همتك نعدل الكفة
304   مشاهدة  

نحن في رباط ليوم الدين.. أطفال فلسطين يكتبون وصاياهم وتُزف العرائس للجنة “خاص للميزان”

الأطفال في فلسطين


تتعالي أصواتهم يناشدون من نجاة من الأطباء والمسعفين لإنقاذهم، كبارًا يصرخون بما يؤلهم وأطفالًا تكفي صرخاتهم لتوضح ما بهم من آلالم، وآخرون أغتالتهم صواريخ الاحتلال الغاشمة، وما بين ذلك وذلك تبقى روح المقاومة لديهم عالية، فلا انكسار على أرض فلسطين مادموا أحياء، يستقبلون أحبائهم بالتهليل سواء من نجاة من الحرب أو من نال الشهادة، عاطين روحه فداء لأرضهم، يسجدون حامدين الله على ما أصابهم، ورافعين أيدهم للسماء يستنجدون به، لتتزين السماء بالشهداء الذين أصبحوا نبلاء الذكريات، هكذا كانت المشاهد القادمة من غزة في اليوم الثالث عشر من الحرب الدائرة.

في اليوم الثالث عشر من الحرب الدائرة بين المقاومة الفلسطينية وبين قوات الاحتلال الإسرائيلي، شنت الأخيرة هجمات جديدة على أماكن متفرقة في قطاع غزة، حاصدين مزيدًا من الأرواح ومتسببين بمزيد من الجرحى في وقت نفذت فيه كافة المستلزمات الطبية، ليصبح أعداد الشهداء 3800 شهيد على الأقل وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية والتي أكدت أن الجثث التي لا تزال تحت تلك الركام تتخطى العدد السابق ذكره بكثير.

كما ارتفع أعداد المصابين ليصل إلى أكثر من 12500 جريح، في وسط تشرد مئات العائلات في فلسطين الذين لا يجدوا مأوى آمن لهم، ووصية أطفالًا شعروا بداخلهم بأنها نهايتهم ليكتبوا أخر كلمات مررفين إلى السماء بأجنحتهم، تاركين خلفًا آلما في نفوس الجميع.

سأكت وصيتي!

“مرحبا أنا هيا وسأكتب وصيتى الآن”.. كانت تلك الكلمات على إحدى الورقات التي وجدت أسفل البنايات التي قصفتها صاوريخ الاحتلال الإسرئلي لتمزق ساكنيها وتفرق شمل أجسادهم، لتموت الزهور قبل ميعادها وقت انتهتك فيه قوات الاحتلال كافة قوانين الدولية والإنسانية.

لم ترتكب الطفلة “هيا” التي لم يتعدى عمرها الـ 11 عامًا من طريقة كتابتها للوصية، أي ذنبًا لتكون ضحية احتلال غاشم، لتوضح امتلاكها لبعض الأموال لتوزعها على أهلها وأقاربها، فضلًا عن ثيابها وأحذيتها، ليكون للفقراء نصيبًا منها.

وصايا أطفال فلسطين
وصية هيا من أطفال فلسطين

“لماما 5 ولزينة 5 ولهاشم 5″.. أوصت الطفلة أن توزع مقتنياتها المكونة من 45 شيكل على والدتها ووالدها وشقيقها وجدتها، وأن توزع ملابسها لأصدقائها وأحذيتها للفقراء بعد أن يتم تنظيفها:” ما 5 و5 لزينة و5 لهاشم و5 لتيتا، و5 لخالتو هبة، و5 لخالتو مريم، و5 لخالو عبود، و5 لخالتو سارة.. ألعابى وجميع أغراضى لصديقاتى زينا، منى، ديما، امل»، بينما أوصت بتوزيع ملابسها لبنات عمها إذا تبقت أي شىء تبرعوا به.. أحذيتى تبرعوا بها للفقراء والمساكين بعد غسلها طبعا”

على الرغم من أن تلك الطفلة لم ترتكب أي خطأ في حق الاحتلال الإسرائيلي، لكن الأخير لم يرحمها لتصبح شهيدة وينضم أسمها في قائمة الشهداء.

الأطفال في فلسطين
أطفال فلسطين

كانت تلك الطفلة مستعدة لأن تضحى بحايتها فداء لأرضها، فهم يولدون وفي دمائهم تجري روح المقاومة، وتبض شرائينهم بحب فلسطين، فلا يخافوا ولا تنحى رؤسهم أمام عدو مغتصب لبلادهم.

هيا ضمن أكثر من 940 طفل فلسطيني استشهدوا نتيجة العدوان الغاشم الذي يشنه قوات الاحتلال عليهم، في الحرب التي عرفت بـ “طوفان الأقصى”، وفقًا لتصريحات وزارة الصحة الفلسطينية.

نحن في رباط ليوم الدين

 

قصف شمال غزة
قصف شمال غزة

يكاد لا يخلو أي بيت في فلسطين من سقوط شهيد أو أكثر، ورغم ذلك لم تنخفض ليديهم روح المقاومة بل ارتفعت أكثر، حاملين عبارات “نحن في رباط ليوم الدين”، واقفين أمام عدو تتحكم أنامله في المصائر.

وعلى الرغم من أن فلسطين تحولت إلى رقعة شطرنج ممزقة لكن لا يزال شعبها يناشد بأمر وأحد ألا وهو الحرية وعدم التهجير من أرضهم، فمن في الشمال يتعلق قبله بمن في اليمن والعكس.

“13 من عائلتي اسشتهدوا في الحرب فداء لأرضهم”.. استهدفت قوات العدو في تلك الحرب المدنيين، بصواريخه، يستهدفون أنُاس لا تملك سوى صوتها في مواجهته، يقتلوهم بحجة البحث عن حماس ولكن في الحقيقة هو يستهدف القضاء عليهم ليخلوا أرض فلسطين، ورغم محاولته الجاهد في ذلك إلا أنهم قرروا عدم الاستسلام والصمود حتى النهاية، فلا يقع أمامهم سوى اختيارين أما تحرير أرضهم أو نيل الشهادة.

إقرأ أيضا
أطفال فلسطين

تؤكد أمل محمد التي فقدت 13 شخصًا من عائلتها في قصف إسرائيل في غزة في تصريحات لـ “الميزان“، بأن رغم حزنها على فراقهم ولكنها سعيدة بأن عائلتها نالت لقلب عائلة الشهداء، حامدة الله على ما أتى. مؤكدة استمراها في مقاومة الاحتلال حتى النفس الأخير.

قصف غزة
قصف شمال غزة

كان من بين الـ 13 شخصًا الذين استشهدوا في عائلة “أمل” أطفالًا لا يتخطون الـ 5 سنوات، لتذهب روحهم إلى بارئها محلقين بأجنحاتهم في السماء ليصبحوا نجومًا تزين سماء فلسطين تذكر الجميع بما فعله قوات الاحتلال الغاشمة، وعروس كانت تجهز فستان عرسها التي قررت أن يكون في نفس يوم مولدها، لتصبح عروس في الجنة.

“محمد ابن أخوي عمره شهر ونص بنك أهداف الاحتلال”.. كان من بين الناجين في عائلة “أمل” ابن شقيقها الذي لم يتخطى عمره الشهرين ليصاب نتيجة القصف ويصبح راقدًا في المستشفى يحاول ملائكة الأرض –الأطباء- إنقاذه.

مظاهرات بالآلف

مظاهرات لدعم فلسطين
مظاهرات لدعم فلسطين

وفي مشارق الأرض ومغاربها، خرجت المظاهرات تنديدًا بما فعله الاحتلال الإسرائيل بالمدنيين في غزة، بعد استهداف المستشفيات التي تأوى المصابين والشهداء ومئات الفلسطينين الذين قصفت منازلهم، وانتشار المشاهد الجنائزية بأشلاء مجمعة داخل أغطية محكمة الغلق تنبعث منها رائحة الموت، مناشدين بوقف الحرب لإنقاذ من تبقى في فلسطين.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
1
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان