هل يسير أمير كرارة على درب أنور وجدي ؟
-
محمد التهامي
حاصل على درجة الدكتوراه ومهتم بالفنون بشكل عام والبحث في التاريخ وصدرت له العديد من الكتب
كاتب نجم جديد
يعتبر أنور وجدي فنان استثنائي في تاريخنا الفني حيث أنه عمل فى كل المهن السينمائية ببراعة شديدة حتى إذا لم يكن فنان خارق الموهبة ولكنه كان يجيد توظيف أدواته الفنية بشكل رائع وقد انعكست موهبته على العديد من الفنانين منهم كمال الشناوي وأمير كرارة وحيث أني أرى أن أمير كرارة يعتبر امتداد فني واضح لحالة أنور وجدي بملامحه الشكلية واختياراته الفنية.
غالبًا ما كان أنور وجدي يجسد دور الضابط، تجسيد دور الضابط كان لديه أكثر من سبب بالنسبة لأنور وجدي، في البداية اختاره المخرجين لجسده الرياضي، وعندما نجح في الدور حاول أن يعيد تقديمه بأكثر من شكل، أما السبب الثاني هو شهرة الضباط الأحرار حينها، ولذلك نجده كثيرًا ما كان يفضل تجسيد شخصية الضابط في أفلامه حيث جسده أكثر من 20 مرة مثل غزل البنات وأربع بنات وضابط وريا وسكينة وقلبي دليلي وليلى بنت الفقراء وكذلك أمير كرارة ملامحه الشكلية مناسبة جدا لأداء دور الضابط ويقدم أداء جيد فى تلك الشخصيات، وكان الشبه واضح أثناء فيلم حرب كرموز حيث كان ميكاب أمير كرارة قريب من ملامح أنور وجدي فى أدواره في تلك الحقبة.
تعود أصول أنور وجدي إلى حلب، وكان قد ولده فى حي الظاهر بالقاهرة، وكان والده يعمل في تجارة الأقمشة، وأتقن خلال دراسته اللغة الفرنسية، غير أنه ترك الدراسة بسبب ظروف أسرته المادية وعمل في العديد من المهن، وكان يحلم أن يكون ممثل في هوليود وحاول الهروب على متن باخرة متجه لأمريكا ولكن تم ضبطه.
بينما ولد أمير كرارة في حي كوبري القبة، وتخرج من كلية السياحة والفنادق قسم سياحة، ولكن لم يعمل بمهنة لها علاقة بدراسته، وكان لاعبًا للكرة الطائرة، وشارك ضمن الفريق القومي الأساسي للكرة الطائرة في مصر، ودخل بطولات للعالم في الكرة الطائرة، ولكن لم يستمر في مجال الرياضة، وله العديد من التجارب في مجال السياحة المشرفة.
لم يلمع أنور وجدي في المسرح، لم تكن علاقته جيدة بالمسرح و لم يبرع به وإن كان بدأ حياته بتجسيد دور عسكري روماني على مسرح رمسيس مع يوسف وهبي، ولكنه لم يلمع فى المسرح كنجم كأنه في انتظار السينما وكأنه على موعد في السينما ليكون فتى الشاشة الأول ففي عام 1935 بدأ مشواره الفني في السينما في فيلم الدفاع حتى لمع بعد فيلم العزيمة، وعرف في السينما بأدوار الفتى الأول من خلال فيلم «قضية اليوم» حتى أنه قام بتمثيل وبطولة 14 فيلمًا في عام 1945 ، ولعل أنور وجدي هو الممثل الوحيد الذي مثل مع ثلاثة من أهم نجوم الغناء وهن أم كلثوم، وأسمهان، وليلى مراد، كذلك أمير كرارة لم يلمع فى المسرح حتى الآن، إن كان لمع أمير كرارة فى تقديم البرامج ويعتبر مقدم برامج منوعات جيد.
ودخل بعدها أنور وجدي مجال الإنتاج من خلال فيلم «ليلى بنت الفقراء» واستمر في إخراج أفلامه «قلبي دليلي» و«عنبر» و«غزل البنات» وغيرها ونجح كمخرج وكانت أغلب أفلامه تتميز والميلودراما ممزوجة الاستعراضات والأغاني ، لدى أنور وجدي 6 أفلام من أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية وكان بطلا في 4 أفلام منهم.
قد استعانت سجائر كوتاريللي في عام 1951 ويظهر في هذا الاعلان أنور وجدي وقد ارتدى أفخم ملابسه وهو يدخن السجائر وبدا في مشهد عاطفي مع ليلي مراد وقد أمسكت ببعض الزهور وقد تقاضى عن هذا الإعلان 100جنيه وخرطوشتين سجائر هدية، بينما كانت بداية أمير كرارة الفنية في مجال الإعلانات التلفزيونية، حيث كان يقوم بأدوار صغيرة في الإعلانات المصرية.
وفي عام 1954 تقدم أنور وجدي للزواج من ليلى فوزي التي كان زواجه منها حلمًا بالنسبة له حيث كان في بداية نجوميته قد تقدم لخطبتها من والدها لكن والدها اعتذر وفضل عليه المطرب عزيز عثمان ولكنه هذه المرة نجم الشاشة والفتي الأول، وبالفعل تم الزواج وأثناء قضاء شهر بدأت حالته الصحية فى تدهور وحدثت الوفاة عام 1955 عن عمر يناهز 44 سنة.
رغم أن هناك قصة شهيرة تروى عنه أنه قال في إحدي جلساته: «يارب هات لي كل أمراض الدنيا بس ارزقني نصف مليون جنيه»، وكأن أبواب السماء كانت مفتوحة فاستجاب الله لدعائه وأعطاه المال بوفرة ولكن ابتلاه بأمراض خطيرة قضت على حياته! ولله في خلقه شئون، وقد جسد قصة حياته الفنان كمال الشناوي في طريق الدموع مع زوجته الحقيقة ليلى فوزي وصباح، ثم أعاد الدور أحمد فلوكس فى مسلسل ليلي مراد و لكنه كان مفتعل للغاية بعكس كمال الشناوي الذي أدى الدور ببساطة شديدة كما جسده سمير صبري فى ثلاث مشاهد في مسلسل أم كلثوم
الكاتب
-
محمد التهامي
حاصل على درجة الدكتوراه ومهتم بالفنون بشكل عام والبحث في التاريخ وصدرت له العديد من الكتب
كاتب نجم جديد