هل يمكن للأحلام الاستباقية أن تخبرنا بالمستقبل؟
في ليلة 14 مارس 44 قبل الميلاد، رأت “كالبورنيا” زوجة الإمبراطور الروماني “يوليوس قيصر” حلمًا مرعبًا. وتزعم بعض المصادر أنها حلمت بانهيار منزل القيصر. فيما أفاد البعض الآخر أنها استيقظت على صورة زوجها وهو يموت بين ذراعيها. فمهما كان الحلم، ذلك صدم كالبورنيا لدرجة أنها توسلت إلى قيصر ألا يذهب إلى مجلس الشيوخ في اليوم التالي. ومع ذلك تجاهلها، إلا أنه التقى بمجموعة من حلفائه السابقين الذين طعنوه حتى الموت. فبعد ذلك تم اعتبار هذا الحلم من الأحلام الاستباقية”.
تُعد هذه الحادثة واحدة من أشهر الأمثلة على الحلم الإدراكي في العصور القديمة. لكن تجربة رؤية أحلام تبدو وكأنها تتنبأ بالمستقبل ليست حكرًا على الشخصيات التاريخية أو الأعمال الخيالية فحسب.
في الواقع، تم عمل في دراسة “الحلم المسبق: التحقيق في الإدراك الشاذ والعوامل النفسية”، والتي تم نشرها في مجلة علم التخاطر، لاحظت “كارولين وات” أن 67% من 1500 أمريكي في استطلاع قد سجلوا سابقًا تجارب نفسية من وراء الأحلام. في حين أن دراسة أخرى أجريت على 1000 شخص في المملكة المتحدة أثببت أن حوالي 33% منهم قد عانوا من الإدراك المسبق والذي جاء على شكل حلم.
إن تلقي رسالة مهمة حول المستقبل إما في شكل حلم رمزي، أو صورة واضحة لحدث لم يحدث بعد، بخصوص الأحداث المستقبلية، كلها تعتبر خارقة للطبيعة. أحداث لا تستطيع القوانين الفيزيائية تفسيرها. ومع ذلك، بدلاً من شطب هذه الظاهرة، قدم بعض الخبراء تفسيرات حول السبب الذي يجعل الكثير منا يرى المستقبل في أحلامه.
نظرية الزمن غير الخطي
لقد تعلمت معظم المجتمعات الحديثة أن تفكر في الوقت بطريقة خطية: حدث واحد يؤدي إلى الحدث التالي، وكل لحظة تمر، يضيع الماضي إلى الأبد. على أي حال. حيث رأت العديد من الثقافات القديمة أن الوقت دوري، أقرب إلى دورة الطبيعة عبر الفصول. ويزعم بعض علماء الفيزياء الآن أن الشعور بأن الوقت يتدفق أو يمر بطريقة أو بأخرى، هو في الواقع وهم وأنه يشكل البعد الرابع للكون الذي يختبره الإنسان في ثلاثة أبعاد.
ويأخذ البعض هذه التطورات في الفيزياء كدليل على أن التجارب غير الخطية للزمن ممكنة. وأنه ربما عندما نختبر أحلامًا ما قبل الإدراكية، فإننا نتطلع بالفعل إلى المستقبل من خلال بعض التجارب المتغيرة للزمن نفسه. ومع ذلك، حتى الآن لا يوجد دليل قاطع على أن التجارب القصصية للحالمين هي انعكاسات للطبيعة الحقيقية للزمن في الكون.
نظرية الصدفة
من المهم أن نلاحظ أنه على الرغم من وفرة الأدلة القصصية، لا يوجد دليل علمي موثق على وجود الأحلام االاستباقية. فتتطلب الادعاءات غير العادية أدلة غير عادية. والذي يسمح للمراقبين الخارجيين بالتسجيل الحقيقي للمعلومات التي يتعامل معها الحالمون أثناء حركة العين السريعة. فلا توجد طريقة مؤكدة للتحقق من صحة ادعاءات الأحلام الإدراكية الاستباقية.
تفسير المشككين للأحلام الاستباقية هو أن مثل هذه التجارب ليست أكثر من مجرد مصادفة. يعتقد الخبراء أنه من المحتمل جدًا أن يحلم كل شخص وأن كل من ينام بعمق يعاني من حركة العين السريعة. أولئك الذين يعتقدون أنهم لا يحلمون من المرجح أن يكون لديهم قدرة أقل على التذكر، ربما نتيجة لاضطراب في النوم، وببساطة لا يستطيعون تذكرهم.
ومن المعتقد أن البشر يمكن أن يحلموا بما يصل إلى ستة أحلام في الليلة الواحدة من النوم. على الرغم من أن الغالبية العظمى من الأحلام التي لدينا يتم نسيانها بسرعة عندما ينتقل العقل الباطن إلى مواضيع وسيناريوهات أخرى. فمن الممكن أننا نحلم كثيرًا بأشياء كثيرة، لدرجة أننا ملزمون بالحلم بشيء نعتقد لاحقًا أنه له صدى مع حدث جاء بعده. يواجه الإنسان العادي آلاف الأحلام خلال حياته، لذا فمن المحتمل أن يظهر حلم أو حلمين للتنبؤ بالمستقبل.