من هو الرجل الديوث؟

 أصبحت ” الديوث “ من الكلمات المترددة بمواقع التواصل الاجتماعي، ولا نراها سوى ضمن سياق لا علاقة له باالأخلاق. تصادفك الكلمة وسط مشاجرة إلكترونية، أو تعليق يلحقه السباب واللعن.

منذ أيام انقلبت مواقع السوشيال ميديا بسبب ما نشره شريف منير على حسابه بانستجرام، وقد تعرض لهجوم غير مبرر على نشره لصور بناته، وانهالت عليه تعليقات تتسم بالتحرش اللفظي والسباب ونعته بالديوث، فما كان منه سوى أن حذف الصورة بناءًا على طلب زوجته تجنبًا للمشاكل.

تراجع شريف منير وقرر أن يضع الصورة مرة أخرى حتى لا يتحكم في تصرفاته البعض، وأعلن أنه سيلاحق قانونا كل من يتطاول عليه وعلى عائلته ، و لست هنا كي أناقش حرية المرء في نشر صور عائلته، فهذا أمر مفروغ منه، ولكنني توقفت عند تكرار كلمة “ديوث”  بمعظم التعليقات حول صور الفيتات.

معنى كلمة ديوث

كلمة ” الديوث  “ بقاموس المعاني تعني القواد، والقواد هو الذي يبيع أهل بيته لممارسة الزنا مقابل المال، وأنا لا أفهم  ما الذي يدفع البعض لوصف الناس واتهامهم بصفة مشينة كهذه الصفة؟!..

إذا بحثت عن كلمة ديوث بالانترنت وقرأت الأسئلة  حول هذه الكلمة بمواقع الفتوى ستجد ما لا يصدقه بشر، وهذه بعض من الأسئلة المتداولة: هل لو تركت زوجتي تستمتع إلى الأغاني وتشاهد التلفاز أصبحت ديوثًا؟..أختي تتحدث مع شباب بحدود الأدب عبر الانترنت، هل لو تركتها تتحدث إليهم أصبحت ديوثًا؟!

هذه الأسئلة تؤكد هناك من يحاول التحكم بالنساء  وكتم أنفاسهن بكل حركة حتى  عند مشاهدة التلفاز والاستماع للأغاني، بل أنني عايشت من كان يقرر لزوجته ما تشاهده مما يعرض بالقنوات الفضائية ويحرم عليها مشاهدة مباريات كرة القدم على سبيل المثال، وأعمال لفنانين بعينهم.

وبحسب موقع ابن باز وأكثر من موقع للفتوى فكلمة الديوث  تعني  القواد كما ذكرت، ورغم ذلك فالناس يستخدمونها بشكل فج يجعلهم يقعوا في فخ الخوض في أعراض الغير وهو من الكبائر بالدين الذين يتحدثون باسمه، أو يحاولون استخدام الكلمة للتحكم في تصرفات الفتيات وإقناعهن بأن مفتاح الجنة والنار لأهلهم من الرجال مرهونًا بأفعالهن!

هناك تعليق  كُتب حول صورة بنات شريف منير يقول صاحبه أن المشاهير أحرار في نشر صور بناتهم، والناس أحرار في رأيهم أيضًا على هذه الصور، ولكن لم يعلمه أحد أن الإنسان حر إن لم يضر، والرأي الذي يتضمن الخوض بأعراض الناس لا يعد رأيًا بل يعد سبًا وقذفا، وما فعله شريف منير كان القرار السليم.

إقرأ أيضا

فراولة بين الضعف والقوة

لو المجتمع غيور على النساء بهذا الشكل لم نعاني بوسائل المواصلات؟ ونحاول أخذ احتياطتنا دائمًا لأننا نعلم ندرة من يقفون للدفاع عن حق أنثي ضد متحرش، ولمن لا يصدق فعليه الرجوع للتعليقات على خبر حبس أول متحرش، وكيف كانت معظم التعليقات ضد الصحفية الأولى التي لم تتنازل عن حقها بجريمة تحرش.

وماذا يريد هؤلاء من كل رجل ترتدي ابنته أو زوجته ملابس لا تعجبهم؟..هل نعود بخطوات إلى الوراء كي تدفع هذه التعليقات كل أب ابنته لحبسها بالبيت؟..أو يضرب كل زوج زوجته حتى ترتدي ما يعجبه جاره ولا يصفه بالديوث؟

من يصفون الناس بالمتبجحين لممارسة حياتهم بشكل مختلف هم أول من يتسمون بالتبجح في تعليقاتهم المتحرشة أو المسيئة، ومع الأسف مازالت الفتيات تواجه مشكلة حقيقية عند اختيارها لما ترتدي أيًا ما كان، حتى الحجاب ببعض العائلات والبيئات يعقبه تعليقات ساخرة ومسيئة من نوع آخر.