همتك نعدل الكفة
396   مشاهدة  

مشقتش بيهم .. مصر التي ليست على الفيس بوك

مشقتش بيهم
  • كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



في لقطة شديدة الخصوصية .. كانت إحدى السيدات الكادحات في لقاء مع مذيع الشارع أحمد رأفت ، عندها ربحت في ثواني بضع آلاف من الجنيهات بعد مسابقة مفتعلة من المذيع لسببية الفوز للسيدة ..وعندها سألته السيدة “هل هذه الفلوس حلال” ؟ فرد : “مش هتكون حلال ليه”؟ .. فردت بتلقائية : ماشقتش بيهم ! ، أكاد أجزم أن الملايين من المصريات الحاملات لهموم منازلهن ، سيكون هذا الرد التلقائي الموّحد لهم حينما يتكرر هذا الموقف لو مع ملايين منهن .. انفجر الفيس بوك بعدها إشادةً بذلك الموقف البسيطة الذي يعبّر عن مكنون شخصية السيدة المصرية التي لا تجاهر بالحلال .. قيمة أساسية داخل الجين المصري .. لكن هنا نحاول أن نفسّر لماذا كل تلك الضجة حول ما حدث ..

 

كان انفجارًا من الفيس بوك مثيرًا لكثيرين لأصحاب تلك الثقافة الفيسبوكية .. أصبح الواحد زائد واحد على فيس بوك لم يساوي اثنين .. الكائنات الفيسبوكية كان لها يدًا في ترسيخ مفاهيم جديدة من ضمنها أن “الشقا” شيئًا جديدًا أو نادرًا على المصريين .. أو أن الفئة الأكبر من المصريين ساقتهم “الفهلوة” ، أو أن الفئة التي ترتدي ثياب الكفاح قد انقرضت من الحياة ! .. هكذا وضع الفيسبوك قواعد جديدة للحياة التي يجب أن يحياها الناس .. الفهلوة ، والصياعة ،هما قطبين الذين يجب أن نسير عليهما ..

 

البطالة المقنعة ، والسلبية ، والطاقة السلبية،  الذي أصبحت مهنة البلوجر الجديدة ، والسخرية من أيًا من المكافحين وتصدير أن الصورة السائدة للمصريين سلبية وسوداء ، وأن لا مصري قادر على إعفاء نفسه من الحرام نظرًا لظروفة .. ومحاولة تفريغ الشخصية المصرية من مضمونها المكافحح ، وحقن المكافحين بطريقة أو بأخرى بأن ما تفعلوه ليس له قيمة .. وأن نظرية الكفاح نفسها لم تعد تثمن ولا تغني من جوع ، ولم تعد تلك الطريقة العادية في الحياة نافعة .. ولا صوت يعلو فوق صوت الفشل ، صوت الشحاتة ـ،والشحتفة ،والشكوى ، وقلة القيمىة .. كان وحيد حامد يقول : الفقر ليست أزمة المصريين الجديدة، الأزمة الحقيقية هي الانهزامية والاعتراف بالفقر .. وهذه ليست أزمة هذه السيدة 

 

إقرأ أيضا
صورة حافظ الأسد وبشار في السجون السورية

كانت كلمة السيدة “ماشقتش بيهم ” مطرقة على رأس من يحاول ترويج السلبية ، وإعطاء صورة مغالطة عن شخصية المصري صاحب اللقمة الحلال ، تلك الكلمة التي أصبحت تثير السخرية أكثر ما يثير الإشادة .. كما إن هناك محاولات خبيثة لترويج اللقطة ممزوجة بموسيقى حزينة على إن السيدة المكافحة المكبوتة تختار ذلك الاختيار المأفون حزنًا وانكسارًا … مع إن تلك السيدة لن تجد أكثر منها مرحًا إذا جلست في كنفها .. هذه مصر التي لم تنقلها مواقع السوشيال ميديا كما هي ، وإذا نقلها كما هي يحاول أن يثير تعاطفك ، وكأننا متسولين نسير في الشوارع فاتحين إيدينا لكل من هب ودب .. تلك السيدة هي مصر على حقيقتها .. مصر المكافحة .. مصر الحلال .. مصر المرحة .. مصر التي ليست على فيس بوك ! 

الكاتب

  • مشقتش بيهم محمد فهمي سلامة

    كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
6
أحزنني
0
أعجبني
3
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
3


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (4)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان