءت موافقة الأزهر على الحلقات التسعة بعد مراجعة السيناريو ومشاهدة العمل ومراجعة الآيات القرآنية وسماع أداء الممثلين والذين أبدوا إعجابهم بالعمل وطالبوا باستمرار مثل هذه الأعمال على مدار العام حتى يعرف الطفل دينه إذ كان المسلسل مليء بالآداب العامة والعبادة وتعاليم الدين الصحيح.
رغم جمال الفكرة وتميزها لكن الاعتماد على الصلصال كان هو الأمر الذي لفت انتباه الكثيرين، خاصةً وأن زينب زمزم في الأساس متخصصة في الرسوم المتحركة، وعن اعتمادها على الصلصال قالت في حوارها مع جريدة الوفد عدد 17 يناير 1999 «مادة طين الصلصال قديمة ويتم استعمالها في أعمال كثيرة، واعتمدت عليها لكي أؤكد أن مصر مليئة بالمبدعين الذين يقدمون الجديد للأطفال ولكي أقضي على الأفلام الأجنبية ثقيلة الظل، ورغم مرونته إلا أنه سريع الكسر ولهذا نحتاج إلى فنان متمكن وحساس وخفيف الظل ودارس تشريح حتى يحافظ على نسب الشخصيات في تحريكها».[1]
النجاح الكبير الذي حققه العمل جعل المخرجة زينب زمزم تقوم بتكرار التجربة في سلاسل دينية كاملة من 1999م حتى سنة 2001م وهي «المبشرون والمبشرات بالجنة، قصص القرآن (من جزئين)، السيرة النبوية، أسماء الله الحسنى (من جزئين)، أسباب نزول الآيات (من جزئين)، سلوكيات في آيات (من جزئين)».[2]
تلك الأعمال جعلت الدكتورة زينب زمزم لها السبق في تقدم فن تحريك الصلصال وخيوط الصوف وحبوب العلافة والشخصيات الورقية والخشبية لأول مرة فى الشرق الأوسط، ونالت على أكثر من 75 جائزة دولية ومحلية والعديد من شهادات التقدير، وتم تكريمها بعدة مهرجانات دولية بدول العالم المختلفة.
[1] محرر، طين الصلصال يحكي للأطفال قصص الأنبياء، جريدة الوفد، عدد 17 يناير 1999م.
[2] محرر، “صائدة الجوائز” الدكتورة زينب زمزم، موقع ملتقى القاهرة الدولي للرسوم المتحركة – الدورة الرابعة عشر.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال