هنا أفريقيا.. العدد 24
-
رامي يحيى
شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
-
وجدي عبد العزيز
كاتب صحفي وباحث في الشئون الدولية والأفريقية
قارتنا.. أفريقيا، مهد البشرية.. ففي قلبها هبط أسلافنا من القردة العليا لأول مرة من على الشجر ومشوا منتصبين، مهد الإنسانية.. ففي شرقها ظهر الإنسان العاقل لأول مرة، مهد المجتمع.. فعلى ضفاف نيلها أكتشف الإنسان الزراعة… فاستقر لأول مرة بعد ألاف السنين من الترحال، مهد التاريخ.. ففي شمالها الشرقي حيث مصب نيلها بُنيت أقدم الحضارات…. وبدء التاريخ.
قارتنا ضخمة وغنية ومتنوعة.. ومدهشة، عشان كده فكرنا نعمل تقرير إسبوعي عنها.. إيه اللي بيحصل فيها؟
ناخد فكرة عن أخبار ناسها، جيرانا وشركاتنا فيها، حتى اسماء بلادها ماتبقاش بالنسبالنا مجرد اسماء لمنتخبات عايزين نكسبها.. أو بنشجعها في المونديال، إنما تبقى معلومات وحكايات من لحم ودم.
الجوع وانعدام الأمن ينتشر في السودان
فيما تواصلت المعارك والقتال العنيف بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في الخرطوم والمناطق المحيطة بها، قال مصدر عسكري رفيع في الجيش السوداني، أن رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان، لن يذهب إلى مدينة جدة السعودية هذا الشهر لاستئناف المفاوضات مع قوات الدعم السريع.
وقال لن يذهب أحد إلى جدة لأنه لا توجد إرادة سياسية لإنهاء الحرب، ولأن قائد الجيش غير مقتنع بقدرة المجتمع الإقليمي على تنفيذ محاور السلام الرئيسية لتوحيد الرأي العام من خلال تصنيف الحرب ومجموعتها، فضلًا عن توسيع دائرة الحماية المجتمعية وعدم الإفلات من العقاب.
الرهان على المفاوضات
ولا تزال الجهود الإقليمية والدولية تتضافر في سبيل إيجاد صيغة حل لإنهاء الأزمة السودانية الراهنة جراء الاقتتال العنيف الدائر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، منذ اندلاع الحرب في الخامس عشر من أبريل الماضي، والتي أودت بحياة آلاف السودانيين وشردت الملايين منهم داخل وخارج البلاد.
ويأتي هذا بعد أن فشلت العديد من المبادرات الإقليمية الداعية للحل السلمي ووقف العنف، لاسيما مباحثات جدة السعودية ومبادرة دول الجوار السوداني، وجهود منظمة الإيغاد ممثلة في وساطة الاتحاد الأفريقي وغيرها من النداءات التي وصلت لطريق مسدود، ولم تحدث أية اختراقات جديدة تعيد الفرقاء إلى طاولة المفاوضات في جدة.
السيطرة على العليفون
وفيما يتعلق بالاشتباكات الجارية، اعلنت قوات الدعم السريع، سيطرتها على مدينة العيلفون، شرق العاصمة السودانية الخرطوم، وأمرت سكان عدد من الأحياء بمغادرتها ما أدى لموجات نزوح كبيرة في المنطقة. ووفقًا لشهود عيان، فإن قوات الدعم السريع كانت قد بدأت الهجوم على المدينة التي يوجد بها واحد من معسكرات الجيش الذي يجري فيه تجنيد المتطوعين للقتال لجانب الجيش، فيما نشرت تلك القوات مقاطع فيديو تظهر تقدمها في المدينة. وبحسب ما قال سكان من المدينة فإن قوات الدعم السريع شنت حملة تهجير قسري للسكان، لا سيما في الأحياء الشمالية، بعد سيطرتها على أغلب مداخل ومخارج المدينة، وإقدامها على نهب عدد من المنازل.
ودفعت هذه التطورات الأهالي إلى الخروج من المدينة على متن عربات صغيرة وشاحنات أو مشيًا على الأقدام، نحو مناطق قريبة مثل العسيلات وأم ضوبان والدبيبة أو لولاية الجزيرة المتاخمة لولاية الخرطوم، فيما زادت الأوضاع سوءًا في المدينة بانقطاع التيار الكهربائي وشبكات الاتصالات.
كما تواصلت في الخرطوم الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في عدد من الجبهات والمدن منذ الخامس عشر من أبريل، ما أدى إلى مقتل أكثر من 7 آلاف وخمسمائة شخص ونزوح أكثر من 5 ملايين من الخرطوم ومدن أخرى، ولجأ بعضهم إلى دول الجوار مثل مصر وتشاد وإثيوبيا وجنوب السودان.
انتشار الجوع
من جانبها قالت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان، كليمنتين نكويتا سلامي، في جنيف إن الحياة أصبحت صعبة بشكل متزايد بالنسبة للسكان المدنيين بالبلاد، بعد ستة أشهر من الصراع على السلطة بين قائدي الجيش وقوات الدعم السريع. وقالت: إن “سكان السودان يقفون على حافة هاوية، حيث يتم استنزاف بلادهم بهذا الصراع”. وأضافت أن الأمم المتحدة تبذل كل ما بوسعها لتزويد اللاجئين بالمواد الضرورية، لكن عمال الإغاثة يتعرضون لعراقيل من جانب رجال الميليشيات ونقاط تفتيش عسكرية.
وقالت إن هناك أيضا نقصا في الأموال، ما أدى إلى انتشار الجوع بين السكان، كما تعاني المستشفيات من نقص الإمدادات. وقالت نكويتا سلامي إن حوالي 25 مليون شخص، أو نصف سكان السودان، يعتمدون الآن على الدعم، ويبلغ عدد اللاجئين والنازحين داخليا الآن 5.4 ملايين شخص.
ويعيش الكثير من السكان في مخيمات، وليس في مقدورهم إطعام أنفسهم أو أطفالهم. وقالت إنه لا توجد إمكانية للالتحاق بالمدارس ولا وسيلة لكسب العيش. وتوقف أكثر من ثلثي المستشفيات بالبلاد عن العمل، ولاح في الأفق تفشي الأمراض بعد تعرض البلاد مؤخرا لفيضانات. وسجل مسؤولو الأمم المتحدة زيادة في حالات الاستغلال الجنسي وانتهاكات أخرى لحقوق الإنسان. ولم تصل مساعدات الأمم المتحدة إلا إلى 6ر3 ملايين شخص، مقابل 18 مليون شخص مستهدف، وقالت نكويتا سلامي إنه لم تتم تغطية سوى ثلث الاحتياجات بتبرعات بلغت قيمتها 6ر2 مليار يورو هذا العام.
الجزائر توسع تعلم الإنجليزية
بعد مرور أكثر من عام على إطلاق الجزائر برنامجا تجريبيا لتدريس اللغة الإنجليزية في المدارس الابتدائية، تشيد البلاد بالبرنامج باعتباره ناجحا وتوسعه في خطوة تعكس التحول اللغوي المتزايد الجاري في المستعمرات الفرنسية السابقة في جميع أنحاء أفريقيا.
وسيشارك الطلاب العائدون إلى الفصول الدراسية للصفين الثالث والرابع هذا الخريف في فصلين للغة الإنجليزية مدة كل منهما 45 دقيقة كل أسبوع حيث تنشئ البلاد برامج جديدة لتدريب المعلمين في الجامعات وتتطلع إلى المزيد من التغييرات التحويلية في السنوات المقبلة. بالإضافة إلى ذلك، تعمل البلاد على تعزيز إنفاذ القانون الموجود مسبقًا ضد المدارس الخاصة التي تعمل باللغة الفرنسية بشكل أساسي. وقال وزير التربية والتعليم عبد الكريم بلعابد الأسبوع الماضي، إن “تعليم اللغة الإنجليزية هو خيار استراتيجي في سياسة التعليم الجديدة للبلاد”، مشيدًا بهذه الخطوة باعتبارها نجاحًا هائلًا.
وتعد اللغة الإنجليزية هي اللغة الأكثر انتشارًا في العالم، وتمثل غالبية المحتوى على الإنترنت وتظل لغة مشتركة في الأعمال والعلوم. ومع تراجع النفوذ الاقتصادي والسياسي لفرنسا في جميع أنحاء أفريقيا، أصبحت الجزائر من بين قائمة أطول من البلدان التي تتحول تدريجيًا نحو اللغة الإنجليزية كلغة أجنبية رئيسية. وشهد هذا العام، تغيير مالي المجاورة دستورها لإزالة الفرنسية من قائمة اللغات الرسمية، وفرض المغرب دروس اللغة الإنجليزية إلزامية في المدارس الثانوية.
يذكر أن عدد الناطقين بالفرنسية في الجزائر يفوق عدد المتحدثين في جميع الدول باستثناء فرنسا نفسها وجمهورية الكونغو الديمقراطية. ويتحدث بها ما يقرب من 15 مليونًا من أصل 44 مليون نسمة في البلاد، وفقًا للمنظمة الدولية للغة الفرنسية. ويعتبر مسؤولوها دروس اللغة الإنجليزية بمثابة تحول عملي وليس سياسي، مشيرين إلى أهمية اللغة في المجالات العلمية والتقنية.
بداية متأخرة
يرى كثيرون أنه كان على الجزائر أن تبدأ التحول إلى اللغة الإنجليزية منذ عقود، وكان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أطلق قد المبادرة الحالية، الذي تولى السلطة في عام 2019. وحاول الزعماء السابقون أيضًا توسيع نطاق اللغة الإنجليزية لكنهم فشلوا في التغلب على النخب المتعلمة بالفرنسية والتي طالما سيطرت على السلطة في البلاد.
ويأتي التوسع في تعلم اللغة الإنجليزية مع تصاعد التوترات بين فرنسا والجزائر. ويشترك الاثنان في المصالح الأمنية بشأن الاضطرابات السياسية التي تشكل غرب أفريقيا المعاصرة. ومع ذلك، في السنوات الأخيرة، تشاجروا مرارا وتكرارا حول الهجرة وتسليم المجرمين وكيفية إحياء كل دولة لذكرى الاستعمار والحرب الوحشية التي أدت إلى استقلال الجزائر في عام 1962.
وقامت السلطات ببطء باستبدال اللغة الفرنسية باللغة الإنجليزية في الألقاب الرسمية لمختلف الوزارات الحكومية. وفي رحلته العام الماضي إلى الجزائر العاصمة، طلب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من البلاد تقديم ملاحظات من على المنبر تشير إلى عنوانه والتاريخ باللغتين الإنجليزية والعربية، إحدى اللغتين الرسميتين في الجزائر إلى جانب الأمازيغية الأصلية.
انتخابات بدون أحزاب في إيسواتيني
جرت الأسبوع الماضي في جمهورية إيسواتيني الواقعة في جنوب القارة بين جنوب أفريقيا وموزمبيق وكانت تعرف سابقا باسم سوازيلاند، وهي إحدى آخر الأنظمة الملكية المطلقة، انتخابات بدون أحزاب سياسية لاختيار جزء من تشكيل برلمانها، حتى مع احتفاظ ملكها الثري للغاية بالسلطة المطلقة، والأحزاب السياسية محظورة، ولا يمكن للممثلين المنتخبين سوى تقديم المشورة للملك الذي حكمت عائلته السلطة لمدة 55 عامًا.
وتعد إيسواتيني، آخر نظام ملكي مطلق في أفريقيا وواحدة من الأنظمة القليلة المتبقية في العالم، ويتولى الملك مسواتي الثالث (55 عاما) العرش منذ عام 1986 عندما أصبح حاكما بعد أيام من عيد ميلاده الثامن عشر. وكان والده ملكًا قبله لمدة 82 عامًا، على الرغم من أن إيسواتيني لم تحصل على استقلالها من بريطانيا إلا في عام 1968، وتجرى الانتخابات البرلمانية كل خمس سنوات. ولا يجوز للمرشحين لمجلس النواب،ومجلس الشيوخ أن ينتموا إلى أحزاب سياسية، والتي تم حظرها في عام 1973، ويتم ترشيحهم على المستوى المحلي قبل أن يواجهوا تصويتا شعبيا.
ويعين مسواتي الثالث أقلية من أعضاء مجلس النواب، ويتم انتخاب الأغلبية. وهو يعين أغلبية أعضاء مجلس الشيوخ ورئيس الوزراء وغيرهم من الأعضاء الرئيسيين في الحكومة.
وبصفته ملكًا، أو “نجوينياما” – والتي تعني الأسد – يتلقى مسواتي الثالث أحيانًا المشورة من قبل مجلس، لكنه يتمتع بسلطات تنفيذية وتشريعية بموجب القانون في الدولة التي يبلغ عدد سكانها 1.2 مليون نسمة ويتخذ القرارات بموجب مراسيم. وقالت الهيئة الانتخابية إن ما يزيد قليلا عن 500 ألف شخص صوتوا في الانتخابات. وأرسل الاتحاد الأفريقي والكتلة الإقليمية لمجموعة التنمية للجنوب الأفريقي مراقبين.
احتجاجات شعبية
وواجهت مسواتي احتجاجات متزايدة مؤيدة للديمقراطية في السنوات الأخيرة، لكن النشطاء المطالبين بالإصلاح واجهوا حملة قمع قاسية من الشرطة وقوات الأمن الخاضعة لسيطرة الملك في يونيو 2021، مما أسفر عن مقتل العشرات.
واستمرت الجهود من أجل الإصلاح، مع التركيز في المقام الأول على السماح للأحزاب السياسية بانتخاب رئيس الوزراء بشكل ديمقراطي. وسُجن عضوان في البرلمان بسبب دعوتهما إلى إصلاحات ديمقراطية خلال احتجاجات 2021. وأدينوا هذا العام بموجب قانون مكافحة الإرهاب الذي تقول جماعات حقوق الإنسان إنه يهدف فقط إلى قمع انتقاد مسواتي ووقف الدفع من أجل الديمقراطية. ويواجه النائبان مدودوزي باسيدي مابوزا ومثانديني دوبي الآن عقوبة السجن لمدة تصل إلى 20 عامًا، وفقًا لتحالف سيفيكوس، وهو تحالف عالمي لجماعات المجتمع المدني.
ويتهم الملك مسواتي بالعيش ببذخ بينما يعاني شعب إيسواتيني من الفقر المنتشر، وأعلى معدل إصابة بفيروس نقص المناعة البشرية في العالم للفرد، ومتوسط العمر المتوقع 57 عامًا، وهو أحد أدنى المعدلات في العالم.
وقدر تقرير لمجلة فوربس عام 2008 ثروة مسواتي بنحو 200 مليون دولار. فهو يمتلك طائرات خاصة، وأسطولًا من السيارات الفاخرة، ويقال إنه ارتدى بدلة مرصعة بالألماس في احتفاله بعيد ميلاده الخمسين. وللملك 15 زوجة على الأقل، وقد تعرض لانتقادات لاستخدام المال العام لبناء قصور لهن. وفي تقييمه الأخير، قدر البنك الدولي أن أكثر من نصف سكان إيسواتيني يعيشون على أقل من 3.65 دولار في اليوم.
فرنسا تنسحب من النيجر
اعلنت رئاسة الأركان الفرنسية أن قواتها ستبدأ الانسحاب من النيجر “هذا الأسبوع”، في إطار من العلاقات المتوترة بين باريس وقادة الانقلاب العسكري في البلاد. وقالت رئاسة الأركان “سنبدأ عملية فك الارتباط خلال الأسبوع، بشكل منظم، وآمن وبالتنسيق مع النيجر”. وكان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون قد أعلن انتهاء التعاون العسكري مع النيجر والمغادرة التدريجية لـ1400 جندي فرنسي موجودين في دولة الساحل، “بحلول نهاية العام” بعد مطالبة قادة الانقلاب في النيجر.
ويخوض النظام النيجري مواجهة مع فرنسا منذ قيام العسكريين بانقلاب في 26 يوليو أطاح الرئيس محمد بازوم، الموالي للقوة الاستعمارية السابقة التي لا تعترف بالسلطات الجديدة في النيجر. وقال المجلس العسكري في النيجر إن ما لا يقل عن 29 جنديًا نيجيريًا قتلوا على يد جهاديين بالقرب من حدود البلاد مع مالي، في الوقت الذي يكافحون فيه لإنهاء سلسلة من الهجمات.
وقال وزير دفاع النيجر اللفتنانت جنرال ساليفو مودي في بيان إن أكثر من 100 متطرف استخدموا متفجرات محلية الصنع لاستهداف قوات الأمن في الدولة الواقعة في غرب إفريقيا والتي تم نشرها في المنطقة الحدودية في عملية تطهير. وهذا هو الهجوم الثاني من نوعه ضد جنود نيجيريين خلال أسبوع.
ما بعد الإنقلاب
خلال الشهر الذي تلا استيلاء الجيش على السلطة في النيجر، ارتفعت أعمال العنف المرتبطة في المقام الأول بالمتطرفين بنسبة تزيد على 40%، وفقا لمشروع بيانات مواقع الصراعات المسلحة والأحداث. وذكر المشروع أن الهجمات الجهادية التي تستهدف المدنيين تضاعفت أربع مرات في أغسطس مقارنة بالشهر السابق، وتصاعدت الهجمات ضد قوات الأمن في منطقة تيلابيري، مما أسفر عن مقتل 40 جنديا على الأقل.
وفي ظل ضغوط متزايدة منذ الانقلاب ضد الرئيس النيجيري محمد بازوم، والذي قال الجيش إنه تم تنفيذه بسبب التحديات الأمنية في النيجر، وعد المجلس العسكري بأنه سيتم بذل كل الجهود لضمان أمن الناس وممتلكاتهم في جميع أنحاء الأراضي الوطنية.
وتقاتل النيجر منذ سنوات تمردا جهاديا مرتبطا بتنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية. وقد أصبحت قدرة المجلس العسكري على تحسين الأمن في النيجر محل تساؤلات متزايدة في الآونة الأخيرة مع تزايد الهجمات منذ الإطاحة بالجنود المتمردين في يوليو.
وكان يُنظر إلى النيجر على أنها واحدة من آخر الدول الديمقراطية في منطقة الساحل الإفريقي التي يمكن للدول الغربية أن تتعاون معها لصد التمرد الجهادي في منطقة شاسعة أسفل الصحراء الكبرى. وضخت الولايات المتحدة وفرنسا ودول أوروبية أخرى مئات الملايين من الدولارات لدعم الجيش النيجيري.
وفي الوقت نفسه، كانت هناك مخاوف بشأن حملة قمع محتملة على الحريات المدنية بعد اعتقال سميرة سابو، وهي صحفية مشهورة في النيجر، لأسباب غير معلنة في عاصمة نيامي، وفقًا لاتحاد الصحفيين من أجل الصحافة الحرة الأفريقية (UJPLA). كما أدانت منظمة مراسلون بلا حدود المعنية بحرية الصحافة اعتقال سابو وطلبت من السلطات الكشف عن مكان احتجازها والسماح لمحاميها برؤيتها. وقالت المجموعة: “يجب إطلاق سراحها دون تأخير”.
تأجيل إضراب العمال في نيجريا
واصل موظفو الحكومة النيجيرية عملهم بعد الجهود التي بذلتها السلطات في اللحظة الأخيرة لتجنب إضراب على مستوى البلاد احتجاجًا على الصعوبات المتزايدة التي كان من الممكن أن تؤدي إلى إغلاق الخدمات الحكومية في أكبر دولة في إفريقيا من حيث عدد السكان.
وقال جو أجايرو، رئيس مؤتمر العمال النيجيري، وهو المؤتمر الوطني العمالي النيجيري، إن الإضراب لأجل غير مسمى الذي تنظمه النقابات العمالية النيجيرية، تم تعليقه لمدة 30 يوما، في حين ستعقد اجتماعات ومحادثات مع الحكومة خلال الأيام المقبلة.
وأشار بيان مشترك من قبل كبار المسؤولين الحكوميين وقيادة النقابات العمالية إلى العديد من القرارات بما في ذلك زيادة الأجور الشهرية بمقدار 35000 نيرا (46 دولارًا) لجميع العمال، ودفع 25000 نيرا (33 دولارًا) لمدة ثلاثة أشهر إلى 15 مليون أسرة مستضعفة. فضلا عن توفير 100 مليار نيرا (ما يقرب من 130 مليون دولار) للحافلات التي تعمل بالغاز والتي سيتم نشرها للنقل الجماعي في نيجيريا ابتداء من نوفمبر.
وقد أدت السياسات التي انتهجها الرئيس بولا تينوبو، الذي تولى منصبه منذ 29 مايو الماضي، والتي تهدف إلى إصلاح الاقتصاد المتعثر في نيجيريا وجذب المستثمرين، إلى مضاعفة تكاليف المعيشة لأكثر من 210 ملايين شخص كانوا يعانون بالفعل من ارتفاع التضخم. وبلغ أعلى مستوى له منذ 18 عامًا بنسبة 25.8٪ في أغسطس.
وأدى إنهاء الدعم الباهظ الثمن الذي استمر لعقود من الزمن للغاز وتخفيض الحكومة لقيمة العملة إلى زيادة سعر البنزين والسلع الأخرى بأكثر من الضعف. وتعثرت المحادثات مع النقابات العمالية، وأدت البداية البطيئة للعديد من جهود التدخل إلى الإعلان عن الإضراب الأسبوع الماضي.
تونس ترفض تمويل أوروبي
أعلنت تونس رفضها دفعة من الأموال التي أرسلتها أوروبا لمساعدة الدولة المثقلة بالديون في القيام بدوريات في البحر الأبيض المتوسط مع ارتفاع عبور قوارب المهاجرين إلى مستويات لم تشهدها منذ عدة سنوات. واتهم الرئيس قيس سعيد الاتحاد الأوروبي بعدم متابعة الاتفاقات المبرمة في وقت سابق من هذا العام لمساعدة تونس على حراسة حدودها والحد من التهريب وتحقيق التوازن في ميزانيتها الفيدرالية. وعلى الرغم من وصفه للصرف بأنه “مبلغ صغير”، إلا أن سعيد قال إن القرار لم يتعلق بحجمه بقدر ما يتعلق بكيفية “افتقاره إلى الاحترام”. ويأتي رفض الأموال بعد أقل من شهر من منع تونس دخول مندوبي البرلمان الأوروبي الذين يحاولون زيارة البلاد، قائلة إنها لن تسمح بالتدخل في سياساتها الداخلية.
وقال سعيد في تصريح نشرته وكالة الأنباء الرسمية للبلاد، إن “كنوز الدنيا لا تساوي حبة واحدة من سيادتنا في نظر شعبنا”. “تونس التي تقبل التعاون، لا تقبل أي شيء يشبه الصدقات”.
ويثير الرفض تساؤلات حول اتفاق واسع النطاق توسط فيه الاتحاد الأوروبي وسعيد في روما في يوليو الماضي لتقديم أكثر من مليار يورو (1.1 مليار دولار) لتونس. ومن المرجح أن يؤدي ذلك إلى تفاقم المخاوف بشأن المشاكل المالية المتصاعدة في البلاد بين وكالات التصنيف الائتماني والمقرضين وموظفي الحكومة التونسية والأشخاص الذين يعتمدون على الدعم الحكومي للغذاء والطاقة.
وتضمن اتفاق يوليو تعهدا بمبلغ 105 ملايين يورو (110 ملايين دولار) مخصصة للهجرة حيث برزت تونس كواحدة من نقاط الانطلاق الرئيسية لهذا العام للمهاجرين واللاجئين – بما في ذلك العديد منهم الفارين من الحرب والفقر – الذين يسعون للوصول إلى أوروبا.
أمواج المهاجرين
عبر أكثر من 90 ألف شخص البحر الأبيض المتوسط حتى الآن من تونس إلى إيطاليا هذا العام، وفقًا لأرقام المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين التي تم تحديثها يوم الاثنين. وقد فعلت الأغلبية ذلك عبر قوارب حديدية إلى لامبيدوسا، وهي جزيرة صغيرة أقرب إلى شمال أفريقيا من البر الرئيسي الإيطالي.
ومع زيادة عدد الوافدين الشهر الماضي، أعلنت المفوضية الأوروبية أنها سترسل مبلغًا أوليًا قدره 127 مليون يورو (133 مليون دولار) إلى تونس. وقد تم تخصيص أكثر من نصف هذه الأموال للهجرة – لمحاربة التهريب، ودعم إنفاذ القانون التونسي وتسهيل عودة المهاجرين إلى بلدانهم الأصلية.
وبصرف النظر عن الهجرة، فإن الجزء الأكبر من الأموال مشروط بتوصل تونس إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي بشأن مفاوضات القروض المتوقفة. لقد رفض سعيد في الغالب الشروط المطلوبة، بما في ذلك التخفيضات المؤلمة المحتملة لدعم الغذاء والطاقة. وفي إبريل، وصف المصطلحات بأنها “إملاءات من الخارج”.
وقد أشاد المؤيدون، بمن فيهم رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني، بالاتفاق الأوروبي مع تونس باعتباره نموذجًا إقليميًا. ومع ذلك، فإن النقاد، بما في ذلك ألمانيا، يشككون في فعاليته ويشعرون بالقلق من أنه يصل إلى حد تمويل حكومة سعيد في ظل تعثر الاقتصاد التونسي وسجن المعارضين السياسيين.
تصريحات الرئيس
ومنذ توليه السلطة في عام 2019، وصف سعيد مرارًا وتكرارًا المهاجرين من أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بأنهم عنيفون ويشكلون تهديدًا لتونس. وعلى الرغم من أنه تجاهل الاتهامات بالعنصرية، إلا أن هذه التصريحات تزامنت مع تصاعد أعمال العنف ضد السود في تونس وحظيت بإدانة واسعة النطاق، بما في ذلك من الأطراف التي قد تكون هناك حاجة إليها لدعم الاقتصاد – الشركاء التجاريين والبنك الدولي.
وكان سعيد قد قال في وقت سابق إنه لا ينوي تحويل تونس إلى حرس حدود لأوروبا. لقد أعرب عن غضبه من المقترحات الرامية إلى السماح للمهاجرين من أفريقيا جنوب الصحراء الذين طردوا من أوروبا بإعادة التوطين في تونس، على الرغم من أن الأطر السابقة سمحت للدول الأوروبية بإرسال طالبي اللجوء الذين قد يواجهون خطرًا في بلدانهم الأصلية إلى “دول ثالثة آمنة”.
انتهاكات لحقوق الإنسان في جنوب السودان
اتهمت لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في جنوب السودان جهاز الأمن الوطني في البلاد بتهديد وسائل الإعلام والمجتمع المدني وتقويض فرص التحول الديمقراطي. جاء ذلك في تقرير بناء على التحقيقات المستقلة التي أجرتها لجنة الأمم المتحدة في عام 2023، وقدم تفاصيل حول الهجمات على الصحفيين وأعضاء المجتمع المدني، داخل البلاد وخارجها.
ووفقًا لتقرير الأمم المتحدة، تعرض الصحفيون للمراقبة والترهيب وانتهاكات حقوق الإنسان، بما في ذلك الاعتقال التعسفي. وقالت ياسمين سوكا، رئيسة مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في جنوب السودان: “تمثل وسائل الإعلام المستقلة والمجتمع المدني النابض بالحياة أصواتًا مهمة في تطوير الحكم الخاضع للمساءلة، والعمليات الديمقراطية اللازمة لتمكين السلام وضمان حقوق الإنسان”.
ويمر جنوب السودان بفترة انتقالية سياسية بعد حرب أهلية عصفت بالبلاد من عام 2013 حتى عام 2018، عندما وقع الرئيس سلفا كير ومنافسه الذي أصبح نائب الرئيس ريك مشار على اتفاق سلام. ومن المقرر إجراء الانتخابات في ديسمبر 2024.
ملف حقوق الإنسان
تناول تقرير لجنة الأمم المتحدة بالتفصيل انتهاكات حقوق الإنسان التي يتعرض لها المراسل السياسي ووجا إيمانويل، الذي أعلن في مايو 2023 على وسائل التواصل الاجتماعي أنه ترك الصحافة، قائلًا إنه يخشى على حياته.
ورفض وزير الإعلام في جنوب السودان مايكل ماكوي لويث التقرير ووصفه بأنه “قص ولصق”. وقال “التقارير واضحة للغاية، وهي منهجية طوال الوقت. وقال ماكوي للصحفيين في جوبا: “إذا تابعتهم عن كثب، ستجد أنه لا يوجد شيء جديد، ولكن تقرير العام الماضي هو الذي قاموا بقصه ولصقه دون أي تغيير”.
وتشعر لجنة الأمم المتحدة بالقلق إزاء عدم التسامح تجاه منتقدي الحكومة قبل الانتخابات. وقال عضو اللجنة كارلوس كاستريسانا فرنانديز: “لا يزال جنوب السودان يفتقر إلى حكم لمراجعة قمع حقوق الإنسان والحد منه، وحل النزاعات التي قد تنشأ من خلال العمليات الانتخابية”.
وقال فرنانديز إن الحكومة تستغرق وقتا طويلا لإنشاء مؤسسات العدالة الانتقالية، واصفا تأخيراتها بأنها “استراتيجيات محسوبة سياسيا للحفاظ على سيادة النخب الحاكمة”. كما حث التقرير حكومة جنوب السودان على الوقف العاجل للرقابة غير القانونية على وسائل الإعلام وإنهاء القيود المفروضة على الأنشطة المدنية والسياسية.
المغرب تشارك في تنظيم مونديال 2030
أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أن الاتحادات الأوروبي والإفريقي والأميركي الجنوبي اتفقت على ترشيح واحد لتنظيم نهائيات كأس العالم 2030، تقدم به المغرب وإسبانيا والبرتغال مع إقامة ثلاث مباريات في أميركا الجنوبية.
وأوضح “فيفا” في بيان أنه بمجرد التحقق من صحة المعايير الفنية، سيعلن رسميًا عن مستضيف الحدث في العام 2024، لافتًا إلى أن المباريات الثلاثة التي ستستضيفها أميركا الجنوبية في مونتيفيديو وبوينوس أيريس وأسونسيون ستكون في إطار الاحتفال بمئوية المونديال الأول في الأوروغواي. وأضاف أنه “في العام 2030، ستجمع كأس العالم ثلاث قارات وستة دول، ما يدعو العالم أجمع للانضمام إلى الاحتفال باللعبة الجميلة والمئوية وكأس العالم لكرة القدم نفسها”.
وقال رئيس “فيفا” السويسري-الإيطالي جاني إنفانتينو إنه “في عالم منقسم، يتحد فيفا وكرة القدم”، مضيفًا “وافق مجلس فيفا الذي يمثل عالم كرة القدم بأكمله، بالإجماع على الاحتفال بالذكرى المئوية لكأس العالم التي أقيمت نسختها الأولى في الأوروغواي عام 1930، بالطريقة الأنسب”.
وأضاف أنه “نتيجة لذلك، سيتم الاحتفال في أميركا الجنوبية، وستنظم ثلاث دول في أميركا الجنوبية – الأوروغواي والأرجنتين والباراغواي – مباراة واحدة في كل منها في نسخة 2030”. وتابع “ستقام أولى هذه المباريات الثلاث بالطبع في الملعب حيث بدأ كل شيء وهو ملعب سنتيناريو الأسطوري في مونتيفيديو، على وجه التحديد للاحتفال بالنسخة المئوية لكأس العالم”.
وأوضح “في عام 2030، سيكون لدينا بصمة عالمية فريدة من نوعها، ثلاث قارات – إفريقيا وأوروبا وأمريكا الجنوبية – ست دول – الأرجنتين والمغرب والباراغواي والبرتغال وإسبانيا والأوروغواي – ترحب بالعالم وتوحده بينما تحتفل معًا باللعبة الجميلة، المئوية وكأس العالم فيفا”.
عالم تونسي يفوز بنوبل للكيمياء
عبر العالم الفرنسي المولد تونسي الأصل، منجي الباوندي، عن فرحته بالفوز بجائزة نوبل، مشيرًا إلى أنه لم يطّلع على التسريبات بشأن اختياره قبل الإعلان الرسمي، كما أضاف الباوندي في تصريحات خلال المؤتمر الصحافي “لم أكن أعلم (بالتسريبات)، لقد أيقظتني الأكاديمية السويدية من نوم عميق”، لافتًا إلى أنه لم يكن يتوقع هذا الاتصال.
والباوندي يحمل الجنسية الفرنسية، والده محمد صالح باوندي وهو أبرز أستاذ رياضيات في تونس. وكان سبق أن رشحته منظمات تونسية لجائزة نوبل للكيمياء عدة مرات وكان قاب قوسين أو أدنى من الحصول عليها عام 2020.
والباوندي هو كيميائي أميركي من أصول تونسية، ولد عام 1961 في العاصمة الفرنسية باريس، وقضى طفولته في فرنسا وتونس قبل أن يقرر والده الهجرة إلى الولايات المتحدة. وحصل على شهادة الماجستير في الكيمياء من جامعة هارفارد والدكتوراة من جامعة شيكاغو، وتركز مجموعة باوندي للأبحاث بشكل كبير على دراسة النقاط الكمومية لأشباه الموصلات الغروية، مع الاهتمام المتزايد بالفلوروفورات العضوية.
ومنحت جائزة نوبل في الكيمياء لعام 2023 في ستوكهولم إلى الباحثين الثلاثة منجي الباوندي، ولويس بروس من الولايات المتحدة، وأليكسي إكيموف المولود في روسيا، وهم علماء يعملون في الولايات المتحدة في مجال الجسيمات النانوية.
يذكر أن الثلاثي سيتقاسمون مكافأة مالية تبلغ 11 مليون كرونة سويدية (حوالي مليون دولار)، وسيتسلمون الجائزة من الملك كارل السادس عشر غوستاف في حفل يقام في ستوكهولم في 10 ديسمبر، في يوم ذكرى وفاة العالم ألفريد نوبل الذي أنشأ الجوائز من خلال وصيته الأخيرة في آواخر القرن التاسع عشر.
الكاتب
-
رامي يحيى
شاعر عامية وقاص مصري مهتم بالشأن النوبي ونقد الخطاب الديني
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
-
وجدي عبد العزيز
كاتب صحفي وباحث في الشئون الدولية والأفريقية